دخل يوم أمس 29 ناقلا متعاقدا مع بلدية العش جنوب ولاية برج بوعريريج، لنقل التلاميذ إلى المؤسسات التربوية، في إضراب عن العمل احتجاجا على تأخر تسديد مستحقاتهم منذ سنة 2014، ما خلف أزمة نقل حقيقية أثارت استياء التلاميذ و أوليائهم الذين قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 45 بمنطقة معازة للمطالبة بإنهاء المشكل و تمكين أبنائهم المتمدرسين من وسائل النقل.
و يعود إضراب الناقلين المتعاقدين مع البلدية، بحسب ممثلين عنهم إلى تعذر جميع مساعيهم لتسوية مشكل تأخر تسديد مستحقاتهم المترتبة عن ضمان نقل تلاميذ المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاث و تعاقدهم مع مصالح البلدية لنقل تلاميذ القرى المنتشرة بهذه البلدية إلى المدارس و المتوسطات و الثانويات، مشيرين إلى رفع هذا المطلب في الكثير من المرات غير أنه لم يجد أذانا صاغية من السلطات الوصية، رغم مرور مدة تزيد عن الثلاث سنوات على تعاقدهم دون حصولهم على مستحقاتهم.
و انعكس هذا الإضراب بالسلب على تنقل التلاميذ إلى مختلف المؤسسات التربوية، و أدى إلى حرمانهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، رغم انتظارهم لساعات بالمواقف المخصصة لحافلات النقل المدرسي، ما أثار استياء أوليائهم الذين قاموا بغلق الطريق الرابط بين ولايتي البرج و المسيلة للمطالبة بإعفاء أبنائهم من المشكل القائم بين الناقلين و مصالح البلدية، و عدم استعماله كورقة ضغط لتحقيق مصالح الناقلين، خصوصا و أن دفتر الشروط يحتم على الناقلين ضمان النقل للتلاميذ في جميع الحالات و يشير إلى تسوية المستحقات المالية متى توفرت السيولة المالية لدى البلدية .
رئيس بلدية العش من جانبه تنقل إلى مكان الاحتجاج و تمكن من اقناع التلاميذ و أوليائهم بالعدول عن قرار غلق الطريق و فتحه في وجه حركة المرور، بعد توفير حافلات التضامن لنقل التلاميذ إلى مؤسساتهم التربوية، كما تحاور مع الناقلين المضربين .
و أكد رئيس البلدية على دخول الناقلين في اضراب عن العمل دون سابق إشعار، مشيرا إلى أن الاشكال القائم يعود إلى عدم توفر الناقلين على صكوك بنكية لصرف مستحقاتهم، بعدما طالبت مصالح الضرائب و المراقب المالي الاعتماد على الحسابات البنكية في دفع المستحقات بدل الحسابات البريدية، و رفضت التأشير على الملفات لعدم حيازة الناقلين على صكوك بنكية، مشيرا إلى امكانية تسوية الوضعية المالية للناقلين متى توفرت لديهم هذه الصكوك.
كما أشار إلى تعاقد البلدية مع 29 ناقلا من الخواص في حين تتوفر حظيرتها على أربع حافلات غير كافية لتلبية احتياجات تلاميذ القرى، ما تطلب التعاقد مع الناقلين الخواص، و اقتطاع جزء من ميزانية البلدية و الميزانية الإضافية لتسوية مستحقات الناقلين. ع/بوعبدالله