سجلت اليونيسف خلال شهر أكتوبر الماضي 64 اعتداء على المدارس في قطاع غزة، وذلك بنحو اعتداءين في اليوم، وخلفت هذه الاعتداءات التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 128 شهيدا أغلبهم من الأطفال وفق ما ذكره تقرير لليونيسف أمس، ودعت نفس المنظمة إلى ضرورة حماية الأطفال في غزة وإعمال حقهم في التعليم، وألا تكون المدارس على الخطوط الأمامية للحرب.
ومنذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع أكتوبر من السنة الماضية يركز جيش الاحتلال بشكل لافت على استهداف المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين، وذلك ضمن مخططه لتهجيرهم قسريا بعد فشله في تحقيق ذلك طوعيا، بحيث أن تمسك سكان غزة، خاصة الشمال بأرضهم و رفضهم قيام نكبة ثانية للفلسطينيين، دفع المحتل إلى استخدام وسائل خبيثة لا إنسانية لتحقيق التهجير القسري، وفي مقدمة ذلك قصف مراكز الإيواء والمدارس، والبنية التحتية وتحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة، خاصة بالشمال، حيث يراهن المحتل على تحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة.
وفي هذا الإطار يواصل المحتل حصار مناطق الشمال وتكثيف القصف وقتل المدنيين وتجويعهم، من أجل الوصول إلى هدفه بجعل منطقة الشمال منطقة خالية من السكان ويستفرد بعدها بالمقاومة التي تكبده يوميا مزيدا من الخسائر في الآليات والأرواح، في حين هذا المخطط لا يزال عصيا على الاحتلال الصهيوني مع الصمود الأسطوري للفلسطينيين بالشمال، وتمسكهم بأرضهم رغم الآلام والمآسي.
وتشير الإحصائيات إلى أن ما يزيد عن 100 ألف شخص لا يزالون في مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا البلد ومخيم جباليا.
لكن المحتل مع هذا الصمود القوي للفلسطينيين يضغط بشكل كبير من أجل الوصول إلى هدفه من خلال تشديد الحصار على هذه المناطق وتكثيف القصف، وارتكاب المزيد من المجازر ضمن سياسة التطهير العرقي لسكان هذه المناطق.
وأمام هذا الوضع المزري في شمال غزة، كان المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان دعا منذ يومين إلى الإعلان رسميا عن المجاعة في عموم قطاع غزة وخاصة في شمالها، وذلك في ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلي على استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين الفلسطينيين، لافتا إلى أن المحتل يمنع منذ أكثر من 50 يوما إدخال أي مساعدات أو بضائع لمئات آلاف السكان المحاصرين في الشمال، والذين يتعرضون حسب تقرير المرصد إلى إبادة جماعية للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري، وشدد المرصد الأورو متوسطي على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤوليات قانونية وأخلاقية لمنع انتشار المجاعة في قطاع غزة واتخاذ قرارات فورية، بما في ذلك الإعلان رسميا عن المجاعة الحاصلة في القطاع، باعتبار ذلك مدخلا لضمان توفير إمدادات للمساعدات المنقذة للحياة.
وفي الإطار ذاته دعت أمس كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة» سيخريد كاخ» إلى تدفق المساعدات إلى غزة، وأكدت على أهمية الدور الحيوي للأونروا، وشددت أثناء زيارتها إلى قطاع غزة على أهمية زيادة تدفق الإغاثة إلى القطاع.
وكانت المسؤولة الأممية قد زارت غزة منذ يومين وعاينت عددا من مدارس الأونروا التي تؤوي نازحين، كما وقفت على الظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون، وأشارت إلى أن بعض طلباتهم كانت بسيطة، ولكن تحقيقها صعب للغاية في هذا الوقت، وأكدت أن هذا الوضع يؤكد مرة أخرى الدور الحيوي الذي تقوم به الأونروا في توفير الكرامة والأمان والأمل للكثيرين في غزة.
وعلى صعيد تطورات الأوضاع الميدانية في غزة، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على المدنيين الأبرياء، وقام أمس بقصف أحد المنازل فوق رؤوس ساكنيه بالنصيرات، ما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص وعدد من الجرحى، كما قصف أمس جيش الاحتلال جناح الاستقبال في مستشفى كمال عدوان، ما خلف 4 مصابين، ويراهن الاحتلال بشكل كبير على تدمير ما تبقى من مستشفيات في شمال غزة، من خلال الاستهداف المباشر لها عشرات المرات. نورالدين ع