انتقل، أمس، المجاهد محمد العربي قحماز إلى جوار ربه، عن عمر ناهز 78 سنة بعد وعكة صحية ألزمته الفراش.
و يعد المجاهد محمد العربي قحماز طبيب المجاهدين إبان الثورة التحريرية المباركة و هو من الرعيل الأول الذين التحقوا بصفوفها، بدأ نشاطه الثوري في العمل السري بمسقط رأسه طولقة غرب بسكرة، عمل قبل التحاقه بصفوف المجاهدين في سنة 1957، على نقل الأدوية والمعدات الطبية رفقة مجموعة من مجاهدي المنطقة، كما عمل بعدها بمناطق الولاية السادسة التاريخية في مجال التمريض، إلى جانب عمله الثوري. و في سنة 1961، تم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الفرنسي و أدخل سجن مدينة سطيف بعد مشاركته في أحد المعارك التي شهدتها المنطقة التاريخية المذكورة، ليتم إطلاق سراحه في التاسع عشر من مارس سنة 1962 تاريخ وقف إطلاق النار.
حبه لمجال الصحة و إسعاف الآخرين، جعله يواصل العمل فيه حتى بعد الاستقلال إلى غاية إحالته على التقاعد. و كان المرحوم عضوا في المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين ببسكرة، يشهد له الجميع بحبه للوطن و إخلاصه لمبادئه و حضوره الدائم في جميع المحافل الوطنية، كان أحد أعيان مدينة طولقة و ما جاورها، ساهم في الكثير من المحطات التاريخية التي شهدتها المدينة، و عرف عنه طيبة و نبل أخلاقه الفاضلة و شهامته الكبيرة. حظي الفقيد أثناء حياته بالاحترام و التبجيل من قبل سكان ولاية بسكرة عامة، عرفانا لما قدمه من خدمات جليلة. و بوفاته، تكون قد فقدت قامة من قامات التضحية و النضال و حب الخير.
جثمان المجاهد وري الثرى، عصر أمس بمقبرة طولقة، بحضور جمع غفير من المشيعين، منهم أفراد عائلته و أصدقائه و مجاهدين و رفقاء الدرب، كما حضرت جنازته السلطات المحلية بالمدينة.
ع/بوسنة
