طالبت الجزائر مجلس الأمن الدولي إيفاد لجنة دولية لتقصي الحقائق ومساءلة الاحتلال الصهيوني عن جرائم الإبادة التي اقترفها ويقترفها بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.
تواصل الجزائر من موقعها كعضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي المرافعة من أجل الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة خاصة في الظرف الحالي حيث يواصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة ضد قطاع غزة، وفي آخر موقف لها في هذا الصدد قال الممثل المساعد للجزائر بالأمم المتحدة، نسيم قواوي، مساء أول أمس، في مداخلته خلال الجلسة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الدولي – بطلب من الجزائر وسلوفينيا- حول تطورات الأوضاع في رفح، أنه "آن الأوان لمجلس الأمن التأسيس لبعثة تحقيق دولية لتقصي الحقائق وضمان المساءلة".
وقال الممثل المساعد للجزائر في هذا الإطار إن الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية "يحث مجلس الأمن على التحرك بشكل عاجل لوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة" مشددا على أن " الوقت لم يعد مناسبا للكلام بل للعمل".
كما أكد نسيم قواوي أن الكيان الصهيوني ينفذ اليوم عملية إبادة جماعية في قطاع غزة قد تؤدي إلى المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي والمزيد من الجرائم الجماعية، وتابع يقول في هذا الاتجاه" نجتمع اليوم بينما يواجه 1.5 مليون فلسطيني في رفح احتمال الموت الوشيك.. رفح هي الملاذ الأخير لسكان قطاع غزة وهي المكان الذي توجد فيه آخر ثلاث مستشفيات لا تزال حيز الخدمة في القطاع".
وأضاف بأن الاحتلال ومن خلال التخطيط لعملياته العسكرية في رفح ينخرط في استراتيجية التطهير العرقي، وإبادة أطفال غزة وكل أمل في حياة أفضل، مؤكدا بأن العمليات العسكرية بدأت بالفعل هناك وهو ما أدى إلى نزوح أكثر من 600 ألف شخص.
وأوضح الدبلوماسي الجزائري في مداخلته بأن جميع هؤلاء الأشخاص نزحوا عدة مرات في أقل من أسبوع تقريبا، وهذه هي أحلك لحظة في هذا الكابوس الذي استمر الآن أكثر من 7 أشهر.
ولم يفوت المتحدث المناسبة ليبرز حقيقة الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، لافتا إلى أن الكيان الصهيوني يسيطر على كافة المعابر المؤدية إلى غزة ما يحرم الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية، وقال في هذا الشأن " المعاناة في غزة في كل مكان.. لم يبق شيء ليوزع في غزة والوضع لم يتغير بالرغم من الإعلان عن آلية للمساعدات الإنسانية بموجب القرار 2720".
وبهذا الخصوص أكد ممثل الجزائر في كلمته بأنه لا غنى عن الطرق البرية لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وطالب بضرورة فتح المعابر دون تأخير ، مشيدا في نفس الوقت بجهود البحث عن طرق جديدة لإدخال هذه المساعدات.
كما جددت الجزائر على لسان نسيم قواوي التأكيد بأن ما يحدث في غزة ليس حربا بل " إبادة جماعية وتصرف همجي" من الكيان الصهيوني المتيقن أنه سيفلت من العقاب، وعلى ضوء هذا الاعتقاد بالإفلات من العقاب قال المتحدث بأنه " أن الأوان لمجلس الأمن أن يؤسس لبعثة تحقيق دولية لتقصي الحقائق وضمان المساءلة".
ونشير أنه بطلب من الجزائر وسلوفينيا عقد مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين جلسة مفتوحة ناقش فيها الأعضاء تطورات الأوضاع بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما تتواصل حرب الإبادة الصهيونية ضد سكان القطاع منذ أزيد من سبعة أشهر.
وفي نفس الوقت تواصل القضية الفلسطينية تحقيق العديد من الانتصارات والمكاسب السياسية والدبلوماسية سواء على الصعيد الشعبي عبر مختلف دول العالم حيث يزداد حجم التضامن معها، أو على صعيد الهيئات والمؤسسات الدولية كما حصل قبل يومين عندما طالبت الجنائية الدولية بإصدار مذكرات توقيف دولية ضد قادة من الاحتلال الصهيوني.
إ -ب