تسببت موجة الحر التي تجتاح ولاية بسكرة، هذه الأيام، و تجاوزها سقف 48 درجة تحت الظل، في فرض حظر التجول و شلّ نشاط سكان المدن و القرى.
و تنقطع الحركة بشكل نهائي تقريبا في الفترة الممتدة من منتصف النهار إلى غاية الساعة الخامسة مساء، تخلو فيها جميع الشوارع و الأحياء من حركة السير و يضطر أغلب أصحاب المحلات التجارية و المخابز إلى غلقها تفاديا لاستهلاك المزيد من الطاقة الكهربائية، مقابل انعدام حركة التسوق.
بدورها حركة النقل تعرف شللا تاما من خلال توقف مركبات النقل الجماعي العاملين على محاور الخطوط الداخلية، بسبب عزوف المتنقلين في الفترة المذكورة.
ارتفاع الحرارة أجبر العائلات البسكرية على استعمال أجهزة التكييف و المكوث داخل البيوت هروبا من شدة الحر و مخاطرها الكبيرة، في ظل نصائح الأطباء بتفادي التعرض لأشعة الشمس الحارقة، مع ضرورة اقتناء كميات كبيرة من المشروبات بمختلف أنواعها.
الأمر الذي دفع بالعائلات الميسورة للتوجه نحو المدن الساحلية و المناطق الجبلية، لقضاء عطلة الصيف بعيدا عن لهيب الحر و جميع المعوقات التي تطرح بحدة في مثل هذا الوقت من السنة بمختلف مناطق الولاية.
فيما لجأ مئات الأطفال إلى مجاري المياه و أحواض النخيل للترفيه عن النفس، لقلة المسابح و انعدام الفضاءات الخاصة بهم. الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، أثار من جهة أخرى مخاوف منتجي التمور، خوفا من إصابة نخيلهم بداء بوفروة الذي من شأنه التأثير بشكل سلبي على نوعية المنتوج، خاصة صنف دقلة نور ذات الجودة العالمية، بسبب حساسيتها المفرطة من التقلبات الجوية، الأمر الذي قد يقلص من فرص تسويقها خاصة و أن كل المؤشرات توحي بوفرة و جودة الإنتاج الموسم القادم مقارنة بالموسم الماضي.
كما ساهمت الحرارة المرتفعة في تفاقم أزمة مياه السقي، في ظل معاناة آلاف النخيل من أزمة عطش حادة، كانت سببا في هلاك نسبة معتبرة منها، خاصة بالجهة الشرقية للولاية التي شهدت عدة مناطق منها خاصة الواقعة بإقليم بلدية عين الناقة، هلاك مئات الهكتارات من الزراعة المحمية، بحيث تعرضت عدة محاصيل للتلف نتيجة الحرارة الشديدة التي قلصت من نسبة اليد العاملة بالمنطقة، ما جعل أصحاب المزارع و المستثمرات يجدون صعوبات جمة في القيام بمختلف الأشغال التي تقتضيها هذه المرحلة من السنة.
ع/بوسنة