ضبط متلبسا بالرشوة

4 سنـــوات سـجنــــا لكـاتـب ضبـــط بمحـكمــــة عيـن البيضـــــاء
أيّدت، عشية أمس، هيئة الغرفة الجزائية بمجلس قضاء أم البواقي، الحكم الابتدائي الذي يدين كاتب  ضبط  بغرفة التحقيق رقم 2 بمحكمة عين البيضاء الابتدائية المسمى (ب،ع ) في العقد الرابع من العمر بعقوبة 4 سنوات سجنا، بعد أن تمت متابعته بجنحة قبول مزية غير مستحقة، والتمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا في حق المتهم.
القضية   ترجع لمنتصف شهر مارس الماضي، عندما  تقدم الضحية  من النائب العام بمجلس قضاء تبسة، مخطرا إياه بتعرضه ضحية ابتزاز مالي من طرف المتهم الذي طلب منه حسبه مبلغا ماليا لتسوية قضيته المودعة أمام محكمة عين البيضاء، ليحول الملف إلى النائب العام مجلس قضاء أم البواقي، الذي أمر مصالح الشرطة بأمن الولاية، بفتح تحقيق في القضية،  قبل أن يتم نصب كمين محكم للمتهم، أفضى إلى توقيفه داخل المقهى المتواجد خلف مقر المحكمة الابتدائية ملتبسا بتلقيه مبلغ 7 ملايين سنتيم، وهو جزء من المبلغ الإجمالي الذي اتفق عليه الطرفان والمقدر بـ25 مليون سنتيم.
ويشير ملف القضية إلى أن الضحية القاطن بتبسة حرك قضية على مستوى القسم العقاري بالمحكمة الابتدائية، ليكتشف بعدها حصول التزوير في عقد عقاري مع الطرف المتنازع معه، ليحرك بعدها ادعاء مدنيا على مستوى مكتب قاضي التحقيق بالغرفة الجزائية الثانية التي يعمل بها المتهم، في قضية متعلقة بالتزوير واستعمال المزور، وهو ما استلزم توقيف إجراءات القضية العقارية الأولى، وبين الضحية حينها بأن المتهم وعده بقدرته على تسوية قضيته مشترطا مبلغا ماليا مقابل ذلك، واتضح فيما بعد بأن أوراق ومستندات قضية الادعاء المدني حولت من طرف قاضي التحقيق لغرفة الاتهام بمجلس القضاء، في الوقت الذي ضبط فيه المتهم متلبسا بتلقي مزية مالية لتسوية وضعية الضحية في القضية.
وفند المتهم الجرم المنسوب إليه، مشيرا بأنه يمر بضائقة مالية بالنظر لظروفه المعيشية وتواجد والدته في حالة صحية حرجة، الأمر الذي جعله يطلب سلفة  من الضحية المنحدر من تبسة، والذي هو كثير التردد على مقر المحكمة، حيث منحه مبلغ 7 ملايين سنتيم كشطر أول، على أن يتم له بقية المبلغ بعد ذلك، واتفق معه على فترات إعادة المبلغ حسب تصريحه، غير أنه لم يعلم بأن الضحية نصب له كمينا، وقام بخداعه بوضع قصاصات ورقية داخل الظرف البريدي بدلا من المبلغ المتفق عليه.
دفاع المتهم بين بأن موكله يشتغل كاتب ضبط بالمحكمة طيلة 24 سنة، مشيرا بأن سيرته حسنة وهو يعاني صحيا نتيجة مرض مزمن، وبين دفاع المتهم بأن الضحية فبرك القضية التي يقف وراءها ضابط شرطة من تبسة، موضحا كذلك بأن الضحية سبق له تقديم شكاوى بقضاة ومتقاضين وحتى محامين، وأكد محامي المتهم بأن الجريمة مفتعلة، وتتضمن استدراجا للمتهم للزج به رهن الحبس.          
أحمد ذيب