محتجـون يطـالـبون بـالإفــراج عن قوائم السكـن الاجتمــاعي
طالب صبيحة أمس، عشرات القاطنين بالأحياء الشعبية وسط مدينة عنابة أمام مقر الدائرة، بالإعلان عن قوائم المستفيدين من السكنات الاجتماعية، المقدر عددها بنحو 6 آلاف وحدة، التي كان مقررا الإفراج عنها مطلع الشهر الجاري، كما احتج قاطنو عمارة مهددة بالانهيار بحي «طاحونة طوكي» بغلق الشارع الرئيسي المحاذي لمدرسة الشرطة الهادي خذيري بسيدي إبراهيم، مطالبين بترحيلهم. بينما اعتصم مقاولون بمقر شركة «باتنكو» مطالبين بصرف مستحقاتهم. و قد تساءل طالبو السكن عن سبب تأجيل توزيع السكنات الإجتماعية، رغم تصريح مسؤولي ولاية عنابة في عدة مناسبات بأن الإعلان عن قوائم المستفيدين سيكون خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية مع تسليم المفاتيح في شهر جوان، و بعده ترحيل المستفيدين للمدينة الجديدة ذراع الريش التي تحتضن 16 ألف سكن منها 6 آلاف جاهزة.
كما ناشد المحتجون السلطات المحلية، بتعجيل الإفراج عن القوائم خاصة منهم العائلات القاطنة بالأحياء العتيقة في مدينة عنابة التي تعود للحقبة الاستعمارية، الذين ينتظرون الحصول على شقق سكنية جديدة في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكن الهش، لإنهاء المعاناة التي يتخبطون فيها حسب تعبيرهم. واستغرب ممثلو المحتجين، التضارب في التصريحات بين مصالح الولاية و وزارة السكن، مشيرين إلى تصريح الوزير عبد المجيد تبون على هامش لقاء الثلاثية بعنابة، الذي تحدث عن توزيع قرابة 7 آلاف وحدة على مستوى ولاية عنابة خلال شهر مارس الجاري، مطالبين بإعطاء تاريخ محدد للإفراج عن القوائم بعد انتهاء اللجنة الولائية المكلفة بدارسة الملفات على مستوى الدائرة من غربلة القوائم و دراسة وضعية كل عائلة، وإجراء التحقيقات الميدانية. وتشير مصادرنا أنه تقرر تأجيل توزيع السكنات الاجتماعية إلى ما بعد إجراء الانتخابات التشريعية، من طرف سلطات ولاية عنابة، لتكون فرصة مناسبة لاستكمال أشغال الربط بشبكات الطاقة و الماء و إنجاز المرافق العمومية بالأقطاب العمرانية الجديدة، التي تسعى الجهات ذاتها إلى جعلها قابلة للسكن دون نقائص، حيث تعمل المصالح المعنية على استلام سكناتها بكامل التجهيزات، تفاديا لاحتجاج المواطنين على النقائص المسجلة، بسبب تماطل أصحاب المقاولات في استكمال الأشغال الملحقة. كما تسعى السلطات المحلية حسب مصادرنا جاهدة لإيجاد حلول لتباطؤ وتيرة أشغال إنجاز المرافق والشبكات بالمدينة الجديدة ذراع الريش، على غرار التأخر الحاصل في مد القناة الرئيسية للتزود بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من محطة المعالجة بالشعيبة، و كذا شبكة الطرق و إنجاز المؤسسات التربوية، بهدف توفير كامل الظروف الملائمة للسكن. و قد برمجت مصالح ولاية عنابة خلال العام الجاري، توزيع 15 ألف وحدة سكنية منها 6 آلاف وحدة بالمدينة الجديدة ذراع الريش، التي تجري بها حاليا أشغال إنجاز 25 ألف سكن. من جهة أخرى احتج أمس عشرات المقاولين أمام البوابة الرئيسة لشركة «باتنكو» للهندسة والبناء الكائن مقرها بحي «طابكوب»، مطالبين بمستحقاتهم العالقة منذ ثماني سنوات، بعد إشرافهم على إنجاز عدة مشاريع بالجهة الشرقية للبلاد، مطالبين بإيفاد لجنة تحقيق وزارية لمعرفة سبب تأخر حصولهم على مستحقاتهم المقدرة بنحو 150 مليار سنتيم بقيت ديونا عالقة لدى إدارة الشركة. و أكد ممثلون عن 420 مقاولا ناشطون بمختلف الولايات الشرقية بأنهم ينتظرون صرف مستحقاتهم المالية منذ سنة 2009، بعد إنهاء مشاريعهم في السنة التي سبقتها، و أشار عدد من ممثلي المقاولين إلى أنهم تعرضوا للنصب و الاحتيال من قبل المستثمر البلجيكي الجديد الذي يدير حاليا شركة «باتنكو» للهندسة و البناء بالشرق.
حسين دريدح