تلقي 1645 مكالمة من مدمني مخدرات و أوليائهم
أكَّد مشاركون في يوم تحسيسي نظم أمس حول محاربة آفة المخدرات، بقسنطينة، تسجيل ارتفاع في استهلاك هذه السموم بالولاية، حيث تم حجز 100 ألف قرص مهلوس العام الفارط، واستقبال 1645مكالمة بخلية الإصغاء والمتابعة الصحيَّة بديوان مؤسسات الشباب، خلال 3 أشهر، و ذلك من متعاطي مختلف المواد المخدِّرة وأوليائهم، فيما تم التحذير بأن الآفة لا تضرب فئات المراهقين فقط، بل حتى الأطفال قبل سنِّ المراهقة.
وتحدَّث المختصون من الأمن وعلم الاجتماع والصحة، في يوم تحسيسي نظَّمه ديوان مؤسسات الشباب، بنهج قدوس بومدوس، عن تحوُّل الجزائر إلى بلد مستهلك للمخدرات بعدما كان منطقة عبور من المغرب نحو تونس وليبيا، خصوصا، وأكدت مختلف التقارير الأمنية بقاء نسبة 50 بالمئة من المخدرات في بلادنا، فيما تحوَّل البقية إلى الأسواق الخارجية للدُّول المجاورة، أمام ارتفاع الكميات العابرة للتراب الوطني.
وحصر ممثِّل مصالح الدرك الوطني، في تدخُّله، الفئة العمرية المستهلكة للمخدِّرات في قسنطينة بين 18 و25 عاما، أما رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة قسنطينة 2، الدكتور محمد زيان، فردَّ تفشي الظاهرة لنقاط محددة على رأسها انعدام الحوار في المجتمع الجزائري وخاصَّة على مستوى الأسرة، ما يؤدي لإحباط الشاب والمراهق، وفي غياب البديل يتوجه لدخول عالم المخدرات، ما يسبب بعدها فقدان الأمل بعد حالة عدم التكيُّف.
ودقَّت المختصة النفسانية بديوان مؤسسات الشباب، عن خلية الإصغاء والتوجيه الصحية، ناقوس الخطر، نظرا لتحوُّل الأطفال الصِّغار إلى لعبة الموت، المخدرات، ومحاولة تجريبها، حيث لم تعد حكرًا على المراهقين والشباب، بل حتَّى الأطفال بين 10 و 14 عاما، وفق نسق حدد علميا بخمس خطوات، حسب ممثل الأمن الوطني، وهي التجربة، العادة، الإدمان، المرض ومن ثمَّ الموت.
وأضافت المتحدثة أن خطوات علاج الإدمان أصبحت سهلة، مع توفُّر مركز متخصص بعين الباي لهذا الأمر، بدل التوجه إلى البليدة مثلما كان عليه الحال سابقا، حيث يتم على مستواه الاطلاع على الموضوع الذي أدى بمتعاطي المخدرات إلى تبنيها كبديل، وفتح باب الحوار معه، ثمَّ كسب ثقته وتبادل الحديث عن القضية، نهاية بالمساعدة.
ودعا الأستاذ ياسين سوالمي، إمام مسجد الاستقلال بالكدية، إلى كسر هذا القيد المثقل لكاهل الشعوب، وهو المخدرات، والتحرر منها، لأن الله أحلَّ الطيبات وحرم الخبائث، ومنها مذهبات العقل، حيث تدخل في باب المنكرات وإهلاك الذات، داعيا مختلف المؤسسات التربوية والأمنية والدينية وخاصة الأسرة، إلى تفعيل دورها لإنقاذ الشباب من الانحراف والإدمان.
و يذكر أن ديوان مؤسسات الشباب بقسنطينة، قد نظَّم يوما تحسيسيا لفائدة التلاميذ والطلبة والمتكونين وعامة الشباب للاطلاع على إشكالية المخدرات والإدمان، وكيفية العلاج، عبر استضافة مجموعة من المختصين والفاعلين.
فاتح خرفوشي
