• الجزائر رمز للنضال والاحتلال سيزول لا محالة
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نهار أمس ، عن الأسيرة الفلسطينية عهد التميمي، بعد استنفادها عقوبة بالسجن على خلفية حادثة صفعها لجندي إسرائيلي بقرية النبي صالح بالضفة الغربية. و أعربت عهد في اتصال أجرته معها النصر ساعات بعد الإفراج عنها ، عن امتنانها الكبير للدعم الذي تلقته من الجزائريين خلال فترة الاعتقال التي دامت لثمانية اشهر.
و تم إطلاق سراح عهد التي تحولت إلى أيقونة للنضال الفلسطيني عبر العالم، رفقة والدتها، و ذلك وسط احتفالات عارمة امتدت إلى كافة الأراضي المحتلة، فيما ألهب نبأ الإفراج عنها مواقع التواصل الاجتماعي و تصدّر هاشتاغ “عهد التميمي” آلاف التغريدات حول العالم، و التي عبر أصحابها من مواطنين و شخصيات شهيرة عن سعادتهم بخروجها من السجن، بعد إدانات دولية واسعة لاعتقالها ، خاصة من طرف منظمة “أمنيستي”.
النصر استطاعت الحصول على تصريح مقتضب من طرف عهد عبر الهاتف، و ذلك من داخل منزلها بقرية النبي صالح، أين كانت تقوم بلقاءات صحفية مع عشرات الإعلاميين من مختلف دول العالم، حيث قالت المناضلة الفلسطينية ذات الـ 17 عاما، بصوت طفولي امتزجت فيه مشاعر البهجة بالقوة، إنها سعيدة بالإفراج عنها، لكن فرحتها لن تكتمل، مثلما أضافت، إلا بالإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية، لتعلق في ثقة “لا يوجد هناك احتلال يدوم و ان شاء الله ستحرر فلسطين”.
و ذكرت عهد التي لم تتردد في قطع لقاء متلفز كانت تقوم به مع إحدى القنوات، عندما علمت بأننا وسيلة إعلام جزائرية تريد التحدث إليها، أن الجزائر تبقى دائما رمزا للنضال و الصمود، و أضافت في هذا الخصوص “أحيي كل الجزائريين الذين دعموني خلال فترة الاعتقال و أتمنى أن يستمر هذا الدعم إلى غاية تحرير كل الأسرى و الانتصار على الاحتلال «.
و قد تحولت عهد التي تنتمي إلى عائلة معروفة بنضالها ضد الاحتلال بقرية النبي صالح الواقعة قرب رام الله، إلى بطلة في أعين الفلسطينيين، بعد أن ركلت جنديا إسرائيليا و صفعته بكل شجاعة في 15 ديسمبر الماضي، و ذلك خلال مواجهات بين شباب القرية و الجيش الإسرائيلي، أدت إلى تعرض ابن عمها لإصابة خطيرة على مستوى الوجه.
ووجهت لعهد 12 تهمة يتعلق جزء منها بمقطع الفيديو الشهير الذي وثق حادثة الصفع و تم بناء عليه اعتقالها مع ابنة عمها نور، حيث تصب معظمها في الاعتداء على الجيش و إعاقة عمله و إهانة الجنود، لتُحال أمام القضاء العسكري الإسرائيلي و يُحكم عليها بالسجن لثمانية أشهر.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية بعد لقائه مع عهد ووالدتها «إن نموذج المقاومة الشعبية السلمية الذي سطرته عهد وأهالي قرية النبي صالح وجميع القرى والمدن الفلسطينية، يثبت للعالم بأن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه ومتمسكا بثوابته، ومدافعا عنها مهما بلغ حجم التضحيات». ياسمين بوالجدري