إنشــــاء 14 مجلسًــــا مهنيًا مشتركًا عــــلى المستـــــوى الوطنـــــــي
أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزقي، أمس، على ضرورة الحرص على تحسين الإنتاجية والتنويع في المنتجات الفلاحية، من أجل الرفع من العرض الفلاحي وتنشيط الصادرات، منوها بالجهود
الكبيرة التي تبذل حاليا من أجل الإبقاء على المكتسبات المحققة وتأمين الوفرة الوطنية للمنتج الفلاحي والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن. أوضح الوزير، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني لشعبة الدواجن، أن الأمن الغذائي، يعدّ من بين أهم مرتكزات السيادة الوطنية، و أحد الأهداف الاستراتيجية للسياسة التنموية لقطاع الفلاحة، التي تم تنفيذها منذ عام 2000، وأضاف في هذا الصدد قائلا: إن السياسة التي ننتهجها، والتي ترمي في الأساس إلى تلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة لمواطنينا، تستوجب قبل كل شيء الرفع من العرض الفلاحي الوطني بشكل محسوس، وهي نتيجة لا يمكن بلوغها إلا عبر عصرنة وتعزيز المنظومة الإنتاجية الفلاحية برمتها، موضحا في نفس السياق، أن المقاربة التنموية المعتمدة ترتكز خاصة على الرفع من القدرات الإنتاجية من خلال استحداث مساحات مستصلحة جديدة، من جهة والتوسيع من المساحات المسقية والاقتصاد في استعمال المياه، من جهة أخرى، مع الحرص على تحسين الإنتاجية والتنويع في المنتجات الفلاحية من أجل الرفع من العرض الفلاحي وتنشيط الصادرات، إضافة إلى تعزيز قدرات التحويل والحفظ والتخزين المبرد، من أجل ضمان أفضل الآليات لضبط المنتجات والتحكم في تقلبات الأسعار على حد تعبيره.
كما أبرز أيضا الجهود المبذولة لإعادة هيكلة جميع الشُّعب الاستراتيجية كالحبوب، والحليب والحبوب الجافة والبطاطا واللحوم الحمراء والبيضاء، مع إعادة توجيه الدور المنوط للمجالس المهنية المشتركة في هذا الخصوص، مشيرا إلى أن الأسواق تمول اليوم بشكل وفير ومستمر بالمنتجات الفلاحية والغذائية القاعدية، بل هناك فوائض في بعض الشُّعب -كما قال- مما يسمح للمنتوج الجزائري بالتواجد المتزايد في عدد من الأسواق العالمية.
ولفت الوزير إلى إعادة الاعتبار للتنظيمات المهنية والمهنية المشتركة وإدماجها في مسار اتخاذ القرار، وكشف في هذا الصدد عن إنشاء أربعة عشر مجلسًا مهنيًا مشتركًا على المستوى الوطني، و نوه بتأسيس المجلس المهني المشترك لشعبة الدواجن.
كما ذكر الوزير، بالتطورات التي عرفتها شعبة الدواجن، والتي تمثل وزنا اجتماعيا واقتصاديا لا يستهان به، مبرزا أن هذا التطور ما كان ليتحقق لولا البرامج التنموية التي وضعت حيز التنفيذ، في إطار المخطط الوطني للتنمية الفلاحية، والتي خصت بشكل أساسي تنمية الإنتاج وتحسين الإنتاجية فيما يتعلق بالتربية الحيوانية من خلال اقتناء القطعان وعتاد وتجهيزات التربية، ترقية المنتجات من خلال إنشاء ورشات للذبح والتقطيع، ضبط سوق اللحوم البيضاء عبر منظومة ضبط المنتجات الفلاحية واسعة الاستهلاك، تسويق المنتجات عبر شبكة نظامية تضمن للرقابة الصحية وحماية المستهلك، كما اتخذت السلطات العمومية -كما أضاف- عددًا آخر من الترتيبات ذات الطابع الجبائي من أجل تشجيع وحماية المنتوج الوطني، لاسيما مدخلات شعبة الدواجن، مؤكدا في هذا الصدد أن النتائج المحصل عليها خلال السنوات الأخيرة ناجعة، ومن الضروري الحرص على استدامتها وتعزيزها وعصرنتها.
وبلغة الأرقام أوضح الوزير، أن إنتاج اللحوم البيضاء، الذي يغلب عليه القطاع الخاص بنسبة 90 بالمئة، وبثروة حيوانية تناهز 240 مليون وحدة من الدجاج اللاَحم والديك الرومي، قد بلغ، في سنة 2017، 5.3 مليون قنطار من اللحوم البيضاء، مقابل 2.092 مليون قنطار سنة 2009؛ أي بمعدل نمو 153 بالمئة ، كما عرف أيضا إنتاج بيض الاستهلاك نموا معتبرا منتقلا، في نفس الفترة، من 3.8 مليار وحدة إلى 6.6 مليار وحدة، أي بمعدل نمو 76.3 بالمئة، مضيفا أن انتاج اللحوم البيضاء يتم على مستوى 1322 بلدية عبر كامل الولايات تقريبا، كما أشار إلى ارتفاع القيمة الإنتاجية لشعبة الدواجن، سنة 2017، إلى 155.5 مليار د.ج، في حين كانت لا تتعدى 54.8 مليار د.ج سنة 2009؛ أي بمعدل نمو 184 بالمئة، وأوضح في السياق ذاته، أن القيمة الإنتاجية لهذه الشعبة تمثل 5 بالمئة من إجمالي قيمة الإنتاج الفلاحي لسنة 2017 ، كما توفر هذه الشعبة أزيد من 500000 منصب شغل، يضاف إليها تعداد المؤسسات الناشطة في فروع التثمين والتحويل ، مضيفا في نفس الصدد أن شعبة الدواجن، سجلت خلال السنوات العشر الأخيرة، معدل نسبة نمو 10.3 بالمئة بالنسبة للحوم البيضاء و6.2 بالمئة بالنسبة لبيض الاستهلاك، مؤكدا أن الجزائر قد توقفت عن استيراد اللحوم البيضاء منذ بدء العمل بترتيبات المخطط الوطني للتنمية الفلاحية سنة 2000.
ولفت بوعزقي في نفس الإطار، إلى أن الجزائر تصدر بعض المنتجات كبيض الاستهلاك، وأرجل الدجاج ومستحضرات اللحوم البيضاء، إلى عدد من الدول كقطر والصين والفيتنام، أما بخصوص الواردات، لاسيما تلك المتعلقة بالمدخلات، فإن الشعبة سجلت انخفاضا في الفترة بين 2013 و2017، كما عرف استيراد المدخلات البيولوجية لشعبة الدواجن انخفاضا محسوسا كذلك، في الفترة ذاتها. من جهته أكد الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي، في تدخله، أن الاتحاد لن يطالب مرة أخرى بمسح الديون عن الفلاحين، مبرزا أن رئيس الجمهورية أعطى دفعا وقيمة للقطاع الفلاحي . من جانبه، أوضح رئيس المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الدواجن، قالي المؤمن، أن هدف المجلس هو تسطير خطة طريق لشعبة الدواجن في الجزائر و توفير اللحوم البيضاء للمواطن الجزائري وبأسعار معقولة، والعمل على مساندة المربين والمنتجين، مشيرا إلى تأثير الأمراض على شعبة الدواجن في الجزائر، مما أدى الى نفوق عدد كبير منها، ودعا في هذا الصدد إلى توفير لقاح لدى البياطرة، كما طالب بمرافقة المربين والمنتجين، خاصة فيما يخص الضريبة على القيمة المضافة التي تطبق على بعض المواد في حين أنها لا تطبق على مواد أخرى، -كما أضاف- داعيا إلى تطبيقها على كل المواد أو عدم تطبيقها بصفة كلية، لكي لا يكون هناك تذبذبا أو اضطرابا في الأسعار، حسبه.
وللإشارة، فقد كرم المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الدواجن بالمناسبة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
مراد- ح