إطــــار معيشـــي متدهـــــور و مشاتي تطبق عليهـا العزلـة بقالمة
مازال سكان بلدية نشماية بقالمة ينتظرون التفاتة جدية من المشرفين على شؤون الولاية لتغيير الوجه البائس لواحدة من أفقر البلديات بالمنطقة و أكثرها تضررا من تدهور إطار الحياة العامة و العزلة التي أطبقت على عدة مشاتي آهلة و حولت حياة سكانها إلى جحيم و خاصة خلال الموسم الدراسي أين تتعقد أوضاع التلاميذ و تقف البلدية عاجزة عن نقلهم من مناطق نائية إلى المؤسسات التربوية المتواجدة بمركز نشماية المطلة على بونة الجميلة و قواعدها الصناعية الكبرى التي يرحل إليها الأهالي كل يوم للبحث عن مصادر العيش.
و قال رئيس بلدية نشماية عبد العزيز مراس متحدثا للنصر أمس الأحد بأن معاناة سكان مركز البلدية قد طالت مع شوارع التراب و الأوحال و هم ينتظرون إطلاق مشروع كبير للتحسين الحضري يغير وجه البلدة الصغيرة و يعيد الأمل لسكانها في حياة كريمة و محيط نظيف.
و أضاف رئيس البلدية بأن أحياء بوخرخور، حسين بولعراس، مراح زرقين و باطح محمد تعد الأكثر تضررا من تراجع إطار الحياة العامة بسبب نقص التهيئة، و هم يطالبون منذ مدة طويلة بتعبيد الطرقات و الشوارع و الأرصفة و القضاء على الصورة النمطية البائسة و إعادة الأمل لسكان هذه الأحياء التي تخيم عليها مظاهر الحرمان منذ سنوات طويلة و لم تتمكن البلدية من تغيير هذا الواقع المقلق بسبب عجز الميزانية المحلية و نقص الموارد الجبائية.
و حسب مسؤول البلدية فإن البطاقات التقنية لبعض الأحياء المتضررة جاهزة و لم تبق إلا الاعتمادات المالية و قرار شجاع من المشرفين على قطاع التعمير و البناء بالولاية لتسجيل مشروع التحسين الحضري و الاستجابة لمطالب السكان العالقة منذ سنوات طويلة.
و تعاني بلدية نشماية أيضا من عزلة المشاتي و انهيار المسالك الريفية، حيث أصبحت حياة سكان الأقاليم الجبلية بالمنطقة في غاية الصعوبة و بدأ البعض منهم يفكر في خيار النزوح و الهروب من حياة البؤس و الشقاء و العزلة.
و قال رئيس البلدية بأن ما لا يقل عن 7 مشاتي تعاني من العزلة منها مشتة جنب البقرة، مشتة فج الشعير، مشتة أولاد شيحة و مشتة السطحة على حدود بلدية عين بن بيضاء. و هذه المسالك ظلت عرضة للانهيار و أصبحت عدة مقاطع منها غير صالحة للاستعمال و هي في حاجة إلى تغطية بطبقة من الحصى على الأقل في انتظار عملية التعبيد التي ظلت في مقدمة انشغالات السكان لكن مطالبهم لم تتحقق حتى الآن. و أدى انهيار الطرقات الجبلية ببلدية نشماية إلى أزمة نقل حادة حيث عجزت حظيرة البلدية عن مواجهة الوضع الصعب و ضمان النقل المدرسي على الأقل لتلاميذ المناطق المعزولة، و يتوقع رئيس البلدية صعوبة أكثر الموسم الدراسي القادم حيث توشك الحافلات القديمة على التوقف بسبب الأعطاب و نقص قطع الغيار. و بالرغم من تحسن وضعية مياه الشرب ببلدية نشماية فإنها مازالت تعاني من انسداد شبكات التوزيع بسبب ارتفاع نسبة الكلس في المياه، و ينتظر السكان أيضا تدخل مديرية الموارد المائية لتجديد المقاطع المسدودة و مساعدة البلدية في عمليات الترميم المكلفة. و يشرب سكان مركز بلدية نشماية يوما بعد يوم و هم يتطلعون إلى زيادة ساعات الضخ لتلبية الحاجيات المتزايدة و خاصة في فصل الصيف. و يقدر تعداد سكان البلدية الصغيرة بنحو 12 ألف نسمة يعيشون على التجارة البسيطة و الأنشطة الزراعية و الرعوية، و تتنقل أعدادا كبيرة منهم إلى مدينة عنابة المجاورة كل يوم للعمل بقواعدها الصناعية و موانئها و مرافقها الخدماتية الكبرى، و نادرا ما يزور أهالي نشماية مدينة قالمة مقر ولايتهم لانعدام فرص العمل بها و نقص مرافق الخدمات مقارنة بعنابة العاصمة الصناعية الكبرى التي تستقطب الهاربين من الفقر و حياة البؤس من كل مكان.
فريد.غ