تعمل السلطات العمومية لولاية ميلة، على توسيع منطقة التوسع الحضري الجديد مارشو بمدينة ميلة، لتجسيد العديد من السكنات من مختلف الصيغ، والقضاء على مصطلح غياب الأوعية العقارية بالولاية من طرف المسؤولين، فضلا عن إنهاء أزمة السكن بالمنطقة التي تتواصل عليها الطلبات منذ عشرات السنوات.
ربورتاج: مكي بوغابة
ويعول القائمون على شؤون الولاية، على توسيع منطقة التوسع الحضري الجديد بمارشو بمدينة ميلة، الجارية بها أشغال إنجاز سكنات البيع بالإيجار «عدل» بـحصة تقدر بـ 789 وحدة مقسمة إلى قسمين، حيث تتراوح نسبة الأشغال بهما ما بين 50 و 40 بالمائة، وفق ما أفاد به القائمون على المشروعين، وينتظر تسليم هذه السكنات لمالكيها السنة الجارية، كما تم مؤخرا الانتهاء من إنجاز حصة تقدر بـ 204 سكنات «عدل»، التي تم توزيعها بمناسبة الاحتفال بالذكرى 70 المخلدة لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، ما جعل القطب الحضري آهل بالسكان لأول مرة، وفي انتظار الانتهاء من المشاريع الجارية وتوطين سكنات جديدة مما من شأنه أن يغير خارطة الكثافة السكانية وينهي أزمة السكن بالمنطقة .
دراسة للتوسعة وبرمجة حصص سكنية للتجسيد
وأمام هاجس مصطلح غياب الأوعية العقارية بالمنطقة من طرف المسؤولين في كل مرة، تراهن السلطات العمومية على توسيع منطقة مارشو بأعالي مدينة ميلة، خصوصا بعد إجراء الخبرة والتحاليل الجيوتقنية والتي أكدت قابلية المنطقة على احتضان حصص سكنية جديدة، فضلا عن توفر العقار والخالي من أي عوائق وقدم، مؤخرا، القائمون على مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء، للوالي الولاية، خلال خرجة ميدانية للسلطات العمومية لمنطقة مارشو، لمعاينة السكنات الجاري إنجازها بالمنطقة والمشاريع الأخرى المتعلقة بإنجاز قنوات الصرف والطرقات، دراسة بغية توسيع منطقة التوسع الحضري مارشو على مساحة 230 هكتارا، بغية توطين سكنات جديدة وتوسيع القطب السكني قدر المستطاع وفي حدود الأرضية المتوفرة .
وتتجه منطقة مارشو بمدينة ميلة، لأن تكون قطبا حضريا جديدا، بعد برمجة حصص من المشاريع السكنية التي استفادت منهم الولاية، مؤخرا، على غرار حصة عدل 3 الأولية والمقدرة بـ 3 آلاف و 50 سكنا، أين تم توجيه عدد منها يقدر بـ 2650 وحدة، لإنجازها بمنطقة مارشو، وفق ما أفاد به مدير السكن المحلي، بلال ميزاني، في تصريح للنصر، مؤكدا أنه ينتظر الانطلاق في الأشغال في الأيام القادمة بعد الانتهاء من إجراءات التنازل عن الأرضية بالتنسيق مع مديرية أملاك الدولة، فيما تم توجيه 400 سكن لبلدية شلغوم العيد، في انتظار تحديد الحصة الكلية المخصصة للولاية من برنامج سكنات عدل 3، كما تم تحديد منطقة مارشو لإنجاز سكنات الترقوي المدعم بحصة تقدر بـ 200 سكنا، التي استفادت منها الولاية سنة 2023.
وينتظر الآلاف من قاطني ولاية ميلة، الشروع في تجسيد برنامج الوكالة الوطنية لتطوير السكن وتحسينه عدل 3، خصوصا الحصة الأولية التي استفادت منها الولاية، للتخفيف ولو بالشيء القليل من أزمة السكن بالمنطقة وفي انتظار تحديد الحصة الموجهة للولاية كاملة بعد الانتهاء من كافة الإجراءات الإدارية من طرف القائمين على الوكالة الوطنية لتطوير السكن وتحسينه 3، وقد أوضح والي الولاية، مصطفي قريش، مؤخرا، أن الحصة الإجمالية المخصصة للولاية من سكنات عدل 3 مبدئيا تقدر بأزيد من 8 آلاف وحدة وفي انتظار تأكيد الحصة كاملة.
نحو ربط المنطقة بطرقات وطنية
ويسعى القائمون على الشأن المحلي، توفير كل الظروف اللازمة والملائمة لإنشاء أقطاب حضرية جديدة تتوفر على كل الخدمات، فضلا عن ربطها بمختلف شبكات الطرق سواء البلدية، الولائية والوطنية ما يسهل على قاطني هذه المواقع الولوج إليها واختصار المسافات، بالإضافة تجسيد أفكار السلطات العليا في البلاد الرامية إلى إنشاء أقطاب حضرية تتوفر على كل الظروف الحسنة، وذلك بغية التحكم في النمو الحضري للمدن وتخفيف الضغط عليها، ناهيك عن القضاء على أزمة السكن وتحسين نمط العيش، حيث يعمل القائمون على الولاية، ربط منطقة التوسع الحضري الجديد مارشو بمختلف الطرق الفرعية والوطنية خصوصا الطريق الوطني رقم 79، القريب من الموقع الحضري، حيث ينتظر إنجاز طريق مزدوج على مسافة تقدر بـ 2.7 كيلومتر وذلك بمبلغ مالي يقدر بحوالي 30 مليار سنتيم، وفق الدراسة الأولية التي قامت بها مديرية التعمير والهندسة المعمارية والتعمير المحلية، وتم تقديمها للسلطات العمومية.
وقام والي الولاية، مصطفي قريش، مؤخرا، بخرجة ميدانية رفقة السلطات المحلية، إلى أعالي مدينة ميلة، حيث استمع إلى الشروحات المقدمة من طرف بعض مسؤولي المديريات المحلية على غرار السكن والأشغال العمومية حول الدراسة الخاصة بإنجاز منافذ وطرق جديدة لبلدية ميلة مرورا بمنطقة مارشو، على غرار الطريق الرابط بين عاصمة الولاية والطريق السيار الجاري إنجازه مرورا بمارشو الذي سيساهم بربط القطب السكني الجديد، ويعمل على تحسين ربط القطب السكني الجديد بطرق مزدوجة في قادم الأيام.
مشروع لإنجاز مجمع للصرف بالقطب الحضري الجديد
وتعمل السلطات المحلية على ربط منطقة التوسع الحضري الجديد بمارشو، بمختلف الشبكات لاسيما إنجاز مجمع للتطهير بالمنطقة، حيث كشف مدير الموارد المائية لولاية ميلة، للنصر، عن تخصيص مصالحه مبلغا ماليا يقدر بـ 50 مليار سنتيم، لإنجاز مجمع الصرف الصحي للقطب الحضري الجديد بمنطقة مارشو بأعالي عاصمة الولاية، التي توليه السلطات العمومية أهمية كبيرة للقضاء على أزمة السكن بالمنطقة.
وشرعت المقاولات المكلفة بعملية إنجاز المشروع ،مؤخرا، الذي من شأنه، وفق ما أفادت به مصالح مديرية الموارد المائية المحلية، التكفل بالتغطية الشاملة لمجمل البرامج المتوفرة بهذا القطب السكني الجديد التي تراهن عليه السلطات المحلية، بغية تخفيف أزمة السكن بالولاية ونقص الأوعية العقارية، وربطه بأنظمة الصرف الصحي، بغية حماية المواطنين من الأمراض المتنقلة عن طريق المياه.
وسيتم وفق المدير المحلي، إنجاز مجمع الصرف وربطه بمحطة التصفية للمدينة ميلة على مسافة 11 كيلومترا، فضلا عن وضع قنوات بمختلف الأقطار 800 مم و 1200 مم، مؤكدا أن هذا المشروع سيقدم إضافة كبيرة لعملية التطهير بالمنطقة، خصوصا منطقة مارشو والقطب السكني الجديد .
م.ب
تعرف مختلف المرافق التجارية بولاية قسنطينة، هذه الأيام، إقبالا كبيرا لمواطنين شرعوا في التحضر المبكر لشهر رمضان، من خلال اقتناء كميات معتبرة من مختلف المواد الغذائية، قبل أقل من شهر عن موعد الصيام، وذلك لاعتبارات اقتصادية وتنظيمية كما يذهب إليه مواطنون، وهو سلوك بات يتكرر سنويا و يطبع تحضيرات الشهر الكريم، رغم تأكيدات مصالح التجارة حول وفرة السلع واستقرار الأسعار.
روبورتاج: حاتم بن كحول
تزامن الإقبال هذه المرة، مع توفر مختلف المواد الغذائية على غرار السميد، وزيت المائدة والسكر وغيرها من المواد الأساسية، كما جاء في فترة تعرف انخفاضا في أسعار بعض المواد واسعة الاستهلاك على غرار اللحوم الحمراء المستوردة، واللحوم البيضاء ومشتقاتها، إضافة إلى بعض الخضراوات على مثل البطاطا والبصل والليمون.
وتنقلت «النصر» إلى عديد الأسواق المفتوحة و المغلقة، الواقعة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، وكذا نقاط تجارية أخرى تعرف بحركيتها على مستوى الولاية، كانت البداية بسوق مفتوح بالوحدة الجوارية 18، يوفر مختلف الخضراوات للمواطنين وبأسعار في المتناول، حيث تعمد التاجر توحيد أسعار الطماطم والجزر والبصل والكوسة وغيرها بمبلغ 50 دج للكيلوغرام الواحد.
وقد أغرت الأسعار الزبائن بشكل كبير، بدليل تجمعهم حول طاولة أحد الباعة الذي اتضح بأنه يسمح للزبون كذلك باختيار حبات الخضر دون تدخل منه، ونظرا للكميات الكبيرة التي كان البعض يقتنونها، استفسرنا من أحدهم عن السبب، فقال إنه يحضر لشهر رمضان موضحا، أنه خصص الفترة الحالية لاقتناء الخضر وبعض العجائن، فيما سيشتري مواد أخرى في الشهر الموالي، أي بمجرد قبض الراتب الشهري قبل أسبوع واحد من رمضان.
وأوضح المتحدث، الذي يعمل كموظف في مؤسسة عمومية، أن الهدف من شراء كميات كبيرة ليس استهلاكها كليا، بل تخزين جزء منها تحسبا لارتفاع أسعارها، وحتى ويتسنى له شراء مواد أخرى في القادم من الأيام.
مضيفا، أنه يضع برنامجا يمكنه من شراء مختلف المواد كل نهاية أسبوع، على أن يواصل ابتاعه إلى غاية حلول شهر رمضان، أين يقوم بوضع آخر الروتوشات على القائمة المعدة من طرف زوجته.
لاحظت النصر كذلك، أن هناك مواطنين اشتروا كميات معتبرة من الخضر، حتى أنهم لم يتمكنوا من السير بشكل عادي جراء ثقل الأكياس التي يحملونها، واتفق جل من سألناهم عن السبب على أن الأسعار مناسبة جدا في الفترة الحالية وهي فرصة وجب انتهازها.
غزو للفضاءات التجارية ومواد نفدت في ساعات قليلة
تعرف المساحات والمراكز التجارية أيضا، غزوا كبيرا من طرف زبائن يتهافتون على مختلف المواد الغذائية، على غرار علب الطماطم المصبرة، والتونة والزبدة، ومختلف منتجات العجائن، إلى جانب السكر وأكياس صغيرة خاصة بالتوابل، وقارورات زيت المائدة، وهو تهافت تسبب في تشكل طوابير عند نقاط الدفع، على غرار ما حدث نهاية الأسبوع، في مركز تجاري شهير في المنطقة الصناعية «بالما».
ولم يختلف الحال كثيرا على مستوى بعض المراكز التجارية في المقاطعة الإدارية علي منجلي، بما في ذلك الفضاء الواقع عند مفترق الطرق الأربعة، و الذي تمتلئ حظيرة سياراته كليا بشكل يومي في حدود الساعة الخامسة مساء، وقد وقفنا عند زيارتنا له على تدافع كبير للزبائن نحو بعض المساحات التي أعلنت فيها تخفيضات بنسبة 20 إلى 30 بالمائة، على أنواع من الأجبان والمصبرات، كما لاحظنا إقبالا معتبرا على نقاط بيع المكسرات خاصة وأن ثمن الكيلوغرام الواحد من الجوز تراوح ما بين 550 دج إلى 1250 دج.
استغلينا فرصة انشغال زبونة بدفع عربة تضم كمية كبيرة من المنتجات الغذائية، وسألناها عن سر شرائها لهذا الكم من الأطعمة، فردت بأنها تحضر لشهر رمضان، وتفضل توفير مختلف المستلزمات القابلة للحفظ والتخزين مسبقا، لكي تخفض من فاتورة أول أسبوع من شهر الصيام خصوصا وأنه يعرف زيادة في الأسعار.
قائمة المشتريات تضبط قبل شهر
قصدنا مساحة بيع اللحوم الحمراء والبيضاء داخل نفس المركز التجاري، لنشهد هناك طوابير طويلة للزبائن أمام جهة بيع اللحوم المستوردة وتحديدا القادمة من إسبانيا، علمنا أن السبب هو سعرها الذي حدد بـ 1650 دج للكيلوغرام، وقد لاحظنا أن الكثير من الزبائن يقتنون كميات معتبرة تفوق 5 كلغ من اللحم. تقربنا من رجل كان بصدد دفع ثمن ما اشتراه من لحم، للحديث عن الموضوع، فقال لنا بأنه يعتزم تجميده تحسبا لشهر رمضان، موضحا أن السعر مثالي حاليا، متوقعا أن يرتفع أكثر في قادم الأسابيع وتحديدا قبل أيام من حلول شهر رمضان، إذ ستعرف الأسعار ارتفاعا بالنظر إلى تزايد الطلب. شد انتباهنا اعتماد العديد من الزبائن الرجال على قائمة مشتريات لتحديد ما يحتاجون إليه من منتجات، فيما تحولت سيدات إلى قائدات لعربات التبضع، يتحركن بها بسرعة وخفة بين أروقة العرض بينما يتفقدن الأسعار و المنتجات بعناية، وقد أوضح من تحدثنا إليهم من مواطنين في المكان، بأن هناك قائمة مشتريات خاصة بشهر رمضان باتت تضبط بشكل مسبق، تخص المواد المعلبة و الأجبان مثلا وغيرها من المنتجات التي لا تستهلك سريعا ويمكن تخزينها بسهولة كالحبوب و المعجنات كذلك.
اقتناء كميات كبيرة من الدجاج دفعة واحدة
توجهنا بعدها إلى الوحدة الجوارية 14، التي أصبحت تعرف بتجارة اللحوم الحمراء المستوردة واللحوم البيضاء بأسعار تنافسية، مقارنة ببقية المناطق في ولاية قسنطينة، وقفنا عند محل به عدد كبير من المواطنين، أولهم أمام طاولة البيع وآخرهم تواجد على بعد أمتار من المدخل، بعد فترة تمكننا من الولوج إلى داخل المحل، ليتضح لنا بأن ما تبقى من اللحوم قليل جدا، فيما نفدت بعض الأصناف كليا، طلب الزبون الذي بجانبنا 7 كلغ من شرائح الدجاج، إلا أن الكمية المتبقية لم تغط طلبه، فاكتفى بـ 4 كلغ فقط، وهو ما أغضب بقية الزبائن الذين انتقدوا تصرفه خصوصا وأنه أخذ كل شيء.
استغلت «النصر» الفرصة من أجل سؤال البائع، عن سبب هذا التهافت، فقال بأنه تفاجأ أيضا، وطرح نفس السؤال على زبائنه، الذين ردوا بأنهم يقومون بالتخزين تحسبا لشهر رمضان، خاصة وأن الدجاج قابل للتجميد ثم إعادة الاستعمال بعد فترة طويلة، مضيفا أنه باع إلى أحد الزبائن 10 كلغ من الشرائح، وأخذ آخر 5 دجاجات دفعة واحدة.
كما أكد المتحدث، أن انخفاض أسعار الدجاج ضاعف الإقبال عليه في الأيام القليلة الماضية، واستغل بعض المواطنين الفرصة لتخزينه تحسبا لرمضان، مشيرا إلى تسجل زيادة قدرها 20 دج في آخر يومين، وهو ما جعل زبائنه يتخوفون من زيادة أكبر في الأيام المقبلة، وبالتالي فضلوا استغلال الفرصة حاليا وتخزين ما تيسر.التقينا برجل في عقده الخامس ونحن بصدد مغادرة المحل، كان يحمل أكياسا كثيرة ويستفسر عن توفر الدجاج، وحين علم بأنه نفد، طلب من البائع أن يترك له 5 كلغ لليوم الموالي، مؤكدا أنه سيمر لاستلامها صباحا.وقد اتفق من شملهم استطلاعنا من تجار و مواطنين، بأن التحضيرات لرمضان باتت تنطلق مبكر، حتى إن التخزين صار عادة تطبع الأسابيع التي تسبق الشهر، وقالوا إن لكل فرد أسبابه، فهناك من يحاول تقليل مصاريف الصيام، وهناك من يفضل التسوق خلال فترة التخفيضات، وهناك من يتخوف من المضاربة وغيرها من الأسباب.
مديرية التجارة تطمئن المواطنين بخصوص توفر مختلف المواد وبأسعار مستقرة
وأكد للنصر، مدير التجارة بولاية قسنطينة علي مرداس، بأن التحضيرات لشهر رمضان منظمة و جيدة، وأن هناك وفرة في المواد واسعة الاستهلاك، ورد بوصف الوضعية العامة لسوق المواد الغذائية بقسنطينة، «بالممتازة»، نظرا للتموين الجيد على مستوى بلديات الولاية. وأوضح المدير، أن مصالحه سجلت «ارتياحا كبيرا» في توفر كل المنتجات الغذائية واسعة الاستهلاك، مع تسجيل استقرار في الأسعار و انخفاض في بعضها، ما جعله يطمئن سكان الولاية بخصوص توفر مختلف المواد الغذائية وبأسعار مستقرة قبل وأثناء شهر رمضان المقبل.
وأوضح المتحدث، أن مصالحه سجلت انخفاضا في سعر بعض المنتجات، على غرار اللحوم البيضاء التي تشهد حسبه، تراجعا في السعر من يوم إلى آخر، ومضيفا بأن مادة القهوة التي عرفت ارتفاعا كبيرا في السعر قبل مدة متوفرة حاليا بأسعار معتمدة وثابتة. أما بخصوص الخضر والفواكه، فأكد أن مصالحه سجلت وفرتها وبأسعار عادية، كما تحدث عن رفع قدرة الإنتاج من 40 بالمائة إلى 60 بالمائة في المطاحن بقسنطينة، لتمكن الزيادة الإنتاجية المقدرة بـ20 بالمئة، من تحقيق فائض وتغطية كل الاحتياجات. مشيرا إلى أن مادة «الفرينة»، موجودة وبكميات كافية للجميع، وكذلك الأمر بالنسبة لمادتي زيت المائدة والسكر، وهي مواد أساسية تركز مصالح التجارة على مراقبة وفرتها وضبط الأسعار المعتمدة لتسويقها على مستوى كافة بلديات الولاية. وأضاف، أن مصالحه اجتمعت بمستوردي اللحوم من أجل تكثيف طلبات الاستيراد، لتغطية كل احتياجات المواطنين قبيل وأثناء شهر رمضان، مطمئنا سكان قسنطينة بعدم وجود أي نقص في مختلف المواد بعكس ما سجل خلال السنوات القليلة الماضية.
تعرض اليوم السلطات الولائية ببرج بوعريريج، مخططا شاملا لعصرنة المدينة يتضمن إنجاز ممر تجاري ضخم على امتداد الطريق الوطني رقم 45 في جزئه الواقع بمدخل عاصمة للولاية، وسيتم ضبط مجموعة من المقترحات تعرض على المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين.
وتم على مستوى مختلف المصالح والمديريات المعنية، التحضير لهذا اللقاء، حيث شهدت حركية مكثفة لضبط رؤية شاملة تهدف إلى عصرنة المدينة وخلق التكامل بين مختلف القطاعات، لتكون في حجم التطور الاقتصادي والصناعي، باعتبارها قطبا هاما على المستوى الوطني .
مخططات للرقي بالأحياء السكنية من مجرد مراقد إلى مدن عصرية
و وفقا لما استقيناه من معلومات، فإن اللقاء المرتقب مع المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين، سيتم خلاله عرض حصيلة إجمالية لقطاع الاستثمار والصناعة، فضلا عن عرض مجموعة من المقترحات لتطوير المدينة وعصرنتها، انطلاقا من الخطة المنتهجة للتحول العمراني باعتبارها استثمارا هاما في القطاع الخاص والعمومي، والتي ستتجاوز حدود التفكير التقليدي، حيث تسعى السلطات المحلية بالتعاون مع المتعاملين الاقتصاديين إلى رسم ملامح مستقبل واعد للمدينة، يعتمد على رؤية شاملة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تتعداه لتشمل التنمية الحضرية الشاملة .
وتوضع ضمن هذا المخطط، حسب ما استقيناه من معلومات، الانتقادات البناءة للمجتمع المدني بخصوص مخططات التهيئة المنجزة بمختلف المشاريع السكنية بالولاية، التي أهملت الجانب المتعلق بتوفير المساحات الخضراء ومساحات اللعب ومختلف المرافق المدمجة، إذ تم رفع عديد الانشغالات الموجهة للمديريات التنفيذية والمسؤولين المباشرين على قطاع السكن، لإعادة النظر في مخططات التهيئة لتوفير الظروف المساعدة على الراحة في الأحياء والتجمعات السكنية التي مازالت في طور الأشغال، والتركيز على تحسين الهندسة المعمارية وفتح المجال للمستثمرين الخواص للتوسع الأفقي في الترقيات الخاصة، ولم لا انجاز عمارات وأبراج سكنية، مع الابتعاد قدر الإمكان عن النمط السابق للمشاريع السكنية التي تحولت إلى شبه «مراقد» في ظل اكتساح الاسمنت لمحيطها و افتقارها لأدنى المرافق و المساحات الخضراء.
رؤية جديدة للتنمية ترتكز على التكامل بين القطاعات
ولتجاوز هذه الوضعية، سيتم عرض مخطط شامل وجملة من المقترحات بمناطق التوسع العمراني، على غرار منطقة بومرقد بعاصمة الولاية التي ستستقطب مشاريع سكنية هامة، والقطب السكني الجديد المرتقب بمنطقة الصفية ببلدية اليشير، لجعلها مدنا وأحياء سكنية عصرية تتوفر على جميع المرافق، حيث سيتم توفير جميع التسهيلات للمستثمرين، بهدف إحداث نقلة نوعية في المشهد الاستثماري والتنموي لمدينة البرج، من خلال الاستعدادات لتنظيم لقاءات تجمع بين السلطات الولائية والمتعاملين الاقتصاديين، بغية رسم خارطة طريق واضحة المعالم، تأخذ بعين الاعتبار متطلبات المستثمرين ورؤيتهم للمستقبل.
وتسعى السلطات الولائية إلى تفعيل الشراكة مع المتعاملين الاقتصاديين، من أجل رسم خارطة طريق واضحة، لا تنحصر الرؤية الجديدة فيها للتنمية على إنشاء المناطق الصناعية والتجارية التقليدية، بل تتعداها إلى خلق أحياء سكنية مدمجة، مزودة بكافة المرافق والخدمات الضرورية، من مراكز تجارية، وفنادق، ومؤسسات تعليمية وصحية، ومساحات خضراء، مما يجعلها جاذبة للاستثمار والسكن على حد سواء.
كما تهدف المبادرة إلى تحقيق التكامل بين القطاعات الاقتصادية المختلفة، من صناعة وتجارة وخدمات، مع إعطاء الأولوية للمشاريع التي تساهم في خلق فرص عمل وتحقيق التوازن إذ تشهد الولاية تطورا كبيرا في الاستثمار الصناعي وإنفاقا كبيرا على المناطق الصناعية ومناطق النشاطات، في حين مازالت تعاني من تأخر كبير في الحركية التجارية والعمرانية .
رفع القيود للمساهمة في تغيير وجه المدينة
ويلاحظ حسب ما رصدناه من انطباعات للمستثمرين حول هذه المبادرة، التي استحسنوها، أنهم سئموا من بعض التصرفات ما جعلهم ينتظرون لقاء المسؤولين وتحين فرصة اللقاء المرتقب، للتعبير عن رؤيتهم ومقترحاتهم، لاسيما ما تعلق منها بمطلب رفع القيود الإدارية التي تعيق حركة الاستثمار في الولاية، على غرار قيود منع أصحاب الترقيات العقارية من التوسع الأفقي وانشغالات أخرى، وضعت في الحسبان، من قبل المسؤول الأول على رأس الولاية، الذي سبق وأن أكد في مختلف تدخلاته وتصريحاته سعيه إلى تذليل هذه العقبات وفتح باب الحوار من خلال الاستماع للمتعاملين الاقتصاديين وتلبية احتياجاتهم وتشجيعهم على الانخراط في مسيرة التنمية، مع ايلاء أهمية كبيرة لإشراك القطاع الخاص في تحقيق هذه الرؤية، من خلال الاستماع إلى اقتراحات المتعاملين الاقتصاديين، وتذليل العقبات التي تواجههم، وتوفير الحوافز اللازمة لتشجيعهم على الاستثمار في مختلف القطاعات.
التعويل على الاستثمار الخاص كشريك أساسي لإنجاح المبادرة
وتعول السلطات الولائية على الاستثمار الخاص، باعتباره شريكا أساسيا في تحقيق أهداف التنمية، حيث يتم التخطيط لتسهيل الإجراءات، وتوفير الحوافز اللازمة لتشجيع المستثمرين على المساهمة الفعالة في بناء مستقبل المدينة، إذ تتضمن الخطة توسيع النطاق العمراني للمدينة، مع الأخذ بعين الاعتبار الجوانب البيئية والاجتماعية، حيث يتم التخطيط لإنشاء مناطق سكنية جديدة، مزودة بكافة المرافق والخدمات الضرورية، مع الحرص على إضفاء الطابع الجمالي وتوفير المرافق الخدماتية والترفيهية والتجارية. و لم يعد الاستثمار مقتصرا على الجانب الصناعي فقط، بل سيتوسع ليشمل مختلف القطاعات، بما في ذلك الخدمات، والتعمير، والتجارة، والسياحة وتحقيق التكامل الذي يهدف إلى خلق بيئة استثمارية جاذبة، تشجع على إطلاق مشاريع متنوعة، تساهم في خلق فرص العمل، وتعزز النمو الاقتصادي، إذ تسعى السلطات المحلية إلى إعادة النظر في التخطيط الحضري للمدينة، من خلال دمج المناطق الجديدة في النسيج العمراني، وتحويلها من مجرد مراقد إلى أحياء سكنية متكاملة، مزودة بكل المرافق الضرورية، بما في ذلك المراكز التجارية، والعيادات الطبية والمدارس والفضاءات الترفيهية والتجارية.
قاطرة صناعية تعجز عن تحقيق الريادة التجارية
تواجه ولاية برج بوعريريج، التي حققت قفزة نوعية في المجال الصناعي والاقتصادي، تحديات كبيرة في تطوير قطاعها التجاري، وتحويله إلى قطب جاذب للمستثمرين والزبائن على حد سواء، فرغم ما حققته الولاية من تطور ملحوظ في البنية التحتية الصناعية، وكونها عاصمة صناعة الإلكترونيك في الجزائر، إلا أنها لم تتمكن من ترجمة هذا النجاح إلى ازدهار تجاري مماثل.ويظهر العجز جليا في عدم قدرة مديرية التجارة والغرفة الصناعية على تنظيم النشاطات التجارية العادية، حيث تتفاقم ظاهرة التجارة الفوضوية بشكل مقلق عبر مختلف بلديات الولاية، فبعد أن كانت هذه الظاهرة مقتصرة على الأحياء السكنية، امتدت لتشمل حواف الطرق الكبرى، مما يعكس فشل الإجراءات المتخذة للسيطرة عليها. ويعزى هذا العجز، بحسب مراقبين، إلى نقص الفضاءات التجارية المهيأة، وسوء تنظيم الأسواق المنتشرة في مختلف البلديات، كما أن غياب الرؤية الإستراتيجية لتحويل الولاية إلى وجهة تجارية وطنية، رغم موقعها الجغرافي المتميز، ساهم في تفاقم الوضع، فولاية برج بوعريريج التي تعد مفترق طرق بين مختلف ولايات الوطن، والتي حققت وثبة معتبرة في الجانب الاستثماري والصناعي، لم تستطع استغلال هذه الميزات لتحقيق الريادة التجارية ومازالت تفتقر لفضاءات تجارية بحجم التطور الاقتصادي والصناعي الحاصل، كما أنها لم تستفد من انجاز قصر للمعارض يليق بحركيتها الاقتصادية .
تأخر عن الركب التجاري
ولعل من بين المفارقات أن أغلب الصناعيين والحرفيين والتجار بهذه الولاية، أصبحوا يلجؤون الى تسويق منتجاتهم بولايات مجاورة تمكنت من استقطاب التجار من مختلف أنحاء الوطن، بفضل أسواقها المنظمة والجاذبة، مثل سوق العلمة وتاجنانت، ما دفع المستثمرين المحليين إلى العزوف عن فتح فضاءات تجارية كبرى، كما لم يتم بذل جهود كافية لتطوير الحركة التجارية في الولاية التي تفتقر إلى أماكن تسويق كبيرة مثل قصر المعارض، وتكتفي بتنظيم معارض موسمية في الخيم العملاقة أو قاعات الرياضة.
خزان للإنتاج الصناعي والفلاحي دون تسويق فعال
هذا الواقع جعل الولاية، مجرد خزان لتصدير منتجاتها الصناعية إلى الأسواق الكبرى في ولايات أخرى، دون الاستثمار في مجال التسويق الذي من شأنه أن يوفر فرص عمل للشباب البطال، كما حتم على التجار والمستثمرين المحليين البحث عن فضاءات تجارية في ولايات أخرى، في حين يقتصر النشاط التجاري في الولاية على النشاطات العادية كالخضر والفواكه والملابس في الأسواق اليومية التي تعاني هي الأخرى من الإهمال وانتشار الأوساخ، إذ تشهد الأسواق اليومية، مثل سوق بومزراق وسوق شريفي والسوق المغطي بوسط المدينة، فوضى عارمة وإهمالا ملحوظا، فضلا عن ظهور أسواق موازية ورواج التجارة الفوضوية في الأحياء السكنية وعلى أطراف الطرق، رغم التهديد الذي تمثله هذه الظاهرة على صحة المستهلكين.
يحتوي على مراكز ومساحات تجارية ... مقترحات لإنجاز ممر تجاري بمدخل المدينة
هذه الوضعية دفعت بالمسؤولين المحليين إلى البحث عن حلول ناجعة، ولعل من أبرزها دراسة مقترحات المستثمرين وغرفة الصناعة والتجارة، الداعية إلى تسوية وضعية الأراضي المجاورة للطريق الوطني رقم 45 في جزئه المتواجد بالمدخل الجنوبي لمدينة البرج عاصمة الولاية، وتحويله إلى ممر تجاري ضخم، يستقطب كبار التجار والمستثمرين، من خلال انجاز مراكز تجارية وترفيهية، فضلا عن تخصيص نقاط بيع ومساحات واسعة للصناعيين و كبار الفلاحين، وتحويلها إلى قاعات لعرض منتجاتهم على امتداد الطريق في جزئه الرابط بين بلديتي الحمادية والبرج والذي يتوسط المنطقة الصناعية بعاصمة الولاية و المنطقة الصناعية مشتة فطيمة الواقعة بإقليم بلدية الحمادية . وبات من الضروري أن تولي السلطات المحلية في ولاية برج بوعريريج اهتماما أكبر بتطوير القطاع التجاري، وتنظيم الأسواق، وخلق فضاءات تجارية جاذبة، لتحويل الولاية إلى قطب تجاري يوازي ما حققته من تقدم في المجال الصناعي والاقتصادي وإلا فإنها ستظل مجرد مصدر للمنتجات، دون أن تستفيد من القيمة المضافة التي يمكن أن يوفرها القطاع التجاري .
ع/بوعبدالله
يواصل حرفيون في مجال صناعة القشابية والألبسة التقليدية من المنتجات الصوفية والوبرية، بالمناطق السهبية عبر الوطن، على غرار بوسعادة ومسعد، والجلفة، والأغواط، صناعة القشابية التقليدية رافضين التخلي عن هذه القطعة التي تعتبر جزءا من هوية المنطقة و اللباس المفضل لرجالها فقشابية الوبر و الصوف كانت ولا تزال ذلك الدرع الذي اختاره المجاهدون بالأمس للاحتماء من برد الجبال، حتى صار رمزا لهم ويختاره شباب اليوم كذلك، من باب التمسك بالتراث و محاولة الحفاظ عليه و التميز أيضا، بفضل التصاميم الحديثة التي يبدع فيها حرفيون يبحثون عن منافذ لتسويق القشابية التي لطالما كانت هدية الجزائر المفضلة لزوارها نظرا لأهميتها وقيمتها العالية.
ترجمة لمهارة حرفية عالية وأسعار تصل إلى 20 مليونا
تصنع القشابية بمواد محلية خالصة وبمهارة يدوية فائقة، ما يجعلها منتجا تقليديا أصليا، حيث يعتمد الحرفيون في حياكتها على وبر الجمال وصوف النعاج، ورغم أن صورة هذا اللباس ترتبط بشكل مباشر بالبادية، كونه الزي المفضل لسكانها نظرا لخصائصه الجيدة في مواجهة تقلبات الطقس والمقاومة، إلا أن القشابية بدأت تجد لها سوقا بين الشباب في السنوات الأخيرة، بفضل التجديد في التصاميم من حيث طول القطعة، ومقاساتها ونوع التطريز الذي بات يوظف لتزيينها.
هذا التجديد و العصرنة، ضاعفا شعبية اللباس فصار مطلوبا من قبل السياح أيضا، كما أن القشابية تعتبر كذلك زيا يختاره مسؤولون جزائريون خلال خرجاتهم الميدانية أيام الشتاء، وهو ما يعكس قيمة هذا اللباس الذي رغم بساطته يتناسق بشكل جميل ومرتب جدا مع البذلة الرسمية وربطة العنق، بل و يضيف للإطلالة نوعا من الأصالة. وأمام الاهتمام بالقطعة، وتزايد الطلب عليها مقابل تضاؤل عدد الحرفيين، ارتفع ثمنها بشكل محسوس خصوصا القشابية التقليدية يديوية الحياكة المصنوعة من الصوف، فصار السعر يناهز 12ألف دج إلى 30 ألف دج للقشابية. يقول محمد بوشعالة، صاحب مؤسسة "حرفة أجدادي" ببوسعادة المتخصصة في صناعة القشابية التقليدية، إن سعر القطع المصنوعة من وبر الجمال الجيد، يتراوح بين 70 الف دج، و200ألف دج، وذلك راجع إلى عدة أسباب منها سن الجمل وبالتالي نوعية وبره، ولون الوبر المستعمل في نسج القشابية. وأوضح، أن الأسعار تختلف وتتحدد بحسب لون الوبر، فهناك البني "القهوي" ، الأخضر "الزيتي" و"الأسود" وكذا "الأشعل" المائل للذهبي، وهذا اللون مطلوبا جدا حسبه، خصوصا في فصل الشتاء بالنظر أولا إلى دقة نسج الخيوط الوبرية التي تصنعها النساء في المنازل بطريقة تقليدية تعكس مستوى عال جدا من الاحترافية والكفاءة.
عمر الجمل يحدد وزن القشابية !
مضيفا، بأن وزن القشابية كذلك يحتكم إلى نوعية الوبر، فمثلا يستخدم وبر جمل بعمر سنتين إلى ثلاث سنوات، في حياكة قشابية لا يتجاوز وزنها 1.5 كلغ.
أخبرنا الحرفي محمد بوشعالة، أنه قضى أكثر من 30 سنة في هذه الحرفة التي توارثها عن الأجداد و يحاول الحفاظ عليها من خلال مسايرة العصر والبحث عن طرق مستحدثة وذكية للترويج لها واستقطاب الحرفيين الشباب لتعليمهم أسرارها حتى يستمروا في حياكتها مستقبلا.
موضحا، أن صناعة القشابية عملية دقيقة، لأن كل تفصيل يلعب دورا في تحديد مستوى الجودة، فمثلا كلما ارتفع عمر الجمل كلما قلت قيمة وبره لأنه يصبح أكثر خشونة، كلما كان الجمل صغيرا تحسنت جودت الوبر وكان أكثر نعومة وبريقا. حسب محدثنا، فإن الجمل بعمر 10 سنوات فما فوق يقدم وبرا يسمح بنسج "الشعر" الذي لا يكون مناسبا أبدا للقشابية، بل يوجه لصناعة بيت الخيمة، مقابل ذلك يمكن تعويض الوبر بصوف الأغنام أو من مزيج بين صوف النعاج والوبر. وهناك أيضا نوع من القشابية يسمى"الدرعة " يصنع من صوف النعجة سوداء اللون وهي قطعة نادرة جدا.
ورغم أن القشابية لا تزال مطلوبة بل و تعرف اهتماما متزايدا من قبل السياح، إلا أن الحرفي حذر من احتمالية اندثارها في غضون سنوات، وذلك بسبب قلة عدد الحرفيين، ناهيك عن منافسة المنتج الصناعي المقلد المصنع من القماش والأنسجة غير الوبرية، التي يتم استيرادها من دولة أسيوية من طرف تجار أصبحوا يشترون هذا القماش ويقومون بعدها بتفصيل قشابية أقل سعرا من القشابية الوبرية والصوفية، الأمر الذي أتعب الحرفيات اللواتي صرن مجبرات على التخلي عن الحرفة لتراجع الدخل الذي يوفرنه منها.
التقليد و الجفاف يهددان الحرفة
وحذر الحرفي، من أن هذه المنافسة يمكن أن تحيل الحرفيين على البطالة في حال أستمر الأمر بهذا الشكل دون التنبه لعواقبه على الحرف التقليدية، معلقا بالقول: "مؤسف أن نسمح للتقليد بالقضاء على هذا الزي الذي يتمتع بشعبية كبيرة في عديد المناطق، والذي يعتبر جزءا من هويتنا وتراثنا وله ارتباط برجالنا فهو زي المجاهدين وقطعة تعبر عن مهارة حرفيينا من بوسعادة إلى ولايات الجلفة والأغواط وغيرها".
يواصل: "حتى الأجانب صاروا مهتمين به، خصوصا التصاميم الجديدة التي تشبه المعاطف وهو ما يفتح أمامنا فرصة أكبر للتسويق للقشابية خارج الوطن واستعادة مكانتها في الداخل، فلماذا نسمح للتقليد بأن يضر بحرفنا وحرفيينا". وأضاف المتحدث، بالقول بأن الحرفة مهددة فعلا خصوصا وأن التقليد والمنافسة لا يشكلان الخطر الوحيد، بل هناك أيضا تقلبات المناخ التي صارت أكثر حدة منذ الجائحة وإلى يومنا فالجفاف الذي تعرفه بعض المناطق قلص جدا الطب على القشابية، ودفع حرفيين للتخلي عن حياكتها فتراجع بذلك عدد المشتغلين في هذا المجال، بعدما كان الطلب كبيرا في وقت مضى، وكانت القشابية الهدية المفضلة للمسؤولين و الشخصيات الفنية و ضيوف الجزائر و غير ذلك.
وأمام هذه التحديات، يرى الحرفي بأن الحل يمكن في تشجيع الحرفيين و في تكوينهم أكثر حتى يتمكنوا من مسايرة الوضع، وأن يعملوا على عصرنة التصميم لكي يستقطبوا فئات أخرى من الزبائن وينفتحوا بشكل أكبر على السوق.
بصمة الشباب
محدثنا، أوضح أنه ورغم كل ما سبق وأشار إليه، إلا أنه وجبت الإشادة بجهود حرفيين تمكنوا فعليا من التجديد في تصاميم القشابية وإطلاق موديلات لها زبائن شباب كثر، وقد حققت النجاح في السوق المحلية، مضيفا بأن هذه التصاميم تستهوي كذلك السياح وبشكل متزايد حيث يطلبها زوار من إسبانيا، وكندا، والسعودية ومن دول أسيا وغيرهم،وهو ما يزيد اعتزازنا بموروثنا الأصيل يقول المتحدث، ذلك لأن زوارنا يجدون في محلاتنا ما يرضيهم، معلقا بأن محله المتواجد بسوق وسط مدينة بوسعادة يعود إلى القرن الثامن عشر ميلادي، توارثه رجال العائلة أبدا عن جدويجزم عدد من المختصين في شأن منافسة منتجات القماش التي يتم استيرادها من دول أسيا وخياطة بعض أنواع القشابية المقلدة التي تسوق بأسعار منخفضة جدا للقشابية النايلية أو البوسعادية بأن المنتجات المقلدة لا طاقة لها بالمنتجات الأصلية ذلك أنها تمثل قيمة عالية في منظور أبناء الريف الجزائري الذين يتفاخرون بارتدائه كونه يضفي جمالية وتزيد صاحبها أناقة الرجل الجزائري فضلا عن مقاومتها للبرد القارس.
* مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف بالمسيلة
للقشابية رمزية كبيرة عند أهل الحضنة
أوضح مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف بالمسيلة موساوي عبد الرحمان، أن القشابية تعد أحد أهم رموز الشهامة و الرجولة عند أهل الحضنة، وعديد الولايات الأخرى التي تشترك في هذا الموروث التقليدي.
مشيرا، إلى أن الغرفة أحصت العام الماضي حوالي 160 حرفيا في مجالات الحرف الصوفية التي لاتزال صامدة باعتبارها مصدر رزق لهم ولعائلاتهم، ولهذا فهم يتشبثون بها و يضاعفون النشاط والإنتاج خصوصا في فصلي الخريف والشتاء، الفترة التي يزداد خلالها الإقبال على اقتناء القشابية والبرنوس.
وما يزيد من قيمة القشابية وولع الناس بها وعدم إمكانية منافستها هي طريقة نسجها حيث تنسج بطريقة يدوية، فبعد غسل المادة الأولية «صوف أو وبر» جيدا، تجفف و توجه للخلط بالوسائل التقليدية، باستعمار «الثنثار والمشط» وذلك حتى تتجانس الألوان. تبدأ بعدها كما أوضح، أولى خطوات الغزل حيث يتم «بشم» الصوف أو الوبر يدويا أي خلطه بواسطة أله تقليدية مكونة من جزأين تدعى القرداش ويقطع الصوف أو الوبر إلى أجزاء قابلة للف، تشكل في شكل خيوط رفيعة أو متوسطة السمك حسب المنتج المراد نسجه، ويتم ذلك بواسطة آلة يدوية هي «المغزل» الذي يلف الخيوط دائريا للحصول على كمية المادة الأولية اللازمة بحسب تقدير الحرفي.
* مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالجلفة
علامة جماعية لإثبات منتجات الصناعة التقليدية وتشجيع الابتكار
أوضح كذلك، مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية الجلفة الربيع حمريط، أن هذه الحرفة التي تمارسها حوالي 3600 عائلة بمنطقتي مسعد والجلفة، أساسية وجزء من التراث المحلي، حيث تعتمد عليها هذه العائلات منذ عقود وبشكل كبير لتفوير قوتها، وقد كانت عملية إعداد المادة الأولية و النسيج، تتم عن طريق العمل الجماعي المعروف «التويزة»، حيث تجتمع النسوة سواء من نفس العائلة أو من جيران للعمل حول المنسج، وبذلك تلعب هذه الطريقة دورا كبيرا وحيويا في الحفاظ على هذه الحرفة وتوريثها للشباب والفتيات داخل العائلات وفي المنطقة.
ومن أجل الحفاظ على أصالة المنتوج التقليدي وتثمين خصوصياته الحضارية، وتشجيع الحرفيين على الإبداع والابتكار والرفع من قيمته المضافة يضيف المسؤول، تم وفقا للمرسوم التنفيذي رقم 97/390 ، وضع علامة جماعية لإثبات منتجات الصناعة التقليدية، التي تتوفر على جملة من المميزات الخاصة المحددة، ووضع حد للتقليد. كما عملت غرفة الصناعة بالجلفة على هذا الملف يقول حمريط، وذلك من خلال القيام بدراسة حول النسيج الوبري بالتعاون مع محطة البحث الزراعي بالجلفة سنة 2016، وكذا إنشاء تعاونية في النسيج الوبري من قبل «جمعية ريادة»، المتحصلة على دعم من طرف هيئة «كابدال» في إطار التمويل الثنائي من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومرافقتها من طرف الغرفة، عن طريق التكوين التطبيقي والنظري وتسخير مركز تثمين المهارات المحلية بمسعد.
مؤكدا، أن الهدف العام للعلامة هو التعريف بالحرفة وبالإقليم الجغرافي كونها مهمة في عملية تنمية الحرفي، في كل نشاط من النشاطات المرتبطة بالصناعة التقليدية المؤهلة لبلوغ مستوى الجودة المطلوبة في الأسواق الدولية، ومحاربة التقليد المزيف من خلال إبراز مميزات المنتجات الجزائرية. وترتكز إستراتيجية وضع علامات الصناعة التقليدية الجزائرية على تسمية ذات مستويين، وتعتبر علامة جماعية وهي ملك للدولة، فالمستوى الأول يشير محدثنا، يمثل العلامة الوطنية للصناعة التقليدية ويهدف إلى المساهمة في التعرف بشكل أفضل على جودة منتجات الصناعة التقليدية الجزائرية، ويمكن منحها للحرفيين المستوفين للمعايير الشاملة في كل النشاطات المرتبطة بالصناعة التقليدية والفنية. أما المستوى الثاني، فيخص العلامات المخصصة وتسمى صناعة تقليدية جزائرية «منتج ـ منطقة» منحت إدارتها إلى الغرف المحلية للصناعة التقليدية والحرف، و تتعلق التسمية بمنتجات صناعة تقليدية محددة مرتبطة بمنطقة جغرافية وهي مكملة للعلامة الوطنية، وتتميز خصائصها بمعايير شاملة إضافية ومستوى متطلبات أعلى من تلك الخاصة بالعلامة الوطنية.
ولإنشاء العلامة الجماعية، يتوجب التسجيل على مستوى المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية، و إطلاق الوسم وكذا مرافقة الحرفيين والحرفيات، ويتم استقبال الترشيحات على مستوى المعهد إلى غاية متابعة الحرفيين والحرفيات الموسومة منتجاتهم.
فارس قريشي
* معرض رقمي مفتوح على التراث العمراني والثقافي
تسترعي انتباه السياح و المترددين على محطة مترو ساحة الشهداء بالعاصمة، لوحات توجيهية تقود إلى قاعة للعرض السينمائي بتقنية العروض "ثلاثية الأبعاد" على مستوى الطابق الثاني السفلي (نزولا)، وهو عبارة عن متحف افتراضي تم إنشاؤه خٍصّيصا، لأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن يتعرفون من خلالها على الماضي التليد لحي القصبة، سيما طابعها العمراني المتميز وأزقتها التي تقود إلى مختلف البيوت والقصور، ناهيك عن إبراز جوانب مختلفة من حياة سكان " المحروسة"، و لباسهم وعاداتهم وتقاليدهم الضاربة في عمق التاريخ.
روبورتاج: عبد الحكيم أسابع
ويعد هذا الفضاء الرقمي مشروعا سينمائيا مصغرا، يبث عروضا ثلاثية الأبعاد جاء كثمرة مجهود جماعي لأصحاب المؤسسة الناشئة " إسراء "، اختير له اسم " احكي لي القصبة"، وقد ظل منذ افتتاحه في شهر جويلية من صائفة 2023، يستقطب اهتمام وشغف عشاق تاريخ وتراث القصبة من زبائن مؤسسة مترو الجزائر.
هذا المشروع المبتكر الذي تم تجسيده، بالتعاون ما بين الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، ومؤسسة مترو الجزائر، يقترح على مستعملي المترو الشغوفين بالتقنيات الحديثة رحلة إلى حي القصبة العريق في إطار تجسيد افتراضي ثلاثي الأبعاد لكل تراث هذا الحي العريق، العمراني والثقافي والاجتماعي والتاريخي.
وخلال جولة قادتنا لزيارة هذا الفضاء المتحفي، أوضح مسؤول المؤسسة الناشئة، المشرفة على تسييره، نصر الدين العايب، أن الهدف من هذه المبادرة هو التعريف بالمخزون التراثي والتاريخي والعمراني للقصبة وإحياء التقاليد والعادات، وكل ما تحتضنه القصبة من معالم وتراث مادي ولامادي وتبسيطه للمتفرج من مختلف الفئات العمرية والمشارب، لإثراء معلوماته بخصوص هذا الحي التاريخي ورموزه وذلك بالاعتماد على التقنية ثلاثية الأبعاد ونظارة الواقع الافتراضي.
ويضم هذا الفضاء قسمين، يشمل القسم الأول على قاعة مجهزة بشاشة كبيرة تحتوي على 20 مقعدا معززة بنظارات خاصة لكل متفرج، وقاعة ثانية صغيرة مفتوحة تضم خمسة ( 5 ) كراسي مجهزة بنظارات الواقع الافتراضي، وهي التجهيزات الرقمية التي تتيح للمتفرج الولوج وعلى مدار 8 دقائق إلى مختلف الجوانب التاريخية للقصبة وعمرانها والسفر افتراضيا في أحيائها وأزقتها وساحاتها.
المشروع يدخل في إطار صيانة الذاكرة الوطنية
قال السيد العايب للنصر، إن فكرة تجسيد هذا المشروع الذي يدخل في إطار صيانة الذاكرة الوطنية، وفي هذه المحطة للمترو تحديدا، الواقعة في قلب العاصمة، بالذات باعتبارها محطة تلاقي هامة، جاءت كنتاج لفكرة مجموعة العمل المكونة لمؤسسته الناشئة، في أعقاب نجاح أول مشروع افتراضي تم من خلاله إعادة البناء الافتراضي للموقع الأثري الروماني بتيبازة، والذي لقي نجاحا وتتويجا في مسابقة عربية خارج أرض الوطن.
ولأن مؤسسته الناشئة متخصصة في تصميم وتجسيد المحتويات الرقمية ثلاثية الإبعاد يقول السيد العايب : "بادرنا بهذا المشروع الذي رحبت به مؤسسة مترو الجزائر، وأبرمنا بشأنه اتفاقية، لأهميته في تعريف السياح والمواطنين الجزائريين بتاريخ حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة، والذي يعد أحد أبرز المعالم التاريخية المصنفة من قبل منظمة اليونسكو في خانة التراث الثقافي العالمي.
وأضاف المتحدث: " لقد حرصنا في إعادة بناء كل حي القصبة من الواجهة البحرية المطلة على البحر، إلى غاية أعالي الحي، مبرزين أهم خصائص هذا الحي الأثري الذي بناه العثمانيون في القرن السادس عشر الميلادي، و الذي يلقبه كثيرون بـ «لؤلؤة الجزائر»، أو «عروس البحر الأبيض المتوسط»، قبل أن تتحول في العصر الحالي إلى أحد أهم وأجمل معالم التراث الإنساني العالمي.
وأشار العايب، إلى أن فريق العمل حرص خلال إعادة بناء القصبة افتراضيا، على مراجعة أهم الوثائق التاريخية التي تتحدث عن طبيعة عمرانها وسورها وأبوابها الأربعة ( باب الوادي، و باب الدزيرة، وباب البحر، وباب عزون) وهي المعالم التي قام المستعمر الفرنسي بطمسها خلال بنائه المدينة الأوروبية أسفل حي القصبة العتيق، غير أنه لحسن الحظ يضيف محدثنا، فقد كانت الكثير من المساجد والقصور والبيوت التي لم تطلها يد التخريب شاهدة على عراقة القصبة.
شعار لاستنطاق التاريخ و محاكاة الواقع
وعن سبب اختيار عنوان " احكي لي القصبة " كشعار لهذا العمل غير المسبوق، أكد صاحب مؤسسة " إسراء "، أنه مستمد من الطابع الحكواتي، في سرد التعليق المرافق للعرض الذي يتناول قصة تاريخية تعود جذورها لأكثر من قرن، في تقريب الرؤية التاريخية من عين المشاهد من خلال صوت المعلق، مبرزا بأن اختيار التعليق باللهجة العاصمية الدارجة يأتي لجذب الانتباه و الاهتمام سعيا للحفاظ على الذاكرة و الترويج للثقافة الجزائرية والتراث الجزائري المادي واللامادي الذي يتعرض في كل مرة لمحاولات السرقة والنهب.
وأضاف : "كما لاحظتم خلال العرض فإن المتحف يقوم على جانبين أولهما السردي للتعرف عن القصة الحقيقية لبناء القصبة، و أهم مراحلها التاريخية التي ساعدت على تكوينها، ثم الاعتماد على تقنية الواقع الافتراضي الذي ينقل الزائر أو المشاهد لعالم آخر يعيش فيه تجربة زيارة قصور القصبة وأزقتها، تجسيدا لمحاكاة تجمع بين الحقيقية و العالم الافتراضي».
وأشار العايب، إلى وجود اهتمام غير مسبوق من الشباب بالتراث و التاريخ حيث اتضح كما قال، أن جيل اليوم شغوف ومهتم بتاريخ و أمجاد الآباء والأجداد، لذلك علينا الأخذ بعين الاعتبار هذا الاهتمام، من خلال صناعة المزيد من المحتويات التي تشبع شغفه، من خلال الأساليب الرقمية وما تتيحه التكنولوجيات الحديثة في هذا المجال، مبرزا بأن ذلك ما شجعه على مباشرة التحضير لإنتاج أجزاء أخرى بنفس التقنية يتم التطرق فيها إلى اللّباس التقليدي والمساجد العتيقة، وقصور القصبة.
دعوة للمؤسسات الناشئة لإعادة بناء المواقع الأثرية افتراضيا
وقال العايب : "إن كنا في الجزء الأول من هذا العمل الترفيهي، قد حرصنا على إعادة بناء القصبة بأسوارها المطلة على البحر، وتكريسه لإبراز خصوصية هذا النمط المعماري الذي كان سائدا في تلك الفترة، لتزويد الزائر أو السائح بمعلومات وصور حول ماضي هذه المدينة العتيقة، فإننا نهدف في المقابل إلى تشجيع المؤسسات الناشئة لإعادة بناء المواقع الأثرية الأخرى المصنفة من طرف وزارة الثقافة والفنون، ونحن على يقين بأنه سيكون لهذه الأعمال فائدة ثقافية ومردود اقتصادي هام".
وفي سياق ذي صلة، أشاد صاحب المؤسسة الناشئة التي جسدت المشروع، بأن المتحف الافتراضي للمترو لقي تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور الذي يتوافد بدون انقطاع على هذا الفضاء المتحفي بشكل متزايد منذ افتتاحه، مشيرا إلى أن هذا الفضاء يستقبل الزوار فرادى وجماعات وأفواجا منظمة من مختلف فئات الزوار وخاصة تلاميذ المؤسسات التربوية، ومن مختلف المناطق.
تجدر الإشارة، إلى أن الاعتراف العالمي بحي القصبة العتيق لم يأت من فراغ، ففي أزقته تجتمع القصص والحكايات التي تجعل العابرين للمكان يشعرون بالفخر.
وقد صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، حي «القصبة» عام 1992، ضمن التراث الإنساني العالمي، ووصفتها بأنها من أجمل المواقع المطلة على المتوسط.
وبنيت المدينة حسب ما ذهب إليه منتج العرض الترفيهي التاريخي، وفق الطراز العثماني، وتشبه في تفاصيل أبنيتها المتاهة، فأزقتها تتداخل وتنتهي معظمها بأبواب منازل، بحيث لا يستطيع الغريب الخروج منها دون دليل. وتضم «القصبة» عدة قصور أهمها قصر «الداي» (الحاكم العثماني)، أو كما يعرف بدار السلطان، وقصور «الرياس»، و«خداوج العمية» و«دار عزيزة».
كما يحتوي هذا الحي – المدينة، المشيد على الطراز العثماني على مساجد عديدة، منها «الجامع الكبير»، و«الجامع الجديد»، و»جامع كتشاوة» ، إضافة إلى جوامع «علي بتشين»، و«السفير»، و«السلطان»، و«سيدي رمضان».
وتتميز منازل «القصبة» بطابع معماري خاص، أبدع مصمم المتحف الافتراضي على محاكاته، فكل منزل مبني على قطعة أرض مربعة ويتوسطه ساحة مكشوفة في منتصفها نافورة مياه صغيرة، وحولها وزعت غرف البيت، في هندسة معمارية إسلامية متميزة وفريدة، شأنها في ذلك شأن قصور القصبة.
ولا يجب اعتبار القصبة مجرد حي عتيق، فهي معرض مفتوح على التاريخ بكل حقباته التي مرت على العاصمة الجزائر أو "دزاير" كما ينطقها ساكنتها وعموم ساكنة مختلف أنحاء البلاد.
ويوجد في أسفل القصبة اليوم عدة قصور أهمها قصر "الداي" الذي يعرف أيضا بدار السلطان، وقصور «الرياس»، و«خداوج العمية»، و»دار عزيزة، وكل منها يروى حوله أساطير وروايات، يعد السيد العايب أن يسلط الضوء عليها في الأجزاء المقبلة من عمل مؤسسته الناشئة.
وتمتاز هذه القصور، بأبوابها الحديدية العالية التي يوجد بها مقبضان للطرق، واحد في وسط الباب والآخر في الأعلى، وحسب ما هو متداول، فإن المقبض العلوي، كان يستعمله الأمراء والوجهاء عند عودتهم لبيوتهم، لأنهم كانوا يحرصون على عدم النزول من أحصنتهم عند دق الباب، حتى تبقى هيبتهم كبيرة بين الناس.
ومعلوم أنه بعد الغزو الفرنسي على الجزائر سنة 1830 وسقوط حكم العثمانيين، بدأ تاريخ جديد للقصبة، فقد تحولت لمركز للجزائريين المسلمين في المدينة الباحثين عن الاحتفاظ بهويتهم وعدم الاختلاط مع المعمرين الذين شيدوا مساكن حديثة محاذية للقصبة وشوارع بعمران أوروبي مختلف تماما، وتغير بفعل حركة البناء الجديدة، جزء من واجهة القصبة السفلية، كما طمست بعض المعالم كما لو أن الاستعمار حاول إخفاء القصبة وجعلها في ظهر العاصمة الجزائرية بعد أن كانت على مدار قرون في الواجهة، لكنه لم يكن يعلم، وفق ما سارت إليه حركة التاريخ بعد ذلك، أن هذه المدينة التي لا تموت ستكون بعد قرن و20 سنة من احتلال البلاد، القلب النابض في معركة تحرير البلاد وأنها ستدفع في سبيل ذلك من كل بيت شهيدا أو شهيدين.
وبالفعل، بدأ الوعي الوطني بالتحرر من المستعمر، باكرا في القصبة مع ظهور الحركة الوطنية التي ناضلت في البداية سلميا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وساهمت في بروز الشخصية الجزائرية بأبعادها ومقوماتها التي لا يمكنها الذوبان في الوعاء الفرنسي.
ولما حان وقت الكفاح المسلح، كانت القصبة في الطليعة، وتحولت بسرعة فائقة إلى مركز عمليات، فقد احتضنت قيادة "معركة الجزائر" وهي سلسلة العمليات الفدائية التي عاشتها العاصمة الجزائرية من نهاية سنة 1956 إلى غاية سبتمبر 1957 والتي أشرف عليها كبار قادة الثورة.
تعرف خدمات التوضيب والتغليف تطورا في بلادنا في السنوات الأخيرة، وذلك مع تزايد الاهتمام بصورة المنتج أو «الماركة»، والسعي المستمر لإرضاء الزبون الذي ترتفع معاييره أكثر كلما توجه نحو الاعتماد على التجارة الإلكترونية وما تتيحه المواقع من منتجات عديدة، ومع احتدام المنافسة التجارية صار الاهتمام بعملية التسويق يوجب تحسين جودة الخدمات، خصوصا ما تعلق بطريقة عرض المنتج، وكيف يصل إلى الزبون، وأي انطباع يتركه لديه، وكيف يخدم التغليف الجيد قيمة العلامة، وهو ما فتح الباب أمام شباب للاشتغال في هذا المجال وتطويره بشكل لافت.
ربوروتاج / أسماء بوقرن
ورغم أن هذا المجال لم يكن بارزا ولا نشطا جدا في السنوات الماضية، إلا أنه يعرف تطورا ملحوظا مؤخرا، بدليل ما يتوفر من منتجات وبضائع مختلفة على رفوف المحلات، أين يمكنك الاكتفاء بكيس بلاستيكي ملون، أو تحصل على ما تريده من مواد تغليف أخرى جميلة وذات جودة، ستضيف الكثير لصورة العلامة التجارية أو حتى المنتج الحرفي.
سوق جديدة وعروض متنوعة
وتتوفر في الأسواق بقسنطينة، العديد من البضائع التي تخدم هذا الغرض و الموجهة للناشطين التجاريين في عديد المجالات، بما في ذلك صناعة الحلويات،والإكسسوارات، وقطع الديكور،ومستحضرات التجميل والألبسة وغيرها، حيث يركز القائمون على هذه الأنشطة على إبراز نوعية المنتج من خلال واجهته الأولى وهي التغليف، وذلك بما يعكس فكرة حسنة عن الجودة ومستوى الخدمة لاستقطاب الزبون. ويزيد الإقبال على هذه الخدمات، في ظل تحول الفضاء الافتراضي إلى سوق مفتوحة لمختلف الأنشطة والبضائع، حيث أخذت اليوم صورة حديثة، كما اتسعت دائرتها لتشمل مجالات جديدة بفضل وفرة العروض، فهو نشاط يشمل وكالات متخصصة كما يمارسه حرفيون كذلك، يقدمون مجتمعين تصاميم عصرية وجذابة تلبي الأذواق سواء تعلق الأمر بعلب الكرتون متعددة الأحجام، أو أكياس الورق متعددة الألوان و الرسوم عالية الجودة، أو لفافات الورق والقماش الموجه للتغليف على غرار قماش الخيشة الرائج جدا، ناهيك عن بطاقات التعريف بالمنتج وبطاقات الأماني التي ترسل معه، و أشكال عديدة للفافات و التفاصيل التي توظف كنوع من الديكور الذي يحيط بالمنتج وغير ذلك. تبلورت الفكرة في بدايتها عبر الفضاء الافتراضي، بعد انتعاش التجارة الإلكترونية التي فرضت استيراد عديد النماذج من مواقع عالمية، وأمام احتدام المنافسة، توجب على الشركات و الحرفيين تطوير طرق التوضيب لتتماشى مع تطورات السوق، ما شجع ناشطين في مختلف القطاعات على خوض غمار التجربة، خصوصا من يشتغلون في مجالات التجميل والتغذية والألبسة، حيث يوضب المنتج بعناية بالغة ويزين بطريقة تعكس مدى الاهتمام برضا الزبون.
مصورون يواكبون الموضة
أصبح التغليف أو التوضيب الجيد شرطا أساسيا لخدمة صورة العلامة التجارية، والتسويق الإلكتروني الجيد، وقد واكب مختصون في التصوير الفوتوغرافي هذا التوجه على اعتبار أن الصورة هي الواجهة الرئيسية للبضاعة والطعم الذي يلتقطه الزبون أول مرة.
سمية بوغاشيش، شابة ممن يحترفن هذا النشاط عبر صفحتها على فيسبوك « S B Moment photography»، تقدم عروضا بأفكار مبتكرة لتصوير المنتجات بطريقة تبرز تميز التوضيب وقيمته في إعطاء صورة إيجابية بل و فخمة عن البضاعة مهما كانت.
قالت الشابة للنصر، بأنها لم تكن تهتم إطلاقا بالجانب المتعلق بتوضيب المنتج بما في ذلك الألبومات التي تشتغل عليها كمصورة، بل كانت تحمل الصور على قرص مضغوط أو قرص صلب، لكن تطور التجارة الإلكترونية واحتدام المنافسة، فرض عليها ضرورة إعادة النظر في طريقة التعامل مع خدماتها، وكيفية تقديمها للزبون، خصوصا بعدما لاحظت الاهتمام المتزايد بهذا الجانب من طرف المتعاملين و الزبائن على حد سواء.
وأوضحت، أن الأمر بات حاليا ضروريا لضمان الاستمرارية والقدرة على المنافسة في مجال تخصصها، خاصة بعد أن أيقنت بأن الاهتمام بالتفاصيل دليل على مدى اهتمام صاحب العمل برضا زبونه خصوصا في مجال التصوير.
محدثتنا أوضحت، أنها تتجهز جديا لتحسن جودة خدماتها، حيث تشتري المواد الأساسية بالجملة، وهي في العموم ألبومات مصنوعة يدويا، وبطاقات للتهنئة أو للملاحظات وآلة ثقب الورق، ومواد لاصقة، فضلا عن مواد خاصة بتزيين الألبوم وحافظات للقرص المضغوط، وشرائط الساتان، وكذا أكياس ورقية كبيرة الحجم وذات تصميم عصري.
كما تشرف بنفسها على تغليف ألبوم الصور بغلاف ذو جودة عالية وبلون يناسب موضوع المناسبة، سواء باستعمال لون مذهب، أو برونزي، أو فضي، أو غير ذلك، بعدها يستخدم نفس الغلاف و اللون لأجل حفظ القرص المضغوط، الذي يوضع أولا في قطع إسفنج لتجنب ضياعه أو تلفه، وتلف التشكيلة بطريقة جميلة بشريط الساتان، كما تطبع على البطاقات عبارات جميلة، ويختم المنتج النهائي بواسطة ختم خاص مع استعمال الشمع الملون.
وترى المصورة الشابة، أن هذه التفاصيل متعبة غير أنها ضرورية وتترك انطباعا جيدا لدى الزبون وتثير إعجابه، وهي أيضا مفيدة لعلمية التسويق التجاري لخدماتها ومنتجاتها.
التغليف يخطف اهتمام الزبون أولا
وعن ردة فعل زبائنها، قالت بأنها إيجابية حيث يعتبرون الطريقة رائعة ومفاجئة وغير مسبوقة، وأوضحت أنها تعمل دائما على مواكبة الجديد في المجال، وتتعامل مع حرفيات شابات، وصاحبات ورشات على غرار ابنة العاصمة صاحبة صفحة «sinelle album، التي انتقلت من التصوير الفوتوغرافي إلى صناعة ألبومات الصور يدويا.
تواصلنا مع الشابة، فأوضحت أنها أرادت أن تغطي عجزا في السوق وأن توفر منتجا محليا يدويا فنيا، وهكذا انطلقت في العمل على صناعة ألبومات الصور وبعض الإكسسوارات المكملة لتقدم لزبائنها تشكيلة مثالية لتوثيق الذكريات.
وتستعمل كما أخبرتنا، مواد أولية عالية الجودة، كما تعتمد هي أيضا على التصوير والتوضيب الجيدين للتسويق لمنتجها، حيث تتلقى طلبيات بالجملة.
وقد لاحظنا على مستوى قسنطينة، أن هذه المنتجات على اختلافها باتت متوفرة بشكل كبير، وحسب تجار، فإن التوضيب الجميل و المتقن يستقطب الزبون بشكل كبير ولذلك يعتمده حرفيون وتجار وشركات حيث أوضح التاجر عبد الباقي من المدينة الجديدة، أن الطلب كبير من مختلف الفئات على العلب و الأكياس و الشرائط و الورق الملون والبراق بعض الإكسسوارات الضرورية للزينة أيضا، مرجعا هذا الرواج إلى تأثير الكبير لمواقع التواصل التي صارت ترسم معالم الخارطة التجارية.
وقفنا خلال جولة بين المحلات، على التنوع الكبير في عرض مختلف أنواع مواد التغليف والتعبئة والتوضيب، سواء المصنوعة من الورق والكرتون، أو الزجاج، والألمنيوم وغير ذلك، وحسب تاجر وزبائن فإن هذه المنتجات أصبحت ضرورية حتى بالنسبة للحرفيات في مجال صناعة الحلويات، لأن التوضيب في حد ذاته جزء من قيمة المنتج.
وقد علمنا من تجار، أن ما يستعمل في هذا المجال الحرفي تحديدا، يعد من أكثر المنتجات رواجا، على غرار الورود المجففة و الإكسسوارات البراقة، والعلب مختلفة الأشكال والألوان والأنواع، كتلك المصنوعة من الألمنيوم بلون النحاس،والمخصصة لوضع الحلوى، والمصممة على شكل حقيبة يد، وعش عصفور، وعربة طفل وغيرها، وهي متوفرة بسعر 200 دينار.
توجد أيضا، علب مغطاة بقماش المخمل وعليها عبارات التهنئة، فيما تتزين أخرى بالورود، كما تأخذ قوالب الحلوى مساحة من العرض، وتلقى رواجا من قبل محترفات «الكايك ديزاين»، لتستخدم في تقديم القالب الخاص بالخطوبة أو أعياد الميلاد، كما تتوفر أخرى لتقديم المكسرات والشكولاطة، إلى جانب عرض مختلف أنواع الورود البلاستيكية وشرائط الساتان مختلفة الألوان، فضلا عن العلب المعدنية الفاخرة والمخصصة للحلوى،و التي تبدأ أسعارها من 400 دينار للعلبة، وقد قابلنا في محل شابين قدما من أم البواقي، لشراء هذا النوع من العلب الفاخرة تحديدا. أ ب
أبرزت المؤسسات المشاركة في فعاليات الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الجزائري، التطوّر الكبير الحاصل الذي أحرزته فيما يخص النوعية والكمية، مع تعزيز معدلات الإدماج وتقديم منتوجات بأيادي وخبرات جزائرية 100 بالمئة. و أعربت شركات خلال المعرض الذي يتواصل إلى غاية 28 ديسمبر الجاري، عن حرصها على مواكبة المقاييس العالمية واستخدام التقنيات والتكنولوجيات الحديثة والعمل على تطوير المنتوجات و رفع معدلات الإدماج وتغطية السوق الوطنية وتحقيق الاكتفاء
الذاتي والتصدير إلى الأسواق الخارجية. إقبال لافت للزوار
على أجنحة المعرض
يشهد معرض الإنتاج الجزائري في طبعته 32 ، إقبالا لافتا من قبل الزوار، الذين اطلعوا على المنتجات الجزائرية في مختلف القطاعات واكتشفوا التطور الحاصل والمنتجات الجديدة وتم بالمناسبة الإشادة بجودة المنتوجات الجزائرية ، سيما مع اعتماد طرق الابتكار والتطوير واستخدام التكنولوجيات والتقنيات الحديثة.
و عرف الفضاء المخصص للبيع المباشر، توافدا من قبل العديد من المواطنين خصوصا مع اعتماد تخفيضات بالنسبة للمنتجات المعروضة.
و يشارك في هذا المعرض، المنظم في الفترة الممتدة من 19 إلى 28 ديسمبر 2024، تحت شعار «إنتاجنا عماد سيادتنا» أكثر من 600 عارض في قطاعات عديدة ومنها الصناعات العسكرية والصناعة الغذائية، الصناعات المصنعة، الصناعات الالكترونية والكهرومنزلية، الصناعات الكيميائية والبتروكيماوية والطاقة، الصناعات الميكانيكية والحديد والصلب، الصناعات النسيجية، البناء، ومواد البناء، وكذا قطاع الخدمات.
وخلال إشرافه الخميس الماضي على افتتاح الطبعة 32 لمعرض الانتاج الجزائري بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، نوه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بالمستوى الذي وصلته الصناعة الجزائرية بعد نجاحها خلال بضع سنوات في توفير منتوجات ذات جودة وخفض فاتورة الواردات و أكد أن الأولوية في الإنتاج هي تلبية الطلب المحلي قبل التفكير في التصدير. وعلى مستوى جناح وزارة الدفاع الوطني، أبدى السيد رئيس الجمهورية، اعجابا بما حققته المؤسسات العارضة ، معتبرا أن «الصناعة العسكرية تعتبر نموذجا يحتذى به، وقاطرة للصناعة في البلاد»، متمنيا أن «تصل المؤسسات الأخرى إلى المستوى الذي بلغته الصناعة العسكرية» التي حققت نسبة إدماج قياسية. كما أكد السيد رئيس الجمهورية، على ضرورة «عدم التفريق بين المؤسسات العسكرية أو العمومية أو الخاصة باعتبارها جميعا تنتج منتجات جزائرية»، لافتا إلى أن السياسة التي اتبعتها الدولة خلال السنوات الأخيرة في تشجيع الإنتاج المحلي، سمحت بـ «خفض فاتورة الواردات بنسبة 40 بالمائة».
الصناعات العسكرية.. مستوى عالي و قيمة مضافة للاقتصاد الوطني
يشارك الجيش الوطني الشعبي في معرض الإنتاج الجزائري، بـ 21 وحدة انتاجية تابعة لكل من قيادتي القوات الجوية والبحرية، دائرة الاستعمال والتحضير، دائرة الإشارة ومنظومات القيادة والسيطرة، المديرية المركزية للعتاد، ومديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني.
وتأتي هذه المشاركة «في إطار ديناميكية إنعاش الاقتصاد الوطني، والمشاركة في تنمية وترقية المنتوج الوطني، وبغرض التعريف بالمجهودات المبذولة من طرف وزارة الدفاع الوطني لتطوير قاعدة صناعية قوية ومستدامة».
وقد اكتشف الزوار على مستوى الفضاء المخصص للجيش الوطني الشعبي بالجناح المركزي، منتجات متنوّعة وعالية الجودة تترجم المستوى العالي الذي بلغته الصناعات العسكرية بمختلف فروعها، ومنها الصناعات الميكانيكية الخفيفة والثقيلة، الصناعات الإلكترونية وكذا النسيج و صناعة وتجديد العتاد الجوي والبحري و عتاد الإشارة والسيارات.
صناعة عسكرية محلية بمعايير عالمية
وأوضح المقدم بحري عبد الوهاب، ممثل مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة بالناحية العسكرية الخامسة في تصريح للنصر، أن المؤسسة تشارك في هذه الطبعة على غرار مشاركتها في الطبعات السابقة للتعريف بمنتوجاتها التي تندرج ضمن النشاط الرئيسي للمؤسسة والمتمثل في صناعة الأسلحة، لافتا إلى أن المؤسسة لديها سلسلة واسعة من الأسلحة تلبية لاحتياجات الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية.
وأوضح أن المنتجات تصنع 100 بالمئة محليا بمعايير عالمية وبجودة تعكس الخبرة التي اكتسبتها طيلة فترة تواجدها التي تفوق 34 سنة في مجال الصناعات الميكانيكية.
وتعكس كذلك -كما أضاف-، التطور الذي وصلت إليه بالاعتماد على تقنيات وتجهيزات جد متطورة وكذلك مواكبة التكنولوجيات الحديثة، إضافة إلى ذلك «أردنا التركيز على مختلف الخدمات التقنية التي تقدمها المؤسسة في إطار المناولة لفائدة المؤسسات العمومية والخاصة ، حيث عرضنا نماذج لمختلف قطع الغيار الميكانيكية وكذلك أدوات الإنتاج مثل أدوات القطع ، أدوات القياس والمراقبة، إضافة إلى بعض الأدوات التي تعتبر جد مهمة بالنسبة للإنتاج التسلسلي والتي زاد عليها الطلب مؤخرا من قبل المؤسسات وخاصة الصغيرة والمتوسطة، تتمثل في مختلف قوالب الحقن، سواء الحقن بالمعادن أو بالمواد المركبة ، قوالب التشكيل وكذلك قوالب ختم المعدن والصفائح المعدنية»، حسب المصدر ذاته.
وأضاف المتحدث، أن كل هذه الخدمات التي تقدمها المؤسسة تندرج ضمن الاستراتيجية المسطرة من قبل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي والتي تهدف إلى تقديم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وإثراء النسيج الصناعي والمساهمة بفعالية في الرفع من نسب الإدماج الصناعي المحلي وبالتالي التقليص من فاتورة الاستيراد.وأشار إلى أن المؤسسة عرضت بمناسبة المعرض، نماذج حقيقية لمختلف الأسلحة التي تنتجها ابتداء من المسدس الرشاش عيار 7.62 ملم الذي تم إنجازه منذ بداية نشاط المؤسسة في بداية التسعينيات، إلى غاية الأسلحة التي صنعتها مؤخرا، على غرار البندقية الرشاشة عيار 7.62 × 54 ملم وكذلك الرشاش عيار 12.7 ملم، إضافة إلى بعض المنتوجات في طور الإدماج.واعتبر أن المعرض، مناسبة للتعريف بالمنتوجات والتي هي ذات جودة عالية و التي تصنع محليا بأيادي جزائرية، لافتا إلى أن المؤسسة تكسب يد عاملة جد مؤهلة كما أنها تهتم بالتكوين المستمر وكذلك هي مستثمرة في التقنيات والتجهيزات الحديثة تطبيقا لتعليمات القيادة العليا.
وأشار المقدم بحري عبد الوهاب، إلى الإقبال الكبير لزوار المعرض والذين يتفاجؤون في كل مرة بأن هذه المنتوجات تصنع على مستوى المؤسسة ونلاحظ -كما أضاف-، أن لديهم اعتزاز بالمستوى الذي وصلت إليه الصناعة العسكرية في الجزائر.
طائرات بدون طيار مصنعة بأيادي جزائرية 100 بالمئة
من جانبه، ذكر النقيب بزعة رضوان، ممثل مؤسسة تطوير وإنتاج خدمات التكنولوجيات المتقدمة، المشاركة في هذه المعرض، في تصريح للنصر، أن المؤسسة، مختصة في مجال تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار بالإضافة إلى الدعم التقني لوحداتنا الجوية، من حيث صناعة وتصليح هياكل الطائرات بكل أنواعها.
و من بين الطائرات بدون طيار المصنعة على مستوى المؤسسة، الطائرة صغيرة الحجم» أوراس 700» والطائرة بدون طيار ذات شراع ثابت.و أضاف أن من بين المهام الرئيسية لهذه الطائرات بدون طيار، المراقبة والاستطلاع الجوي ليلا ونهارا، المسح الطبوغرافي وتتبع الأهداف المتحركة وتحديد الموقع الجغرافي للأهداف الثابتة والمتحركة، لافتا إلى أن هذه الطائرات بدون طيار، مصنعة على مستوى المؤسسة بأيادي جزائرية 100 بالمئة.
ترقية الصناعة الميكانيكية و رفع نسب الإدماج
كما يشارك مجمع ترقية الصناعة الميكانيكية بقسنطينة في معرض الإنتاج الجزائري، حيث تم عرض العديد من المنتوجات بالمناسبة، وأوضح الرائد جلاوات محمد أمين، من مجمع ترقية الصناعة الميكانيكية بقسنطينة، في تصريح للنصر، أن المجمع يحتوي على 8 مؤسسات، حيث يضم ثلاث شركات بالشراكة مع مصنعين أجانب، والمتمثلة في شركة إنتاج العربات المدرعة الخفيفة «نمر» وشركة لإنتاج عربات «راينميتال» وشركة إنتاج المحركات ذات علامة ألمانية، بالإضافة إلى القاعدة الميكانيكية التي تتكون من 5 مؤسسات والتي كانت من قبل مؤسسات عمومية، هي الآن مؤسسات تابعة للجيش الوطني الشعبي ، مؤسستين للسباكة بكل من تيارت والمتخصصة في حديد الزهر و الفولاذ ومسبكة في الرويبة متخصصة في حديد الزهر مع الألمنيوم، وكذا مؤسسة لتصنيع كل ما هو قطع ميكانيكية بالرويبة و عين سمارة ومؤسسة إنتاج المحركات المبردة بالهواء.وأوضح المتحدث، أن المجمع يقوم عن طريق هذه المؤسسات بتلبية حاجيات الجيش الوطني الشعبي من قطع الغيار والعربات الخاصة المدرعة و من جانب آخر وبالنسبة للمؤسسات العمومية مثل سوناطراك وغيرها ، عن طريق المناولة يتم صناعة قطع غيار لماكينات هذه المؤسسات.وأشار إلى عرض عربة العمليات الخاصة بمناسبة المعرض و هي عربة خفيفة و قد تم رفع نسبة الإدماج فيها عن طريق تصنيع الهيكل القاعدي والذي كان يستورد من الخارج من قبل، و حاليا تتم صناعته على مستوى المؤسسة. وأوضح الرائد جلاوات محمد أمين، أن من أهداف المجمع، تتمثل في ترقية الصناعة الميكانيكية عن طريق المناولة والمناولة العكسية، لافتا إلى رفع نسبة الإدماج في العربات للتجاوز 50 بالمئة والهدف تحقيق الاستقلالية والاحتفاظ بالعملة الصعبة.من جهة أخرى، أشار إلى استفادة عمال المجمع من التكوين في المؤسسة التابعة للمجمع وأيضا إجراء تكوينات في الخارج بهدف جلب التكنولوجيا ، ما سمح برفع المستوى التقني للعمال عن طريق التكوين الإضافي، معتبرا أن العامل البشري كان عنصرا أساسيا في هذا التطور ، حيث يتم تصميم العربات من خلال مهندسين وتقنيين جزائريين متكونين في الجامعة الجزائرية.
زوارق و سفن بحرية عسكرية و مدنية بأيادي جزائرية
ومن بين المؤسسات المشاركة في المعرض، مؤسسة البناء والتصليح البحريين التابعة لقيادة القوات البحرية الجزائرية، الناحية العسكرية الثانية، وهي مؤسسة رائدة في تصليح وبناء السفن، حيث تقدم خدماتها للقطاع العسكري المتمثل في القوات البحرية وأيضا القطاع العمومي المتمثل في الموانئ والمؤسسات البحرية الأخرى، حسبما أوضحه للنصر، المهندس عبد الهادي العرجان، إطار بمكتب الدراسات بمؤسسة البناء والتصليح البحريين.وأشار المتحدث، إلى الأهمية التي تكتسيها هذه المشاركة في المعرض ، قصد عرض منتوج المؤسسة والتعريف بها وفتح المجال للتواصل مع المؤسسات الأخرى.
وأضاف أن الجديد في هذه الطبعة، عرض زورق اقتحام 10 متر، حسب متطلبات القوات البحرية، لافتا إلى أن منتوجات المؤسسة، تساهم بطريقة أو بأخرى من أجل دعم الاقتصاد الوطني.
ومن بين المنتوجات، زوارق إنقاذ وزوارق سريعة وقاطرات وأحواض عائمة وسفن بحرية عسكرية من أجل دعم الأسطول البحري.
شاحنات و حافلات فرضت نفسها في السوق الوطنية
ومن جانبه أوضح الرائد غوالي محمد الأمين، ممثل مؤسسة تطوير صناعة السيارات التي تعمل تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية في تصريح للنصر، أن المشاركة في هذه الطبعة من معرض الإنتاج الجزائري على مستوى جناحين، الأول في الجناح المركزي وهو مخصص لعرض المنتجات من نوع «مرسيديس بنز» والجناح الثاني في الفضاء الخارجي ومخصص لمنتجات الشركة الوطنية للعربات الصناعية سابقا، "SNVI" والتي أصبحت تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية .
وأشار إلى المنتجات المعروضة في الجناح الخارجي ومنها شاحنات وكذلك نماذج أولية لمنتجات سيتم إنتاجها في المستقبل القريب بالتعاون والشراكة مع مصنع صيني معروف عالميا وأضاف أن اختيار هذه المنتجات، هو لكون السوق الوطنية بحاجة ملحة إليها، على غرار شاحنات من النوع الصغير ذات حمولة ما بين 6 إلى 12 طنا وكذلك 3 أنواع من الحافلات، الأولى مخصصة للنقل الحضري وكذلك حافلات لنقل المسافرين للمسافات البعيدة والمزودة بكل وسائل الرفاهية والراحة وكذلك حافلات مزودة بـ 49 مقعدا لنقل المسافرين في المسافات البعيدة بكل راحة ورفاهية وكذلك الحافلة الثالثة المخصصة لنقل المسافرين مابين المدن مزودة بـ 33 مقعدا .وأضاف أن الجديد في هذه الطبعة، عرض 3 منتجات جديدة على مستوى جناح مؤسسة تطوير صناعة السيارات الخاص بعلامة «مرسيديس بنز» وتتمثل في سيارة رباعية الدفع مزودة بمنصة رفع تعمل حتى ارتفاع 12 مترا وكذلك مركبة مزودة بمنصة رفع 12 مترا والخصوصية في هذه العربة معزولة تسمح للعامل بالعمل في ظروف السلامة والأمن، والعربة الثالثة وهي مخصصة لجمع التبرعات بالدم مزودة بنظام كهرباء يعمل بالطاقة الشمسية حيث يسمح للمركبة بالعمل في المناطق النائية ومزودة كذلك بوسائل تبريد للحفاظ على نوعية الدم الذي يجمع.وأضاف أن اليد العاملة، جزائرية 100 بالمئة ، استفادت من تكوين قاعدي و إتقان وتلقت تكوينا في الخارج وأيضا في المصنع، لافتا إلى أن نوعية المنتوجات، فرضت نفسها في السوق الوطنية.
مجمع سوناطراك يبرز دوره كقاطرة للاقتصاد الوطني
من جانبه، يشارك مجمع سوناطراك بفروعه الاستراتيجية في فعاليات الطبعة الـ32 لمعرض الإنتاج الجزائري، وتبرز مشاركة سوناطراك وفروعها في هذا المعرض الدور الريادي الذي يلعبه المجمع في دعم النسيج الاقتصادي والصناعي الوطني.ويقدم جناح سوناطراك، عرضاً شاملاً، يعكس تنوع وتكامل أنشطتها على امتداد سلسلة قيم المحروقات، بدءاً من الاستكشاف والإنتاج، مروراً بالتمييع والتكرير، ووصولاً إلى التوزيع، حسب بيان للمجمع.كما يسلط المجمع، الضوء على التزامه في مجال الابتكار التقني واستدامة عملياته، بالإضافة إلى مساهمته في تعزيز المحتوى المحلي ضمن سياساته الاستراتيجية.وتؤكد سوناطراك بصفتها قاطرة الاقتصاد الوطني، من خلال مشاركتها التزامها الراسخ بتدعيم وتطوير الإنتاج الوطني ودعم السيادة الاقتصادية للجزائر، كما تعكس هذه المشاركة رؤية الشركة في بناء اقتصاد قوي ومستدام يرتكز على تعزيز الابتكار وتوسيع قاعدة المحتوى المحلي، يضيف البيان.
منتجات غذائية جزائرية اقتحمت الأسواق العالمية بقوة
على صعيد آخر، ذكر أمين أزليفي، مسؤول المبيعات بشركة المرجان ، في تصريح للنصر، أن شركة سيبون لمنتوجات المرجان ، شركة 100 بالمئة جزائرية، تأسست من طرف أخوين جزائريين في 1997 ، بداية بورشة صغيرة واليوم هناك 3 مصانع ، 2 في مدينة تيبازة والثالث مخصص لكريمة الشوكولاتة في وهران.
وأوضح المتحدث، أن «المرجان» منذ نشأته معروف بمنتوجات ذات جودة يلبي حاجيات المستهلكين والبداية كانت بـ العسل الصناعي «العسيلة» والسمن.
وأضاف أن النوعية هي التي سمحت بأن يزداد الطلب على منتوج المرجان، لافتا إلى أن الشكولاتة وهي آخر منتوج أنتجته الشركة، و قد لقي رضى لدى الجزائريين والأجانب بالنظر إلى جودته، وقال أن منتوج المرجان، أصبح منتوجا ينتمي إلى الجزائريين كلهم. وحول عمليات التصدير ذكر المتحدث، أن البداية كانت بتصدير «العسيلة» والسمن إلى كندا منذ 2013 وابتداء من 2021 يتم التصدير إلى أوروبا، المنتوجات المعروفة بالشكولاتة بصفة منتظمة وفي الوقت الحالي تم توقيف العملية من أجل توفير المنتوج في السوق المحلي وفي نفس الوقت التحضير لتلبية الطلبات التي تأتي من دول عديدة ومنها دول أوروبية ليست عضوة في الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى شراء آليات جديدة من أجل الزيادة في الإنتاج، وتضم الشركة اليوم أكثر من 450 عاملا.
وأوضح المتدخل، أن المشاركة في هذه الطبعة من معرض الإنتاج الجزائري، كانت فرصة للتقرب إلى المستهلك الجزائري وتقديم توضيحات حول صناعة المنتوجات المعروضة ، لافتا إلى صناعة منتوجات ذات جودة كل عام وبالنسبة للأسعار، أوضح المتدخل، أن الشركة لم ترفع الأسعار ، بل عملت أكثر من أجل توفير المنتوج للمستهلك.
إطلاق ثلاجة جزائرية 100 بالمئة بمواصفات متطورة
تشارك العديد من شركات الأجهزة الالكترونية و الكهرومنزلية في معرض الإنتاج الجزائري، حيث كانت هذه الطبعة فرصة لعرض منتوجات جديدة متنوعة ومنها الثلاجات وإبراز مدى التقدم الحاصل في المجال باستعمال التقنيات الحديثة و تعزيز نسب الإدماج.
وأوضح محمد صالح دعاس، المدير العام المساعد لمجمع «كوندور»، في تصريح للنصر، أن مشاركة «كوندور» في معرض الإنتاج الجزائري أصبحت تقليدا لعرض آخر المنتجات الإلكترونية والكهرومنزلية التي تم إطلاقها في الأسواق المحلية وحتى الأسواق الخارجية، لافتا إلى أن منتوجات المجمع ولجت إلى حوالي 17 سوقا في العالم وهي قادرة على منافسة كبريات العلامات العالمية في هذه الأسواق.
وأضاف أن المعرض هو فرصة أيضا لإطلاق عروض ترويجية، تصل فيها التخفيضات حوالي 30 بالمئة على مستوى المعرض، حيث تكون المبيعات على مستوى المعرض وتتكفل «كوندور» بالتوصيل حتى بيت الزبون، إضافة إلى ذلك فمعرض الإنتاج الجزائري، أصبح مناسبة للتعريف بآخر المشاريع الاستثمارية التي أطلقتها «كوندور» في الجزائر والتي تهدف أولا إلى الرفع من نسب إدماج المنتجات الكهرومنزلية والإلكترونية و منافسة العلامات العالمية في الأسواق الخارجية والمحلية، لافتا على سبيل المثال إلى مصنع تصنيع الضاغطة الخاص بالثلاجات والذي «مكننا اليوم من إطلاق لأول مرة ثلاجة جزائرية 100 بالمئة بمعايير عالمية تصنع بأيادي وخبرات جزائرية في الجزائر وفرق تكوين وبحث جزائرية»، كما أشار أيضا إلى مصنع تصنيع المشعاع الخاص بالتدفئة وهي –مثل ما أوضح- شراكة مع واحدة من كبريات الشركات الإيطالية « رادياتوري 2000» لتصنيع المشعاع والذي سيعنى بتصنيع حوالي 10 ملايين وحدة سنويا ، 3 ملايين منها ستوجه نحو التصدير برقم أعمال يساوي 15 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروع إنجاز مصنع مع الشريك الصيني «هايسنس» لتصنيع مكيفات الهواء، بقدرة 2 مليون وحدة سنويا، منها 1.6 سيوجه للتصدير
وبخصوص نسب الإدماج فإنها تختلف من منتوج الى آخر، يؤكد محدثنا، و تبدأ من حوالي 45 بالمئة وتصل إلى 100 بالمائة بالنسبة للثلاجة.
العمل على رفع معدلات الإدماج و استخدام التقنيات الحديثة
من جانبها ذكرت سواسي فاطمة مسؤولة الاشهار والتسويق بشركة «براندت» الجزائر، في تصريح للنصر، أن المؤسسة عرضت عدة منتوجات جديدة في الطبعة 32 لمعرض الإنتاج الجزائري والتي تتمثل في ثلاجات وآلات غسيل ومكيفات الهواء المزودة بتقنية «الايكو انفرتر» وهي تقنية مبتكرة من طرف «براندت» والتي تعمل على التحكم التلقائي في الطاقة- كما أضافت-.
وأوضحت أن منتجات « براندت» مصنعة 100 بالمئة في الجزائر و بأيادي جزائرية، حيث يصل معدل الإدماج بها الى 80 بالمئة بالنسبة للثلاجات، كما يصل إلى 60 بالمئة بالنسبة للتلفزيونات وآلات غسل الصحون، مشيرة إلى العمل من أجل الرفع من نسبة الإدماج لتصل إلى 90 بالمئة. كما أشارت إلى أن منتجات «براندت»، تصدر إلى الأسواق الأوروبية والافريقية، حيث تم تصدير حوالي 2 مليون منتوج. من جهته ، أشار بلخروبي أحمد فهد، مدير التسويق بشركة «جيون إلكترونيك» في تصريح للنصر، إلى عرض منتوجات جديدة في المعرض ومنها الغسالة الجديدة «لوكسوري» وهي آلة تعمل بالذكاء الاصطناعي وتمكن من الاقتصاد في الطاقة و استعمال الغاسول والماء، لافتا إلى أن هناك إقبال كبير للزوار على منتوجات الشركة، مع وجود تخفيضات جد مهمة في المعرض .
وبخصوص عمليات التصدير، أشار المتدخل إلى الشروع في التصدير منذ 3 سنوات تقريبا، إلى تونس وليبيا وتوقيع اتفاقيات تصدير لموريتانيا والسنغال، كما توجد طلبات من بعض الدول الأوروبية، حيث تعمل الشركة على تطوير المنتوجات بأسعار و بجودة تنافسية، مع العمل على رفع نسبة الإدماج من سنة إلى أخرى.
تلبية الطلب المحلي على زيوت المركبات
ومن جانب آخر، أوضح المسؤول التجاري بشركة بترو بركة ، أن المجمع يضم العديد من الشركات ومنها مشروع صناعة الزيوت وقد أنشأ المصنع في بسكرة في 2016 وبدأت عملية البيع في 2019 و اليوم هناك أكثر من 150 نوعا ومنها زيوت السيارات ، الشاحنات ، الزيوت الصناعية وغيرها حسبه.وأضاف أنه خلال 2024 تم إنتاج أكثر من 25 منتوجا جديدا، وحاليا تعمل الشركة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال وعند تحقيق ما يحتاجه المواطن يتم التوجه إلى التصدير. واعتبر المتحدث، أن المنتوج لديه مواصفات عالمية و أضاف أن «لدينا مصادقة من العديد من مصنعي السيارات ، لافتا إلى أن اليد العاملة 100 بالمئة جزائرية ويضم المجمع أكثر من 2500 عامل وهم يستفيدون من التكوين».
منتجات بحثية تستجيب لاحتياجات الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين
من جهتها أشارت، آسيا قريشي، رئيسة مصلحة تثمين نتائج البحث بمركز البحث العلمي والتقني حول المناطق القاحلة المتواجدة ببسكرة و التابع للمديرية العامة للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تصريح للنصر، أن المشاركة في المعرض كانت بمنتجات بحثية في ما يخص نظام ري ذكي، يقلل من استهلاك المياه ويزيد في مردودية الإنتاج وقد تم تجريبه على مستوى زراعة الشمندر السكري، حيث أعطى نتائج جد مرضية فيما يخص التقليل من استعمال المياه وكذلك المردودية و تركيز مادة السكر في الشمندر.والمنتج الثاني يتمثل في العلف المنتج من مخلفات التمر والنخيل من أجل نمو وتسمين الخرفان، لافتة إلى الإيجابيات على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى البيئي.
كما أشارت إلى منتج أخر عرض بالمناسبة في المعرض ويتمثل في زورق ذكي يقوم بتحليل البكتيريا الموجودة على مستوى المسطحات المائية وذلك بشكل مستقل و عن بعد بالإضافة إلى منتجات أخرى.
واعتبرت المتحدثة، أن المنتجات البحثية تستجيب لاحتياجات الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين وهي محاولة من المركز لإيجاد حلول للمشاكل المطروحة على أرض الواقع في عدة مجالات، في المجال الفلاحي والبيئي.
م -ح