الـعـدالة تُقرّر تــوجيه قــاتل والــده بالخـروب إلى مصحــة عقـلية
قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، أمس الأحد، ببراءة عشريني يقطن بحي 1600 مسكنا بالخروب بقسنطينة من تهمة قتل والده و تحويله على مصحة متخصصة في الأمراض العقلية و النفسية.
و بحسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإن القضية التي اهتزت لها الخروب يوم 6 جوان من العام الماضي و المصادف لأول يوم من شهر رمضان، وقعت إثر مناوشات بين المتهم «و.ش» المولود سنة 1992 و والده الضحية «ب.ش» بمنزل العائلة الكائن بحي 40 مسكنا، قبل أن يتطور الأمر إلى استعمال المتهم لسكين من نوع «أوكابي» موجها للضحية طعنة على مستوى البطن ثم طعنات أخرى بالرقبة، ليتركه يسبح في بركة من الدماء، ثم يفر إلى غرفته أين حاول رمي نفسه من النافذة ثم قام بالاختباء تحت سرير حديدي و غطى نفسه ببطانية صوفية.
و بعد سماع جارة العائلة لصراخ الضحية من داخل الشقة و كذا ضجيج غير عادي، و لعلمها بالحالة النفسية للمتهم، قامت بإبلاغ شقيقته التي كلمت بدورها والدتها، حيث تنقلت هذه الأخيرة مباشرة إلى المنزل و قامت بإبلاغ عناصر الأمن و الحماية المدنية، و بعد كسر الباب عثر على الضحية مقتولا، كما تم القبض على المتهم و هو في حالة خوف.
و خلال جلسة المحاكمة، صرح المتهم الذي بدا غير سوي، أن مناوشات نشبت بينه و بين والده عندما كانا بمفردهما، مضيفا أن والده حمل سكينا و حاول الاعتداء عليه، و بأن محاولاته لمنعه تسببت في إصابته بطعنة على مستوى الصدر ثم الرقبة، مؤكدا أنه لم يكن يريد قتله، أما والدة المتهم و زوجة الضحية فقد صرحت خلال شهادتها أن ابنها كان رفقة والده بالمنزل و بأنه مصاب باضطرابات عقلية و نفسية و قد حاولت مرارا علاجه عند أطباء اختصاصيين أو رقاة، غير أن ذلك لم ينجح، و هي نفس الشهادة التي ذكرتها شقيقة المتهم، التي كشفت أن أخاها كان عدوانيا مع نفسه أيضا مثلما كان عدوانيا مع الجميع، و قد كان دائما تحت رقابتهم تخوفا من قيامه بأي مشكل.
و على خلاف ذلك، نفى عم المتهم إصابة ابن أخيه بأي مرض، مصرحا أنه يحاول التنصل من العقاب و بأنه لم يلاحظ عليه أي اضطرابات أو قيامه بأي تصرفات ليست طبيعية، أما ممثل الحق العام فقد التمس تسليط عقوبة السجن المؤبد لقيام أركان الجريمة، منوها بالخبرات العقلية و النفسية التي أخضع لها المتهم من قبل خبراء عينهم قاضي التحقيق و التي أثبتت أنه غير سوي.
عبد الله.ب