خضعت ثلاث مريضات مسنات، لعمليات جراحية معقدة لزراعة مفصل الركبة، على مستوى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الاستعجالات الطبية الجراحية، أحمد بن عبيد، بولاية برج بوعريريج.
وذلك في إطار البرنامج المسطر للعمليات الجراحية المقدمة، إذ تعد هذه المبادرة ثمرة لبرنامج التكوين المتواصل للفريق الطبي، لإجراء مثل هذه العمليات المعقدة والتي كللت بالنجاح، حيث سبق وأن أطلقت عمليات مماثلة، من خلال التوأمة مع أطباء من مستشفى بن عكنون بالعاصمة .
ووفقا لما تم تأكيده من المؤسسة الاستشفائية، فقد استفادت من هذه العمليات ثلاث مريضات يعانين من آلام حادة وصعوبة في المشي، تتراوح أعمارهن بين 60 و70 عاما، بعد انتظار دام لعدة أشهر، حيث تحتاج مثل هذه التدخلات الجراحية لدقة فائقة وأطباء متخصصين، وتعتبر جد مكلفة في حال إجرائها بالعيادات الخاصة مقارنة بالوضع المادي لهؤلاء المرضى .
وأشرف على هذه العمليات فريق طبي متخصص يضم نخبة من الجراحين والأطباء، بقيادة الدكتور عزيزي والدكتور مقدم والدكتور لعلاوي وبمشاركة الدكتورة بوشيبي في التخدير والإنعاش، كما ساهم في نجاح العمليات فريق من أعوان التخدير والإنعاش وطاقم شبه طبي متكامل، ما يؤشر إلى تكوين فريق طبي متكامل لم يعد بحاجة إلى التوجيه أو الاستعانة بأطباء من مؤسسات استشفائية أخرى في إطار التوأمة، لأجراء مثل هذه العمليات الدقيقة و المعقدة .
وتأتي هذه المبادرة، في إطار جهود المؤسسة المستمرة لتوفير أفضل الخدمات الطبية المتخصصة للمرضى، وخاصة في مجال جراحة العظام والمفاصل، إذ تعتبر زراعة مفصل الركبة حسب ما تم تأكيده من قبل الأطباء، حلا فعالا للمرضى الذين يعانون من مشاكل حادة في المفصل، ما يساهم في استعادة قدرتهم على الحركة والمشي بشكل طبيعي.
وتعد عملية زراعة مفصل الركبة إجراءً جراحيا، يتم فيه استبدال الأسطح المفصلية التالفة في الركبة بمكونات صناعية،بعد إزالة الغضروف والعظام المتضررة من نهاية عظم الفخذ وأعلى عظم الساق، ليتم بعدها تثبيت المكونات الاصطناعية المصنوعة من معادن أو مواد مرنة ومقاومة لتحل محل الأجزاء التالفة، بهدف تخفيف الألم، وتحسين وظيفة المفصل، واستعادة القدرة على الحركة.
وتتنوع عمليات زراعة مفصل الركبة لتناسب احتياجات المرضى المختلفة ومن أهم هذه الأنواع، زراعة مفصل الركبة الكلية التي يتم فيها استبدال جميع أسطح المفصل التالفة وزراعة مفصل الركبة الجزئي الذي يتم فيه استبدال جزء فقط من المفصل المتضرر ومراجعة زراعة مفصل الركبة في حال فشل عملية زراعة المفصل الأولية أو حدوث مضاعفات.
واستنادا للنصائح المقدمة للمرضى من قبل الفريق الطبي المشرف على هذه العمليات، فإن عملية زراعة مفصل الركبة يتطلب فترة تعافي وإعادة تأهيل، حيث يبدأ المريض في برنامج علاجي طبيعي لتقوية العضلات المحيطة بالركبة واستعادة نطاق الحركة وتحسين التوازن ويلتزم المريض بتعليمات الطبيب المعالج فيما يتعلق بالعناية بالجرح والأدوية والتمارين الرياضية والمواعيد الدورية.
وتجدر الإشارة، إلى إجراء عمليات مماثلة قبل حوالي 7 أشهر، تحت إشراف من فريق طبي متخصص قدم من مستشفى بن عكنون بمشاركة أطباء من المستشفى المحلي، ما سمح لهم بالاستفادة من التكوين، بعد المتابعة والمشاركة في إجراء 12 عملية دقيقة و معقدة في جراحة العظام والورك، في إطار التوأمة بين المؤسسات الاستشفائية بهدف تبادل الخبرات واكتساب المهارات في مجال الطب والجراحة العامة والمتخصصة، وكانت تلك المبادرة تحت إشراف الأستاذ الاستشفائي الجامعي الدكتور مصطفى يعقوبي، بالتعاون مع الأطباء المتخصصين في جراحة العظام على مستوى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة، أحمد بن عبيد.
ع/بوعبدالله
