تشهد مصالح التوليد بولاية قسنطينة، ضغطا متزايدا يقابله نقص الأطباء الناجم عن إضراب المقيمين، و هو ما أربك الحوامل اللواتي دخلن في رحلة بحث عن سرير بالمستشفيات التي تعرف عجزا كبيرا في أخصائيي الصحة العمومية
و الأساتذة الاستشفائيين الجامعيين، فيما تؤكد مديرية الصحة أن الوضع تأزم مع عدم استجابة بعض الخواص للتسخيرات التي وُجهّت إليهم.
و مع اقتراب فترة ذروة الولادات التي تتزامن مع فصل الصيف، صار من الصعب توقع حجم الفوضى التي سوف تسود مصالح توليد كانت تعرف ضغطا كبيرا حتى في وجود الأطباء المقيمين، حيث بدأ عدد الحوامل الوافدات على المستشفيات يتزايد و تفاجأت العديد منهن أن قاعات المعاينة الخارجية دون طبيب، بسبب وجود أخصائي وحيد يُشرف لوحده على الولادات و لا يعاين إلا الحالات الحرجة، كما يشتكي الأهالي من تقاذفهم بين المستشفيات رغم أن الأمر يتعلق بولادات عادية يمكن أن تشرف عليها القابلات، ليقرر العديد منهم اللجوء مضطرين إلى العيادات الخاصة، و دفع مبالغ لا تقل في الغالب عن 6 ملايين سنتيم.
مدير الصحة العيد بن خديم، قال في اتصال بالنصر يوم أمس، إن 8 أخصائيين في أمراض النساء و التوليد بالقطاع الخاص، استجابوا للتسخيرات التي وجهت إليهم، على خلفية الأزمة التي أحدثها إضراب الأطباء المقيمين، حيث تم توزيعهم بالتساوي على عيادة سيدي مبروك و المستشفى الجامعي، غير أن نفس العدد من الخواص لم يستجب للاستدعاءات، و هو ما قال إنه سيكون محل إجراءات إدارية، مضيفا أن قانون الصحة رقم 85/05 و المرسوم التنفيذي 13/195، يلزمانهم، حسبه، بضمان المناوبة في المستشفيات العمومية عند الحاجة إليهم.
و دعا بن خديم الخواص إلى الاستجابة للتسخيرات الموجهة إليهم، خاصة في طب النساء، و ذلك قصد ضمان التكفل بالنساء الحوامل و تجاوز “المشكلة الكبيرة” التي ذكر أن مصالحه تواجهها و نحن مقبلون على موسم تكثر فيه الولادات، مؤكدا في المقابل أن مديريته اقترحت على وزارة الصحة تدعيم مستشفيات الولاية بأطباء أخصائيين، سيما أن قسنطينة تشهد نقصا كبيرا جدا في الأساتذة الاستشفائيين الجامعيين و أخصائيي أمراض النساء و التوليد في الصحة العمومية.
و أمام هذا الوضع، لجأت مديرية الصحة، مثلما يضيف السيد بن خديم، إلى تجنيد أخصائيي مستشفيات البير و الخروب و ديدوش مراد للعمل في مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي و عيادة سيدي مبروك، إلى حين انفراج الأزمة، و أضاف محدثنا أن مصالحه تعقد أسبوعيا اجتماعات مع مسؤولي المصالح المعنية لمتابعة تطورات الوضع و إيجاد الحلول الممكنة.
ياسمين.ب