دافع عن شرف زميلته فلقي حتفه بطعنة خنجر أمام متوسطة
أيدت محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة الحكم المستأنف فيه في قضية مقتل تلميذ متوسطة الزرامنة و قضت بمعاقبة المتهم (ح.ع) 19 سنة ب 20 سنة سجنا، على خلفية متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، والتي راح ضحيتها تلميذ في متوسطة الزرامنة يدعى (ك.ب)، و حكم بدفع تعويض للطرف المدني 200 مليون سنتيم.
و قد التمس ممثل النيابة تسليط عقوبة الإعدام، مؤكدا في مرافعته التي شدت الأنظار ، على أن الجريمة التي وصفها بالبشعة و القاسية، تتوفر على ركني الإصرار و الترصد بدليل عودة المعتدين إلى مسرح الجريمة في الفترة المسائية، و توجه المتهم الرئيسي نحو الضحية و شروعه في الاعتداء عليه، و أيضا سله للسكين من زميله، و توجيه طعنة للضحية على مستوى الفخذ أدت إلى وفاته بعد إصابته بنزيف حاد، مشيرا إلى أن المؤلم في الجريمة هو أن الضحية كان متوجها لمقاعد الدراسة لاجتياز الامتحان و إذا به يتعرض إلى القتل، معتبرا دموع المتهم في الجلسة، و تأكيده على ندمه، و صومه بالمؤسسة العقابية لشهور ليس مبررا للتكفير عن ذنبه.
وقائع القضية التي هزت الرأي العام المحلي و الأسرة التربوية بالخصوص، تعود إلى 25 جانفي 2017، عندما قام أحد المواطنين بحي الزرامنة بالاتصال بالضبطية القضائية عن طريق الرقم الأخضر، للإبلاغ عن تعرض تلميذ (ب. ك) إلى الضرب و الجرح العمدي بالسلاح الأبيض أمام مدخل محله التجاري بالقرب من متوسطة، من طرف أشخاص تركوه مرميا وسط بركة من الدماء، و ذلك باستعمال سكين من الحجم الكبير، و مطرقة حديدية كانوا بمسرح الجريمة ثم لاذوا بالفرار، ليتم تحويل الضحية بعدها إلى الاستعجالات الطبيبة بالمستشفى، و نظرا لخطورة إصابته تقرر إخضاعه لعملية جراحية، و بقي تحت المراقبة الطبية قبل أن يفارق الحياة في اليوم الموالي متأثرا بنزيف دموي حاد على مستوى فخذه الأيمن.
و أثناء المحاكمة، أنكر المتهم الجرم المنسوب إليه، و صرح بأنه قصد حي الزرامنة قادما إليه من حي صالح بوالكروة رفقة أصدقائه من أجل التنزه، و عاد ليعترف بأنه اعتدى على الضحية و بأنه كان يحمل سكينا.
و ذكر أحد الشهود أنه شاهد المتهم يشد تلميذة من شعرها، ثم أسقطها على الأرض، و لما تدخل الضحية لحمايتها ثار المتهم غضبا، و دخل في ملاسنات كلامية مع الضحية، بينما ذكر آخر أنه شاهد في الفترة المسائية في حدود الساعة الواحدة المتهمين يعتدون على الضحية بالسكين و المطرقة بعد أن توعدوه بالموت، حيث شاهد المتهم (ز) يطعن الضحية بسكين من الخلف.
دفاع الطرف المدني أكد على توفر أركان الترصد و الإصرار، بدليل أن المتهم عاد في الفترة المسائية رفقة أصدقائه من أجل قتل الضحية، في حين ركز دفاع المتهم في مرافعته على أن موكله لم يكن ينوي قتل الضحية، و طالب بإفادته بظروف التخفيف.
كمال واسطة