تحضر الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلكين لإطلاق حملة تحسيسية واسعة للتحذير من مخاطر اقتناء أجهزة التدفئة المغشوشة بالاشتراك مع وزارة التجارة والحماية المدنية، إلى جانب التنسيق مع منتجين جزائريين للترويج للمنتوج المحلي نظرا لجودته العالية، في وقت أكد ممثل الجمعية الوطنية للتجار بأن 30 بالمائة من أجهزة التدفئة والتسخين الموجودة في السوق إما مغشوشة أو تتضمن قطعا غير آمنة.
تقوم الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلكين مع بداية كل فصل شتاء بتنظيم حملة تحسيسية واسعة للتوعية بمخاطر الاقتناء العشوائي لأجهزة التدفئة، وما يترتب عنه من نتائج وخيمة، وسيتم هذه السنة التنسيق مع عدة شركاء لتوسيع مجال الحملة التحسيسية، من ضمنهم وزارة التجارة والحماية المدنية فضلا عن منتجين وطنيين مختصين في الأجهزة الكهرمنزلية، لشرح مخاطر اقتناء جهاز تدفئة غير معروف المصدر أو العلامة، ولا يطابق معايير السلامة الصحية، والانجذاب وراء الأسعار المتدنية دون مراعاة النوعية، وبحسب رئيس الفيدرالية مصطفى زبدي فإن التقشف الذي قد تلجأ إليه كثير من الأسر للتحكم في النفقات وترشيدها، لا ينبغي أن يكون على حساب صحة الأفراد وحياتهم، نظرا لما يمكن أن ينجم عن ذلك من نتائج وخيمة، مذكرا بأن أجهزة التدفئة أسفرت السنة الماضية عن عدة وفيات واختناق العشرات بغاز أحادي أكسيد الكربون.
وتنصح فيدرالية حماية المستهلكين بالإقبال على أجهزة التدفئة والتسخين المصنعة محليا نظرا لمطابقتها لمعايير السلامة، واحتوائها على صمامات الأمان، فضلا عن خضوعها للرقابة من طرف الجهات المختصة قبل إنزالها إلى السوق، إلى جانب نوعيتها الجيدة التي تضاهي ما هو مستورد من الخارج، كما ينصح ذات التنظيم إلى التوجه نحو نقاط البيع المعتمدة أو النظامية وتجنب السوق الموازية التي لا تخضع إلى الرقابة التي تفرضها وزارة التجارة على التجار النظاميين أو الشرعيين، إلى جانب الحرص على استلام الفاتورة من التاجر للتأكد من مصدر ونوعية المنتوج، ورفع شكوى لدى الجهات المختصة في حال اكتشاف أي خلل في المنتوج، أو تلاعب من قبل الجهة المستوردة أو المصنعة.
وسجلت السنة الماضية أثقل حصيلة من حيث ارتفاع عدد ضحايا الغاز المنبعث من أجهزة التدفئة والتسخين، حيث بلغ عدد الضحايا 94 شخصا، لذلك تحرص فيدرالية حماية المستهلكين على تكثيف عملها الميداني، بالاتصال مع منتجين مختصين في تصنيع أجهزة التدفئة والتسخين، وكذا توزيع مطويات على مستوى المؤسسات التعليمية لتوضيح مخاطر الاستعمال غير العقلاني لهذه الأجهزة، وعدم احترام شروط التهوية، إلى جانب إعداد ومضات إشهارية وبثها عبر مختلف القنوات التلفزيونية والإذاعية تتضمن نفس الموضوع، قصد الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد، للتوعية بكيفية تركيب هذه الأجهزة وصيانتها، مع ضرورة الاعتماد على مختصين في المجال وعدم المغامرة بتشغيلها بطريقة غير صحيحة.
وما يعطل العمل التنسيقي مع المنتجين المحليين وفق تأكيد مصطفى زبدي، هو الخشية من تحول هذا العمل إلى نشاط ترويجي لفائدة علامة معينة، لذلك يتم حاليا البحث عن صيغة ملائمة للتعاون دون تفضيل منتج على آخر، أو التشجيع على اقتناء علامة معينة دون سواها، ليكون الغرض من الحملة الميدانية حماية المستهلكين بالدرجة الأولى، والحفاظ على أرواح الأشخاص، والتنبيه إلى مكامن الخطورة في استعمال أجهزة التدفئة المغشوشة، وكذا عدم ترك منافذ للتهوية، أو إصلاح الأعطاب التي قد تكون سببا في تسرب الغازات السامة.
ومن جهتها تنصح الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين باقتناء الأجهزة المنزلية من المحلات القانونية وتجنب النقاط الموازية، مع ضرورة أن يحرص الزبون على استلام وثيقة الضمان، فضلا عن تجنب تركيب أجهزة التسخين أو التدفئة دون الاستعانة بمختصين، وفي هذا الصدد دعا رئيس الجمعية حاج طاهر بولنوار الراغبين في اقتناء هذه الأجهزة إلى التنسيق مع الجمعية عبر الولايات قصد مساعدتهم على الاتصال بمختصين في الصيانة لتركيبها، كاشفا بان حوالي 30 بالمائة من هذه الأجهزة إما مغشوشة أو تتضمن قطعا غير آمنة، لا سيما وأن نسبة هامة منها يتم استيرادها من الخارج.
لطيفة/ب