شرع قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بولاية أم البواقي، مؤخرا، في اعتماد ترجمة لخطب ودروس الجمعة بلغة الإشارة، مع تخصيص فضاء لذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم والبكم، إلى جانب مترجم معتمد من مديرية النشاط الاجتماعي، من بين المترجمين المؤهلين لإعادة تقديم الخطب والدروس وفق اللغة التي يفهمها المصابون بهاته الإعاقة والذين عبروا عن ارتياحهم وفرحتهم بعد هذا الإجراء، كونهم كانوا في وقت سابق يحضرون لخطب الجمعة جسديا فقط، دون أن يعوا ما يقدمه الإمام من مواعظ للمصلين.
مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية أم البواقي، الدكتور، مولود محصول، وفي تصريح خص به النصر، أوضح بأن ترجمة خطبة الجمعة إلى لغة الإشارة عن طريق مختصين بأنها تجربة جديدة يخوضها قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بولاية أم البواقي على غرار كثير من ولايات الوطن، وهي التي تأتي استجابة لشريحة معتبرة ومحترمة من شرائح المجتمع، وهي شريحة الصم والبكم، والذين يحتاجون لهذا النوع من الخدمات حتى يتمكنوا من مشاركة إخوانهم المصلين الاستماع لخطب ومواعظ يوم الجمعة والاستفادة مما يلقى في هذه الخطب والدروس بالمساجد، وأضاف المتحدث بأنه وبناء على توجيه الإدارة المركزية لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كان لقطاع الشؤون الدينية بأم البواقي اتصال بقطاع النشاط الاجتماعي، أين تمت المطالبة بتعيين مختص في لغة الإشارة وهي لغة الصم والبكم، من أجل القيام بترجمة خطبة الجمعة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم والبكم، أين لب قطاع النشاط الاجتماعي ذلك مباشرة، وتم الشروع في ترجمة خطب الجمعة على مستوى مسجد عقبة بن نافع بمدينة أم البواقي لهذه الفئة، وهي العملية التي لاقت استحسانا كبيرا وفرحة غامرة من طرف المنتمين لهذه الفئة والذين تتزايد أعدادهم من جمعة لأخرى.
وأكد المتحدث بأن قطاعه عازم بالتنسيق مع قطاع النشاط الاجتماعي على توسيع هذه التجربة، وربما تعميمها على عديد المساجد ومن المحتمل أن تشمل المساجد الكبرى ببعض دوائر الولاية، على أن تشمل عددا أكبر من مساجد الولاية حتى يلبي القطاع احتياجات هذه الفئة، والعمل على تقديم الخدمة المطلوبة لها حى تستفيد من التوجيهات والإرشادات التي تلقى على مستوى المساجد، وحتى تعم الفائدة جميع أفراد المجتمع، والمساهمة بهذا الجانب في دمج هذه الفئة في المجتمع وإخراجها من عزلتها والقوقعة التي هي فيها، حتى تتمتع كغيرها من فئات المجتمع من مختلف الحقوق والخدمات التي تقدم لصالحه هذه الفئة سواء من طرف قطاع الشؤون الدينية والأوقاف أو غيرها من القطاعات.
من جهته مدير النشاط الاجتماعي لولاية أم البواقي بن حدة فريد أوضح للنصر، في إطار العمل التنسيقي بين مديرية النشاط الاجتماعي ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية أم البواقي، وخدمة للمصلين من جميع فئات المجتمع، قام القطاع باقتراح مترجم لترجمة خطبة ودروس الجمعة وكل ما ينظم بالمسجد القطب عقبة بن نافع، وهي المبادرة الأولى عبر ولاية أم البواقي، وتأتي لخدمة المنتمين لهذه الشريحة من ذوي الهمم وخاصة من فئة الصم والبكم. وأشار، بركاني عبد الحفيظ، معلم التعليم المتخصص رئيس ومكون ومترجم لغة الإشارة وهو المشرف على عملية ترجمة خطب ودروس الجمعة، بأن المبادرة تم اعتمادها استجابة لطلب شريحة واسعة من فئة الصم والبكم، الذين توجهوا صوب مديرية الشؤون الدينية بأم البواقي، وأشاروا بأنهم يحضرون دوما لخطب وصلوات الجمعة في كل مرة، غير أن حضورهم في كل مرة يكون جسديا فقط للمسجد دون أن يفهموا ويعوا ما يقدمه الإمام من دروس وخطب، لأنهم لا يسمعون ولا يتكلمون، وبعد تواصلهم مع المسؤول الأول على قطاع الشؤون الدينية والأوقاف لولاية أم البواقي وتقبل طلبهم، تواصل مع مدير النشاط الاجتماعي، أين وافق بدوره على الاقتراح وتواصل مع المعني، وتم تقديم خطب ودروس الجمعة، وتخصيص فضاء خاص في الطابق العلوي للمسجد القطب عقبة بن نافع، أين بدأت أعداد المنتمين لهذه الفئة تتوافد وبتزايد من جمعة لأخرى، وسط فرحة وتوافق كبير بين المنتمين لهذه الفئة التي رحبت بهذا الإجراء، وثمنته معتبرة إياه بالتغير الكبير الذي حصل على متابعتهم لخطب الجمعة وسط فرحة كبيرة من طرفهم، معتبرينه بالاهتمام من طرف مسؤولي قطاعي النشاط الاجتماعي والشؤون الدينية تجاههم.من جهته أحد المنتمين لفئة الصم والبكم ويتعلق الأمر بالمدعو دحدوح عبد العزيز، أوضح في حديثه إلينا لغة الإشارة والذي ترجمه المترجم المتخصص بركاني عبد الحفيظ، بأنه كان رفقة أصدقائه يحضرون خطب ودروس الجمعة، دون أن يفهموا ما يقول الإمام، واليوم اختلاف كبير مقارنة بما سبق، أين يفهم المنتمون لهذه الفئة خطب ودروس الجمعة، وفي الوقت الراهن الترجمة سهلت عليهم كثيرا فهم الدين وتلقي معلومات ومبادئ عن الدين الإسلامي، والجميع فرح بهذه المبادرة لترجمة وفهم الدين، والشكر موصول لكل القائمين على هذه
المبادرة. أحمد ذيب