الجمعة 29 نوفمبر 2024 الموافق لـ 27 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

بسبب ندرة المتبرعين


المستشفيــات الجـزائريــة تكتفـــي بزراعــة ثلاثـــة أعضـــاء
أكد رئيس نقابة مستخدمي الصحة العمومية إلياس مرابط أن زراعة الأعضاء في الجزائر ما تزال تقتصر على زراعة الكبد والكلى والقرنية، بسبب انحصار ثقافة التبرع بالأعضاء كعمل إنساني يهدف إلى إنقاذ حياة الغير، مقترحا استحداث بنك للأعضاء المتبرع بها، وتكوين فرق طبية مختصة استعدادا لولوج مرحلة زراعة الأعضاء.
وقال إلياس مرابط للنصر إن أغلب عمليات زرع الأعضاء  في الجزائر تتمثل في زراعة الكلى والكبد والقرنية التي يتم استيرادها من الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق معهد باستور، في حين يتم الاستعانة بأقرباء المريض في زراعة أجزاء من الكبد أو الكليتين، نظرا لعدم تجاوب الأفراد مع ثقافة التبرع بأعضاء الميت من أجل إنقاذ حياة الآخرين، خاصة المصابين في حوادث الطرقات والعمل، وهي عبارة عن حالات مستعجلة تصل يوميا المصالح الاستشفائية، ليكون مآل معظمها الوفاة بسبب تلف الأعضاء الحيوية نتيجة شدة الحادث، مقابل انعدام أعضاء بديلة لزراعتها في جسم المصاب ومنحه فرصة للنجاة.
واقترح ممثل نقابة ممارسي الصحة العمومية إشراك الأطباء في التحسيس بأهمية التبرع بالأعضاء، مع إقحام المجتمع المدني لتحقيق هذا الهدف، على غرار الجمعيات الرياضية والنسوية لإقناع الأفراد بأهمية التبرع بالأعضاء، وبعدم تنافي هذا السلوك مع الشريعة الإسلامية، كما دعا المتحدث وزارة الصحة لاستحداث بنك خاص بالأعضاء، يتم اللجوء إليه عند الضرورة أو الحالات المستعجلة، على أن يكون تابعا للمؤسسات الاستشفائية العمومية، قصد طمأنة المتبرعين بشأن الإجراءات الصارمة التي تنظم العملية، وتمنع المتاجرة بأعضاء المتبرعين، مؤكدا بأن النجاح في تحقيق هذا المشروع سيساعد على إنقاذ حياة العشرات من الاشخاص، ويبعث الأمل من جديد في نفوس المرضى الذين ينتظرون دورهم للاستفادة من زراعة الأعضاء، على غرار المصابين بالقصور الكلوي وأمراض القلب وقصر النظر والقلب وغيرها من الحالات المستعصية.
وبحسب المصدر فإن زراعة الأعضاء هي عملية جد معقدة تتطلب توفير إمكانات ووسائل تقنية جد متطورة على مستوى قاعات الجراحة المخصصة لهذا الغرض، فضلا عن تكوين فرق طبية متكاملة، وتضم جراحين وأخصائيين وممرضين، وكذا إنشاء مخابر يمكنها إجراء تحاليل على الأعضاء المتبرع بها، لمعرفة مدى مواءمتها مع جسم المريض، خاصة فيما يتعلق بالمواصفات الجينية، فضلا عن تسهيل عمليات نقل الأعضاء من مصلحة استشفائية إلى مصلحة أخرى، عن طريق تخصيص طائرات عمودية أو مروحيات لقطع المسافات الطويلة، نظرا لاستحالة نقلها عبر الطرقات لأن ذلك يستغرق عدة ساعات ويؤدي إلى تلف الأعضاء البشرية المتبرع بها، مع ضرورة التكفل بالمتبرعين الأحياء الذين يأتون من مناطق بعيدة، عن طريق ضمان مصاريف النقل، على اعتبار أن التبرع بالعضو البشري لا يتم فقط من الميت إلى الحي.
ويعتقد إلياس مرابط بأن إشراك الأئمة في التحسيس بأهمية التبرع بالأعضاء لا يكفي وحده للتحضير لمرحلة زراعة الأعضاء في غضون السنوات المقبلة، مقترحا على وزارة الصحة توفير الأطر البشرية والمادية الكافية، بالموازاة مع إطلاق الحملات التوعوية والتحسيسية، مذكرا بالحملة التي أطلقتها وزارة الصحة في بداية الألفية لكنها لم تستمر بسبب عدم انخراط المجتمع المدني لإنجاحها، مبديا استعداد تنظيمه للمساهمة في هذا المسعى إلى جانب النقابات الممثلة قطاع الصحة.
علما ان الجزائر استوردت خلال سنة 2015 حوالي 2000 قرنية للتكفل بالمصابين بأمراض العيون، الذين يفوق عددهم المائة ألف، وأن محدودية العدد أدى إلى تجميد زراعة القرنيات، قبل أن يقوم معهد باستور باستيراد بعضها من الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب عدم تقبل غالبية الجزائريين فكرة التبرع بأعضاء الميت، رغم أن ذلك لا يتنافى مع الشرع، وهو ما أكده الأئمة ورجال الدين.                      لطيفة بلحاج

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com