قامت السلطات المحلية لولاية سوق أهراس، صباح يوم الاثنين، بترحيل 200 عائلة كانت تقطن بالأكواخ القصديرية على مستوى كل من الحي البلدي و المقبرة المسيحية، و قد استفادت هذه العائلات من هذه الحصة من الحصة الإجمالية 980 سكنا اجتماعيا، تم الإعلان عنها في بداية شهر جانفي الجاري.
و قد عبر المواطنون المرحلون عن فرحتهم بعد أن ودعوا حياة الأكواخ القصديرية، والتي وصفوها بالمأساة، فيما ستتواصل العملية لتوزيع المفاتيح على بقية المستفيدين في الحصة المتبقية و المقدرة بـ 780 سكنا اجتماعيا، ليبقى الكوخ القصديري يستنزف الحصص المبرمجة للتوزيع في كل مرة على مستوى المدن الكبرى للولاية. هذا النزيف الذي عرفته البرامج السكنية في شقها الاجتماعي، و الذي أصبح في كل حصة سكنية ممنوحة ترصد فيه حصة معتبرة للقضاء على الجيوب القصديرية، لكن هذه الظاهرة لم تتقلص بل تضاعفت. حيث أصبح الكوخ القصديري حقا مكتسبا للحصول على سكن اجتماعي، في الوقت الذي وجد أصحاب الأحواش القديمة و الطلبات العادية أنفسهم ينتظرون لسنوات طويلة للحصول على سكن، و في هذا الصدد و منذ سنة 1997، قامت الولاية بتخصيص 1700 سكن للقضاء على البؤر القصديرية، إلا أن الظاهرة مازالت قائمة، و أصبحت نقطة سوداء تشوه النسيج العمراني من جهة، و عبئا ثقيلا على الحصص المبرمجة للتوزيع.
ودخل الكوخ القصديري إلى السوق السوداء، حيث وصل مبلغه 70 مليون سنتيم، وعرف إقبالا كبيرا للمواطنين خاصة و أنها تحولت إلى وسيلة سهلة للحصول على سكن اجتماعي، و بذلك من المنتظر أن يعالج هذا الملف بيد من حديد من أجل السهر على محاربته، و القضاء نهائيا على الأكواخ القصديرية التي أصبحت تنمو مثل الفطر.
ف/غنام