بن حمودة اعتبر الجزائر فوق الولاءات
قدَّم الأمين الولائي لنقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بقسنطينة، زهير بن ساحة، شهادات عن رمز النضال النقابي، الشهيد عبدالحق بن حمودة، في الذكرى 22 لاغتياله، ملحًّا على كلمة واحدة كان يردِّدها الرمز الراحل "الجزائر قبل الاتحاد".
واعتبر زهير بن ساحة شهيد النضال النقابي في الولاية، والجزائر ككلّ، رمزا يجب الاقتداء به في قسنطينة، وكل البلاد، واستعادة بريق العمل النِّضالي بدءا من عاصمة الشرق، نظرا للأهمية التي كان يوليها له عبدالحق بن حمودة، وللعمَّال، تحديدا، في بناء الاقتصاد الوطني والمساهمة الفعَّالة في النهوض بالقاعدة المنتجة، ومساعدة العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والتربوي، وشتىَّ القطاعات الأخرى، حيث كان يعتبر نفسه "ابن القاعدة العمالية النضالية ومنها"، ولم يتعامل يوما مع العمال من باب المسؤولية.
وقال الأمين الولائي لنقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أنَّ عبدالحق بن حمودة سعى جاهدا خلال مسيرته النضالية لجعل العامل الجزائري البسيط المنضوي تحت راية الاتحاد فاعلا مهمًّا في معادلة التنمية المستدامة، وجعل النقابة، أيضا، صوتا قويا لديه صداه على مستوى الحكومة والإدارات، وهو ما يتمُّ السعي حاليا لاستعادة بريقه في قسنطينة.
وأبدى بعض المتدخلين خلال الندوة التي عقدها الاتحاد بمناسبة الذكرى الـ22 لاستشهاد رمز العمل النقابي بالجزائر، تأثرا واضحا من خلال تعاملهم المباشر أو الاستماع لشهادات من عايشوا الرجل، لأنه كان "رجلا محترما، لم تبدّد الصرامة علامات البساطة والتواضع لديه، لقد كان ندًّا قويا وكلمة مسموعة تختصر صرخات حناجر العمال الكادحين، واعتبر الجزائر دوما فوق كل اعتبار، وفوق كل النقاشات والحسابات والولاءات".
كما ذهب أحد النقابيين الذي ألقى كلمة بالمناسبة، إلى اعتبار صورته القابعة في الجهة الخلفية للقاعة الرئيسية لدار النقابة الحاملة لإسمه، بقسنطينة، روحا تحرس النقابيين، وتجعل المسؤولين المعتلين للمنصة متسلحين بالمباديء والقوة والشجاعة لقول الحقيقة والدفاع عن قوت الكادحين، وتحسين أطر العمل والمستوى المعيشي للطبقة الحاملة لآمال وآلام الجزائر، مفتخرا بكون والده النقابي قد زامل عبدالحق بن حمودة وفي صفوف النضال.
وضرب الأمين الولائي أمثلة عديدة للنقابيين الحاضرين من مختلف القطاعات، بمباديء وقناعات الرجل الشهيد، وهي محاولة العمل يدا واحدة ضمن المصلحة العامة، بدل اللهث وراء المناصب، ومحاباة المصلحة الذاتية، حيث كان عبدالحق بن حمودة، مترفعا عن المطامع الذاتية ومنصهرا كلية في الروح الوطنية ومقتضيات الساحة، آنذاك، وهي دفع عجلة التنمية والنهوض بالجزائر، لدرجة اعتباره "الجزائر فوق كل اعتبار، وحتى قبل الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وفوق كل الولاءات". فاتح/ خ