تجهيــزات تتـعرّض للتخريـب في حديقــة بــــاردو
توقفت الأشغال على مستوى الحديقة الحضرية بباردو بوسط مدينة قسنطينة، منذ أشهر، و لم يتم وضع حلول نهائية لوقف مشكلة الإنزلاقات التي تهدد هذا المشروع المغلق أمام السكان المتعطشين لفتح الأجزاء الجاهزة منه، في ظل نقص فضاءات الترفيه، في وقت تعرضت فيه بعض تجهيزات المرفق للتخريب.
و يتساءل المواطنون على مستوى قسنطينة، عن السبب وراء تأخر فتح هذه الحديقة الواقعة على مستوى حي باردو السفلي و المطلة مباشرة على وادي الرمال، والتي انطلقت بها الأشغال منذ أزيد من ثلاث سنوات، حيث ينتظر سكان وسط المدينة و باقي أحياء بلدية قسنطينة، فتح هذه الحديقة بتلهف كبير، خاصة في ظل انعدام المرافق الترفيهية و الأماكن المخصصة للنزهة بالمنطقة.
و الملاحظ أن الأشغال توقفت تماما بالحديقة الحضرية، فباستثناء بعض العمال التابعين للمؤسسة المكلفة بالتشجير و وضع النباتات و العشب، و الذين لا يتجاوز عددهم 10 أشخاص، فلا وجود لأية أشغال أخرى، بالرغم من أن عملا كبيرا يبدو غير منجز، خاصة في الجهة السفلية من الحديقة، على مقربة من مجرى الوادي، أين لا تزال الطرق غير معبدة، و لم ينته انجاز الأرصفة و لم توضع كراس أو طاولات، فيما لم تهيأ أماكن للراحة.
و يبدو أن الانزلاقات قد خلقت عراقيل كبيرة من أجل إتمام تهيئة جميع أجزاء هذا المنتزه، حيث أن انجراف التربة خاصة على المستوى الأجزاء الواقعة تحت ما يسمى سوق «الرومبلي»، يمنع تواصل الأشغال بهذه الجهة، و يظهر ذلك من خلال تكدس كميات كبيرة من الأتربة من خلال جولتنا بالمكان صباح أمس، حيث يبدو أن الأسوار الحجرية التي بنيت، لم تنفع في إيقاف الانزلاقات، بينما تم غرس آلاف الشجيرات كأحد التدابير المتخذة من أجل الحد من انجراف التربة.
من جهة أخرى، انتهت الأشغال على مستوى عدة مرافق بالحديقة، مثل ما هو عليه الحال بدار البيئة و كذا البناية المجاورة لها و التي ستخصص لعرض بعض أنواع الحيوانات، كما استُكمل العمل على مساحات أخرى من حيث التشجير و وضع العشب الطبيعي و غرس النباتات و الورود و أنظمة السقي، و تركيب ألعاب الأطفال، و كذا بعض الكراسي و الطاولات، إضافة إلى تعبيد الطرق و إنجاز الأرصفة و الإنارة العمومية.
و قد لاحظنا بالمكان، تعرض بعض التجهيزات للتخريب مثل الكراسي و الطاولات التي وجدناها مكسورة، فيما يُهدّد بقاء الوضع على حاله لمدة أطول، بحصول عمليات تخريب أكبر، و رغم أن أبواب الحديقة تبقى مغلقة أمام المواطنين، إلا أن دخولنا إليها كان سهلا جدا عبر أحد المنافذ المخصصة للآليات و الشاحنات، كما أن غياب الحراسة، يسهل ولوج أي شخص إليها، فيما يطالب المواطنون بفتح الأجزاء الجاهزة من أجل التنزه مع عائلاتهم، خلال نهاية الأسبوع على الأقل، و بالأخص الجزء المخصص للأطفال.
و كان والي قسنطينة عبد السميع سعيدون، قد أكد في آخر زيارة له إلى الحديقة في شهر أكتوبر الماضي، أنه تم التحفظ على عملية البناء بسبب مخاطر الانزلاقات، مضيفا بأن أجزاء منها قد تفتح أمام الجمهور خلال شهر رمضان المقبل، و للإشارة فإن أحد مكاتب الدراسات كان قد اقترح قبل حوالي سنتين، إنشاء جدار دعم أسفل سوق «الرومبلي» من أجل القضاء نهائيا على مشاكل الانجراف، غير أن التكلفة المرتفعة التي قدرت وقتها بـ 80 مليار سنتيم، جعل السلطات الولائية ترفض المقترح. عبد الرزاق.م