تبسة متأخرة بـعشر سنوات في مجال إنجاز السكن المبرمج
تطرق، أول أمس، والي تبسة مولاتي عطا الله إلى ورقة الطريق التي سيعتمدها بعد 3 أشهر من توليه مهمة تسيير هذه الولاية، و أوضح في تدخله أمام أعضاء المجلس الشعبي الولائي بمناسبة انعقاد الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي، بأنه أنهى مرحلة التشخيص بعد الزيارات الفجائية و الرسمية المختلفة التي قام بها للعديد من التجمعات و البلديات، مؤكدا على أن قطاعات الموارد المائية و التطهير و السكن و التشغيل، من ضمن الأولويات المستعجلة التي سيحرص شخصيا على متابعتها ضمن ورقة طريق أعدها لذلك.
و أطلق والي تبسة صفارات الإنذار بخصوص تأخر إنجاز العديد من البرامج السكنية التي استفادت منها الولاية، و بلغة الأرقام وجه رسالة حادة للمسؤولين على هذا القطاع، تقضي بمضاعفة الجهود و تسليم تلك المشاريع، و أوضح في أول لقاء له مع المنتخبين المحليين بالمجلس الشعبي الولائي المنتهية عهدته، بأن ولاية تبسة متأخرة بـنحو 10 سنوات في مجال بناء و إنجاز مختلف البرامج السكنية المتعلقة بالسكن العمومي الإيجاري، مبديا تأسفه لكون العديد من العمليات لم تنجز و بعضها ينتمي لبرنامج سنوات2007 و2009 و2010، في الوقت الذي أنهت فيه الولايات الأخرى تلك البرامج وسلمتها في آجالها، مشددا على أن ذلك التأخير كانت له انعكاساته السلبية على المواطنين المعنيين بهذه المساكن.
و أضاف المسؤول ذاته بأن خرجاته الفجائية والرسمية قد مكنته من الاطلاع على حجم هذه التأخيرات، إذ أن 3800 وحدة سكنية من مجموع 7669 مسكنا هي حاليا تسير بوتيرة عادية، فيما النسبة المتبقية التي تمثل قرابة 51 بالمائة هي في حالة ركود وجمود أو في انتظار الانتهاء من الإجراءات الإدارية المختلفة، و ذكر المسؤول ذاته بأنه منذ إطلاعه على الملف، قام بمعية المديريات ذات الصلة بحلحلة الوضع، و العمل على تذليل الصعوبات لتمكين المشاريع غير المنطلقة من الانطلاق، و العمل على مضاعفة وتيرة العمل بالنسبة للمشاريع التي هي حاليا في طور الانجاز، كما وجهت إعذارات شفوية وأخرى كتابية لبعض المقاولات المتقاعسة، و ذلك قصد دفعها لمضاعفة العمل وتسليم هذه المساكن أو فسخ العقود ومنح الانجاز لمقاولات أخرى، كما سعت الولاية إلى إطلاق مشروع حوالي 4600 وحدة سكنية – عدل- بعدما عرفت تأخرا لسنوات طويلة، منها 1500 وحدة ببولحاف الدير، و1500 أخرى بالدكان بمدينة تبسة، والباقي موزع على عدد من البلديات.
و ذكر المتحدث بأنه وجه إعذارا للمؤسسة التركية و تم إمهالها شهرا كاملا لتدعيم ورشاتها بالدكان و بولحاف الدير لمضاعفة ريتم العمل، وتسخير الوسائل المادية والبشرية الكافية لتعويض التأخير، أو فسخ العقد معها وإبرام الانجاز مع مؤسسة أخرى، و توقع والي تبسة توزيع 2000 مسكن في مختلف الصيغ خلال الثلاثي الأول من سنة 2018، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذه المساكن قد أنجز بعضها، فيما يظل بعضها الآخر في طور التهيئة حاليا، ومن المنتظر أن تسليم المفاتيح لمستحقيها المحددين سلفا، وستوجه نصف هذه الحصة السكنية لسكان مدينة تبسة التي لم توزع بها مساكن منذ عدة سنوات، فيما الألف المتبقية ستوزع على ساكنة: بئر العاتر والحمامات والشريعة وثليجان،،، ودعا بالمناسبة مختلف المتدخلين إلى بذل المزيد من الجهد لربط المساكن المنجزة بمختلف الشبكات، والعمل على تهيئتها بما يسمح بالإسراع في إسكان المحتاجين إليها ومن ثم التقليل من أزمة السكن.
وذكر الوالي في هذا الصدد بأنه عازم على معالجة ملف السكن بالولاية وجعله على رأس أولوياته، إلى ذلك تشير الإحصائيات الرسمية استفادة ولاية تبسة من مشروع لإنجاز 12 ألف وحدة سكنية ريفية في إطار البرنامج الخماسي الأخير، في الوقت الذي تحصي مديرية السكن إيداع أكثر من 3400 ملف للاستفادة من هذا النمط السكني الذي حقق عدة نجاحات بالولاية، وعلى صعيد آخر فقد تم استحداث 54 تحصيصا اجتماعيا بالولاية بمجموع 8 آلاف قطعة أرضية، وستساهم مختلف هذه الحصص في رفع حظيرة الولاية السكنية التي تتجاوز حاليا 161 ألف إلى غاية نهاية عام 2016، أي بمعدل شغل يقارب 5.73 شخصا بالمسكن الواحد، و توقع ذات المسؤول تدشين المسجد الكبير بتبسة في غضون الثلاثي المقبل، مبديا عدم رضاه على سير الأشغال بهذا الصرح الذي لم يتجسد رغم أن انطلاقته كانت عام 1989.
الجموعي ساكر