نظم أمس عشرات المواطنين من سكان حي 60 مسكنا ببلدية الزيتونة 14 كلم عن القل غرب ولاية سكيكدة، وقفة احتجاجية كتعبير منهم عن استيائهم من الوضع الخطير الذي توجد عليه سكناتهم التي استفادوا منها منذ 10 سنوات، و حولت يومياتهم إلى جحيم لا تطاق.
ولم تنفع حسبهم الشكاوى العديدة المقدمة إلى كافة السلطات المحلية و الولائية ، في إنهاء كابوس الخوف من سقوط أسقف السكنات على رؤوسهم، فضلا عن التسربات المائية وغزو مياه الأمطار والسيول داخل سكنات الطابق الأرضي، وكذا الشرارات الكهربائية الناجمة عن تسرب المياه.عند انتقالنا إلى الحي المذكور، وجدنا ساكنيه في قمة الغضب من الوضع الذي أفرز معاناة كبيرة، ونجم عنه إصابة أفراد العائلات بمختلف أمراض الحساسية و الربو والأمراض الجلدية ودفع بالبعض منهم إلى مغادرة سكناتهم خوفا على حياتهم. وحسب حديث ممثل السكان ، فإن السلطات المحلية قامت سنة 2006 بترحيلهم من المحتشد الذي كانوا يقيمون به بعد تحويل أرضيته لبناء مقر أمن الدائرة، وليتها لم تفعل لأن الإقامة حسبهم في المحتشد أفضل من الإقامة في سكناتهم الحالية التي وصفها بالقبور.
وذكر ممثل المحتجين، أن الكثير من السكان رفضوا وقتها عملية الترحيل من المحتشد ، نظرا لوضع السكنات المقترحة عليهم، والتي وجدوا بها الكثير من النقائص على غرار وضع القرميد غير مربوط ، وانجاز الأسقف من الحبس والقصب بطريقة مغشوشة حسبه لم تصمد طويلا أمام تقلبات أحوال الطقس.
وتأسف السكان من عدم استجابة السلطات المعنية لنداءاتهم المتكررة ، خاصة عند تساقط الأمطار أين يقضون ليالي بيضاء خوفا على حياتهم، و بالمقابل فإن السلطات الولائية تقوم بصرف مبالغ مالية ضخمة على مشاريع للتهيئة الخارجية بالحي كمشروع انجاز جدران السند والطرقات وأهملت وضعية السكنات. وتساءل ممثل السكان عن الفائدة من تهيئة حي سكناته آيلة للسقوط وأخرى غمرتها المياه والأوحال ووضعت قاطنيها في دائرة المنكوبين، و مياه الصرف الصحي تجتاح الكثير من السكنات وانجراف التربة يهدد أخرى بالسقوط ، وحتى مشاريع انجاز جدران السند الأشغال بها تيسر بوتيرة بطيئة، وأفرزت مخاطر كبيرة على حياة السكان، لاسيما الأطفال منهم نتيجة انتشار الحجارة وقطع الحديد والحفر في كل جهات الحي.رئيس بلدية الزيتونة الذي وجدناه بالحي وهو مستفيد سابق من سكن بذات الحي، أكد أن مسؤولية ترميم السكنات تقع على عاتق ديوان الترقية والتسيير العقاري (الأوبيجي)، في الوقت الذي ذكر فيه أنه صرف شخصيا أكثر من 30 مليون سنتيم من أجل تحسين وتهيئة مسكنه، وأشار رئيس البلدية أن الحي المذكور توجد به 65 مسكنا لم يتم توزيعها بعد.
وكشف حديث السكان من جهة ثانية عن وجود سكنات من الحي طالها التخريب ،وأخرى تساقطت أجزاء منها وهي مازالت تنتظر التوزيع، فيما انتقد البعض منهم طريقة انجاز سكنات الحي والتي لا تتلاءم مع تضاريس المنطقة الجبلية المعروفة بالمنحدرات، وبتساقط كثيف للأمطار والثلوج، و طالب السكان بإيفاد لجنة تحقيق في طريقة انجاز السكنات الحي قبل النظر في ترميمها.
بوزيد مخبي