قضى رئيس جلسة جنايات مجلس قضاء قسنطينة، أمس، بالسجن لـ 10 سنوات نافذة، في حقّ أحد أمراء الإرهاب بكتيبة عنابة المكنى «أبو سليمان»، عن جناية التسيير لجماعة إرهابية لبث الرعب والتخريب، والقتل العمدي، وحمل سلاح وذخيرة حربية دون رخصة من السلطة المؤهلة، المعني التحق بالجماعات الإرهابية عام 1995 وعمره 16 عاما فقط.
حسب ما دار بالجلسة، فإنَّ مصالح الأمن العسكري وردتها معلومات خلال العام 2012، عن تواجد إرهابي خطير بضواحي مدينة شطايبي، ليتمَّ وضع خطة ميدانية والقبض عليه، مع تفتيش منزله العائلي، حيث عُثر على سلاح من نوع «كلاشنيكوف» بداخله، إضافة لذخيرة سلاح حربي آخر دون رخصة، وأقتيد إلى التحقيق ، حيث صرح «س. ع. ا» أنَّه التحق بالجماعات الإرهابية عام 1995، ضمن كتيبة عنابة، والناشطة على محور عنابة والطارف وصولا إلى الحدود مع جيجل، لكنَّه انفصل عن الجماعة، على حدِّ تعبيره، وانتقل إلى تبسة، ثمَّ عاد إلى عنابة وأسس مع مجموعة محدودة كتيبة كان أميرا عليها.
ووجِّهت للأمير الإرهابي السابق «أبو سليمان» تهمٌ بالمشاركة في عدَّة عمليات ضد مصالح الجيش وأفراد الدفاع الذاتي والحرس البلدي، على مستوى ولايات عنابة والطارف وسكيكدة وجيجل، وقتل خمسة ضحايا من بينهم عسكري وعنصر دفاع ذاتي وحرس بلدي، ونصب كمين لعناصر الجيش في 1997، والدرك بشطايبي في العام 2000، وعدَّة عمليات بالمنطقة.
«س. ع. ا» حاول الدِّفاع عن نفسه ونفى مشاركته في الاغتيالات، رغم إمضائه على محضر سماع لأقواله، معتبرا ذلك أمام قاضي محكمة الجنايات، أمس، مجرَّد اتهامات وُجهت له من طرف عناصر الأمن العسكري «دياراس»، وأشار لالتحاقه بالجبل لممارسة ما وصفه بالجهاد، وليس لقتل الأبرياء والأطفال والنساء، ولم يكن مسلحا، سوى لما انتقل إلى مدينة تبسة، حيث منح له رشاش «كلاشنيكوف»، وذخيرة حيّة، كما أنَّه انشق عن تنظيم «الجيا» الدموي بقيادة حسان حطاب وميغاتلة، هو وعدد كبير من الملتحقين بالجبل، نظرا «لنهجهم غير السليم» على حدِّ تعبيره.
ووُجه الاتهام لـ «أبو سليمان» المدعوم وقتها من أمير منطقة عنابة «يوسف العنابي»، بالمشاركة في عملية قتل أربعة روس سنوات التسعينات، والهجوم على مؤسستين عموميتين بعنابة، وهو ما نفاه، مؤكدّا تسليم نفسه بعد تنسيق مع شقيقه الذي بات على علاقة مع عناصر الأمن، ومعه، بدليل عدم حمله سلاحا فرديا، والعثور على «الكلاشنيكوف» مفكَّكا بمنزل عائلته، إضافة للحكم عليه مرات عديدة بالإعدام في قضايا لا تخصه، متسائلا عن كيفية تواجده في هجومات متفرقة في في نفس الوقت.
ممثل النيابة العامة اعتبر التهم ثابتة في حق «س. ع. ا»، بدليل اعترافه بإمارة مجموعة مسلحة في عنابة، قبيل القبض عليه، والتمس عقوبة الإعدام في حقه، فيما التمس دفاع المتهم المعين من طرف المحكمة البراءة وإفادته احتياطيا بأقصى ظروف التخفيف نظرا لالتحاقه بالجماعات الإرهابية وهو تحت السن القانونية للمسؤولية، وراجع نفسه في الجبل، وانفصل عن الجماعات الدموية، ويتواجد في مرحلة متقدمة بمرض السرطان.
فاتح/ خ