أكد رئيس الوزراء المالي شوغيل مايغا ، بأن عملية "برخان" التي قادتها القوات الفرنسية في شمال بلاده، كانت " فشلا استراتيجيًا وسياسيًا" ، رافضًا "سياسة الأمر الواقع والقرارات الأحادية".
و في حوار أجراه يوم الاحد الماضي مع التلفزيون المالي، أعاد مايغا التذكير بالأهداف الرئيسية الثلاث المنوطة بقوة "برخان" ، و التي تتمثل في القضاء على الإرهاب، واستعادة وحدة البلاد ، في جميع أنحاء التراب الوطني، و تطبيق قرارات الأمم المتحدة.
ومع ذلك، أشار رئيس الحكومة المالية، إلى أن هذا الانتشار العسكري" لم يحقق الاهداف المرجوة بعد 8 سنوات من الوجود"، مؤكدا أن الإرهاب "المتبقي" في عام2013 ،"وصل عام 2021 ، إلى 80 بالمائة من أراضي مالي" ، مع العلم أنه " لا تزال هناك أجزاء من المناطق لا تخضع لسيطرة السلطة المالية".
و أضاف، انه ، " لدى تقييم عملية /برخان/ ، نتوصل الى أنها كانت اخفاقا..لاحرج في قول ذلك ، انه فشل استراتيجي وسياسي، و فشل بكل بساطة، والآن علينا أن نتعلم الدروس "، مذكرا بأن ، أن السلطات الفرنسية بررت وصول قواتها عام 2013 إلى مالي ، بأن الحكومة المالية آنذاك "طالبت منها ذلك لتوفير الدعم الجوي والاستخباراتي".
و نبه الى أنه ، "بصفتنا شريكًا، يجب أولاً أن نحترم بعضنا البعض، و يجب أن نبقى في إطار القانون.. فسياسة الأمر الواقع ، و القرارات الاحادية لم تعد مناسبة للحكومة المالية الحالية ".
و قال مايغا ، "بينما كانت عملية "برخان" تهدف في عام 2016 لاحتواء الجماعات الإرهابية، و مساعدة السكان، فأن هذه المهمة "لم تنجح في احتواء الإرهاب ، و كدليل على ذلك، عبور هذه الظاهرة حدودنا و ووصولها الى دول اخرى"، مشيرا الى تسجيل عمليات القتل الجماعي للسكان ، ودفن العشرات من الجنود الماليين في مقابر جماعية ، في الاونة الاخيرة".
ووفقا له، فإن الحكومة الفرنسية" اعتمدت سياسة الهروب الى الامام"، لدى تقييم حصيلة العمليات العسكرية، قائلا " عندما أردنا ان نقوم بذلك في وسائل الإعلام، علمنا في يوم 3 يونيو الماضي ، بتعليق العمليات العسكرية، و في 10 من نفس الشهر ، جاء تعليق العمليات العسكرية مع قواتنا الأمنية المسلحة، و مؤخرا تم ابلاغنا من خلال إيجاز صحفي، بأن هذه العمليات توقفت "، متهما فرنسا بمنع الدولة المالية من استرجاع وحدة و سلامة اراضيها، و فتح ثغرة في الشمال، سمحت بعودة الجماعات الإرهابية ، واعادة تنظيم صفوفها".
و بخصوص مسألة اللجوء إلى شركاء عسكريين آخرين، في إشارة إلى روسيا ، بعد رحيل القوات الفرنسية، ذكر مايغا، أنه "مع الاحتفاظ بشركائنا ، قررنا الذهاب نحو آفاق أخرى لتنويع شراكاتنا ،والدفاع عن الماليين "، مؤكدا أن" روسيا شريك تاريخي وصديق (...) وقررنا أن نفعل ما هو خير لشعبنا ".
و شكر الجزائر لدعمها للجهود المبذولة من اجل ارساء السلام والمصالحة ، وحل الأزمات في مالي، مرحبا بدور الاتحاد الأفريقي الذي دعا إلى التشاور واحترام إرادة الشعب المالي.
وأج