استأنف في ساعة متأخرة من مساء أمس عمّال المركّب المنجمي للفوسفات ببئر العاتر بتبسة والبالغ عددهم أكثر من 1200 عاملا عملهم بعد 21 يوما من الإضراب ، حيث توقفت عملية الإنتاج نهائيا ، الأمر الذي كبّد خزينة الدّولة خسائر بالملايير،إذا علمنا أن خسائر اليوم الواحد تتجاوز 3 مليار سنتيم ، حيث يتم شحن زهاء 4 آلاف قنطار من الفوسفات يوميا باتجاه المنشآت المينائية بعنابة ، وحسب ما أكده بعض العمال فإن استئنافهم للعمل لم يأت تحت أي ضغوط ، إنما أملته روح المسؤولية والحرص على المحافظة على المركب المنجمي الذي يوفر آلاف المناصب لأبناء الولاية ، فضلا على إنهاء حالة القلق والتوتّر التي عاشها العمّال طيلة هذه الفترة رغم عدم التوصل لحلّ يرضيهم ، وكان عمال الفوسفات قد قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن العمل منذ 19 أفريل المنصرم ، وربطوا عودتهم إلى العمل بتلبية مطالبهم الـ 17 بكاملها و التي كانت محور اجتماع عقد بمقر مجمع “ سوميفوس “ بعنابة يوم 5 مارس الماضي ، بحضور لجنة المفاوضات ، بعرض دراسة المطالب المرفوعة إليهم من طرف عمال المركب والمتمثلة في زيادة بنسبة 40 بالمائة في الأجر القاعدي لجميع العمال ، وترسيم جميع العمال المتعاقدين ، ورفع جميع المنح ، فضلا على المطالبة بالزيادة في منحة المردودية الجماعية والفردية بنسبة 70 إلى 80 بالمائة ، ومنح العمال المتقاعدين 4 درجات بدلا من درجتين ، ناهيك عن زيادة في منحة المسؤولية ،ومصاريف المهمات ، مع ضرورة إعادة النظر في البنود المتعلقة بالاتفاقات الجماعية ، كما طالبوا برفع منحة الزوجة من ألفي دينار إلى 5 آلاف دينار جزائري ، مدير مركب الفوسفات بارك عودة العمال إلى نشاطهم ، وتفهمهم الوضع حفاظا على المركب من جهة ، ووفاء لتعهدات وعقود المؤسسة مع زبائنها في العديد من الدول ، واعدا إياهم بإيجاد الحلول لمختلف الانشغالات المطروحة في إطار الحوار الجاد الذي يخدم الجميع .
ع.نصيب