قام يوم أمس، العشرات من الموالين المقيمين ببلدية بئر العاتر في تبسة، بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجمارك، و غلق الطريق الولائي رقم 1 الرابط بين بلديتي بئر العاتر والشريعة .
الموالون طالبوا المسؤولين بإلغاء رخصة نقل المواشي التي تسلمها مصالح الجمارك للسماح لهم بنقل مواشيهم ضمن الشعاع الجمركي المفروض على موالي البلدية الحدودية ، حيث أكد المحتجون على أنهم تضرروا كثيرا من هذه الإجراءات ، ما يحتم عليهم استخراج رخصة لنقل ثلاثة رؤوس من الماشية وإلا يتعرضون للمصادرة، و تسديد غرامة “قيمتها تقدر بعشرة أضعاف ثمن المحجوزات، مع مصادرة المركبة و الحكم عليهم بالسجن” . المحتجون وصفوا هذا الإجراء بغير العادل والمجحف في حقهم ، و قالوا أن تطبيقه بهذه الكيفية يعرقل نشاطهم ، ويزيد من متاعبهم خاصة في ظل موجة الجفاف وغلاء الأعلاف وتدني أسعار الماشية التي تعتبر المورد الرئيسي لهم، مناشدين السلطات الوصية بمراجعة هذا القرار الخاص بتضييق الشعاع الجمركي الخاص بنقل الماشية، و ألا يتم وضع الجميع في سلة واحدة و في خانة المهربين، ذلك أنه لا يمكن تصور تهريب عدد من رؤوس الماشية في طريقها للسوق الأسبوعي،لأن الواقع أثبت أنه ليست في مخيلة المهربين على الأقل في الوقت الحالي ، تهريب المواشي بعد تراجع الطلب عليها في القطر المجاور من جهة، و نظرا للإجراءات الأمنية المشددة على طول الحدود مع الجارة الشرقية من جهة أخرى، مطالبين السلطات بمراجعة مثل هذه القرارات ،لأن إدراج الماشية في خانة المواد المهربة له تداعيات سلبية على النشاط التجاري والتنموي بالمنطقة التي تعتبر من المناطق المعروفة بتربية الماشية منذ القدم.
و أضاف الموالون بأن متاعبهم لم تتوقف عند هذا الحد، بل يواجهون متاعب في نقل الأعلاف نحو إسطبلاتهم، و التي باتت هي الأخرى تخضع لتصاريح نقل، و هو ما أثار استياءهم، و دفع بالبعض إلى التخلص ببيع أرزاقهم بأسعار متدنية، و لم يخفوا المتاعب التي يواجهونها عند مطالبتهم بحيازة تراخيص لنقل المواشي، و التي يستخرجونها من مصالح الجمارك، و قالوا بأن ذلك يتطلب الكثير من الوقت قبل الدخول إلى أسواق الماشية بالولاية، و بدون تلك التصاريح تتعرض أرزاقهم و مركباتهم للحجز ، بالرغم من أن وجهتهم هي أسواق الماشية.
و قد فتحت مصالح الأمن حوارا مع الموالين، تم خلاله دعوتهم للعدول عن موقفهم و التزام الهدوء، و تعيين ممثلين عنهم لطرح انشغالاتهم على مسؤولي الجمارك للوصول إلى صيغة توافقية ترضي الطرفين، و يأتي احتجاج الموالين بعد أسبوعين من الإضراب الذي دعا إليه المكتب البلدي لاتحاد التجار و الحرفيين ببئر العاتر لذات السبب .
ع.نصيب