جميــع البحــوث التكنـولــوجيــة لم تتجســد على أرض الواقـــع
أكد مشاركون في المؤتمر الجزائري السادس حول الميكانيك المنظم أمس بقسنطينة، أن جميع البحوث العلمية والتكنولوجية التي تنتجها الجامعة، لم تتجسد فعليا مع المؤسسات الصناعية، مشيرين إلى وجود قطيعة بين إسهامات طلبة البحث العلمي، و توظيفها على أرض الواقع.
وقال الدكتور عبدالوهاب زعتري، الباحث في التكنولوجيات متعددة التخصصات والروبوتيك والطاقات المتجددة بجامعة منتوري، أن الجامعة الجزائرية تصدر الأدمغة نحو الخارج، وتقدم عمالة «تقارب المجانية» في إعداد البحوث العلمية والتكنولوجيا الحديثة لكل من أوروبا و أمريكا، و ذلك أمام «إغلاق» المؤسسات والشركات الوطنية لباب التعاون مع مخابر البحث والجامعات، رغم التقدم الكبير للطلبة الجزائريين في مجال الروبوتيك، الميكانيك والعلوم الأكثر دقة في هذا المجال، على غرار الأجهزة المستعملة في اكتشاف الفضاء، و المعدات الطبية و «الروبوت» الخادم للإنسان، و كذلك التحكم بتقنيات طبية جديدة تقاس بوحدة «نانو»، حيث يعد البروفيسور كمال يوسف تومي أهم روادها في دول الغرب، وهو جزائري الأصل من ولاية البليدة.
وأضاف ذات المتحدث للنصر على هامش المؤتمر الذي احتضنته جامعة قسنطينة 1، أنه قدّم إلى جانب العديد من الطلبة الذين تدرجوا على يده بقسنطينة و وهران و غيرها، اقتراحات لمؤسسات وطنية بتحويل الأبحاث ونتائج المخابر إلى حقيقة وتصنيعها، مثلما كان عليه الحال مع الديوان الوطني لصناعة الأطراف الاصطناعية للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالخروب، و بتمويل تام من مؤسسة البحث العلمي، إلا أن مدير المؤسسة لم يول هذا الاقتراح اهتماما، حسب الدكتور زعتري الذي أكد عقد لقاء في 2003، مع مسيري مؤسسة «سوناكوم» و«جرمان» بوادي حميميم، دون الخروج بنتيجة.
وأرجع الدكتور زعتري هذا العزوف إلى عدم وجود «صائدي الأدمغة» و ما يسمى بأوروبا وأمريكا وآسيا والدول المتقدمة بـ «مجالس البحث والتطوير»، على مستوى المؤسسات من أجل الاتفاق على تحديد احتياجاتها بخصوص التكنولوجيات الحديثة، وعقد اتفاقات شراكة مع المخابر والباحثين لتطوير محاور معينة، تفيد الاقتصاد والصناعة، مؤكدا تلقيه عرضا من الصين، مؤخرا، للوقوف على لجنة بحث وتجسيد مشروع تكنولوجي عالي الدقة، كان بالإمكان توجيهه لتحسين وتطوير التكنولوجيا الصناعية بالجزائر.
وانتقد الأستاذ عمارة إدريس، القائم على شؤون المؤتمر الجزائري للميكانيك، عدم وجود تنسيق حقيقي من الجامعة مع الدكاترة والباحثين الجزائريين المشاركين في المؤتمر، ما اعتبره هدرا حقيقيا للإمكانيات المحلية لتطوير البلاد والصناعة والتكنولوجيا، مضيفا أنه سعى مرات عديدة للقاء وزراء الطاقة والمناجم والصناعة والبحث العلمي دون جدوى.
يذكر أن المؤتمر المنعقد بجامعة قسنطينة 1، سيمتد إلى نهاية شهر نوفمبر الحالي، حيث ستنظم خلاله محاضرات وورشات من طرف باحثين من تونس ومصر والجزائر، وحتى من إنجلترا، بمجموع 175 محاضرة بالبرنامج.
فاتح خرفوشي