نسبة الجامعيين مسيّري المؤسسات لا تتجاوز 18 بالمئة في الجزائر
أكَّدت مسؤولة مكتب العلاقات بين الجامعة والمؤسسة بجامعة الإخوة منتوري 1، بقسنطينة، إحصاء نسبة 18 بالمئة من خرِّيجي الجامعات الجزائرية، فقط، باتوا مسيرين لشركات ومؤسسات اقتصادية العام 2016، ويتربَّع أصحاب شهادات التكوين المهني على رأس هرم مجال المؤسساتية والمقاولاتية ببلادنا بنسبة 66 بالمئة.
وقالت المتحدثة باسم المكتب، نورة منصوري، أمس، خلال فعاليات الندوة الدولية الأولى «التكوين الجامعي في المناخ الاجتماعي ــ الاقتصادي: التحديات والرهانات» بتسجيل الجزائر لارتفاع ملحوظ بخصوص إقبال الشباب خريجي الجامعة على دخول غمار إنشاء مؤسسات وشركات ومقاولات، رغم أنَّ النسبة تبقى ضعيفة مقارنة باحتياجات سوق العمل، ضمن تراتبية ثلاثية أساسها المقاولاتية والشغل وخلق الثروة، فيما يقدَّر متوسط عمر الشباب المقبل على هذا النوع من الاستثمارات 35 عاما، بنسبة 96 بالمئة، ما يعني مستقبلا واعدا لتحسين مناخ العمل والاستثمار بالجزائر على يد الجامعيّين.
واعتبرت نورة منصوري جامعة الإخوة منتوري 1، بقسنطينة، رائدة في مجال مرافقة خريجي الجامعات لفتح مؤسساتهم الخاصة، وتكوينهم على التسيير، والمرافقة، بمعدّل 45 مشروعا، في اليوم، عام 2016، حيث يتلقون تكوينا بيداغوجيا عبر مؤسسة الجامعة، من جهة، وبمساعدة بقية الشركاء على غرار «أونساج» والبنوك، وقلّصت فترة تلقي التكوين إلى 4 أسابيع، فقط، مؤخرا.نائب مدير ضمان الجودة والتقييم بالمديرية العامة للتعليم العالي، كهينة جيار، أشارت في مداخلتها بالندوة الدولية إلى تبني الدولة لسياسة مغايرة في الوقت الراهن، فيما يخصُّ التعليم العالي، عبر مراقبة مدى تطابق التخصصات المدروسة مع احتياجات سوق الشغل، وخاصة المتطلبات الجذابة محليّا وقاريًّا، وانطلاق عملية توجيه المتمدرسين منذ الطور الثانوي، داعية مختلف القطاعات الشريكة بشكل فعَّال في هذا الموضوع إلى تحديد مقاربة لتحسين مستوى المتخرجين، ونوعية التكوين، وخلق المزيد من مناصب الشغل، وتطوير الاتصال بين البيداغوجيين والصناعيين. واستعرض كلاوديو روف إسكوبار تجربة بلاده الشيلي في تحسين تكوين الجامعيين، ومطابقة التخصصات المطروحة في التدرج مع متطلبات 17 مليون شيلي بسوق العمل، بينهم مليون أجنبي، مؤكدا وجود متوسط يقارب شركة لكل 17 مواطنا، وطرح فكرة تكوين العامل مدى الحياة، ضمن ما سمَّاه «التكوين الأكاديمي في مواجهة الثورة الصناعيَّة الـرابعة»، بالتعاون بين القطاع المنتج، قطاع الحكومة والمؤسسات التربوية. دينا وفاء الأستاذة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بمصر، وصفت تجربة بلادها في التكوين الجامعي والشغل بالواعدة عالميا، مرجعة الأمر للاستقرار المسجَّل منذ عهد عبدالناصر، حيث يعمل حاليا 5,7 مليون مصري بالقطاع العام، حسبها، لكنَّ النقد الضمني للمختصة جاء بخصوص عمليات الترقية في المؤسسات والشركات، والتي تتمُّ على أساس الأقدميّة وليس الإنتاجية والإبداع، ما بات يثقل كاهل خزينة مصر.
وتناول الدكتور العراقي وهاب فهد يوسف الياسري مسألة أهمية ضمان جودة التعليم العالي لتكوين إطارات عاملة، مستقبلا، مستعرضا جامعة الكوفة أنموذجا.يذكر أنَّ الندوة الدولية الأولى «التكوين الجامعي في المناخ الاجتماعي ــ الاقتصادي: التحديات والرِّهانات»، بجامعة منتوري 3، بقسنطينة، بكلية تسيير التقنيات الحضرية، تدوم يومين، بمشاركة مختصين وبيداغوجيين من مختلف دول العالم.
فاتح خرفوشي