* الآلاف من التونسيين وقادة دول يودعون قايد السبسي إلى مثواه الأخير
اعتبر رئيس الدولة،عبد القادر بن صالح، أمس بالعاصمة تونس رحيل الرئيس الباجي قايد السبسي خسارة لتونس وللجزائر وللأمة العربية ولكافة محبي السلام في العالم، وقد ووري جثمان السبسي أمس الثرى بالعاصمة تونس بحضور العديد من رؤساء الدول فضلا عن عشرات الآلاف من التونسيين الذين ودعوا رئيسهم إلى مثواه الأخير.
شارك رئيس الدولة،عبد القادر بن صالح، أمس بالعاصمة تونس في مراسم تشييع الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي إلى مثواه الأخير، بعد أن وافته المنية يوم الخميس الماضي عن عمر ناهز 92 سنة.
وقال بن صالح في كلمة تأبينية له خلال المراسم أن رحيل السبسي " ليست خسارة لعائلته ولتونس فحسب بل للجزائر و العرب ولكافة محبي السلام في العالم".
وذكر رئيس الدولة بمواقف الفقيد تجاه الجزائر حيث ناصر القضية الجزائرية قائلا "لقد عرفناه في أيام المحنة وكان إلى جانبنا ووقف معنا, دعمنا وناصر قضيتنا، كما عرفناه بعد الاستقلال وكان دائما من بين الذين هندسوا وعملوا من أجل تثمين العلاقات بين بلدينا".
كما أشاد بن صالح بمواقف الفقيد في الدفاع «عن الحق عن العدالة» و عمله على بناء وطنه والدفاع عنه», معربا عن أمله أن يتجاوز الشعب التونسي هذا «الامتحان خاصة في ظل هذا الظرف الدقيق الذي تعرفه تونس الشقيقة»، وقدم بالمناسبة التعازي للشعب التونسي باسم الجزائر حكومة وشعبا.
وكان رئيس الدولة قد وصل إلى العاصمة تونس صباحا، رفقة وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم، للمشاركة في مراسيم الجنازة، وكان في استقباله لدى نزوله في مطار تونس قرطاج الدولي في قاعة الشرف كل من رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد, وكاتب الدولة للشؤون الخارجية صبري باش طبجي ووالي تونس العاصمة الشاذلي بوعلاق، وكذا سفير الجزائر بتونس عبد القادر حجار.
جنازة مهيبة لقائد متمرس
وقد وورثي جثمان الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي الثرى أمس بمقبرة الجلاز بمدينة تونس في جو مهيب بمشاركة العديد من رؤساء الدول و الآلاف من المواطنين التونسيين.
وحظي الرئيس الراحل بجنازة رسمية وشعبية كبيرة بالنظر لتاريخه ومساره السياسي الطويل وجهوده في خدمة بلده تونس، وقد حضر مراسم الجنازة علاوة على رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، العديد من قادة الدول على غرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك اسبانيا، والرئيس البرتغالي، والعديد من ممثلي الدول و الحكومات و ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في تونس وشخصيات رسمية وشعبية تونسية من مختلف الأطياف.
وقد انطلق الموكب الجنائزي من قصر قرطاج باتجاه مسجد مالك ابن أنس لتأدية صلاة الجنازة، ثم شق الموكب وسط العاصمة تونس عبر العديد من الشوارع، قبل أن يعرج إلى شارع المنصف باي ويحط الرحال بمقبرة الجلاز حيث مثواه الأخير.
وألقى الرئيس التونسي المؤقت، محمد الناصر، كلمة تأبين، خاطب فيها السبسي مباشرة، معددا مآثره، ودوره مع الرئيس التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة، وقال الناصر إن الفقيد تحمل مسؤوليات كبيرة في الدولة، وترك فيها بصمات لا تمحى، مشيرا إلى توليه وزارة الداخلية والخارجية ورئاسة مجلس النواب خلال فترات سياسية سابقة.
وأبرز الناصر دور السبسي عقب توليه الحكم بعد الثورة في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية، مشيدا بنجاحه في تأمين الانتقال الديمقراطي واستقرار البلاد، ووصفه بـ «مهندس الوفاق الوطني».
كما ألقى كلا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الفرنسي كلمة تأبينية في حق الراحل الباجي قايد السبسي، وبعدها تمت عملية الدفن بمقبرة الجلاز بالعاصمة تونس.
وكان الآلاف من التونسيين قد اصطفوا منذ الصباح بمختلف الشوارع الرئيسة بالعاصمة تونس حيث يمر الموكب الجنائزي لإلقاء الوداع الأخير على رئيسهم.
وتوفي السبسي البالغ من العمر 92 عاما الخميس الماضي بعد نوبة مرض نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري بالعاصمة تونس، وكان مئات التونسيين قد احتشدوا خارج المستشفى العسكري أمس الجمعة، أثناء نقل جثمان السبسي إلى القصر الرئاسي في ضاحية قرطاج.
ولعب السبسي دورا لافتا في تونس بعد انتفاضة عام 2011، التي أطلقت شرارة ما عرف فيما بعد بـ»الربيع العربي»، إذ تولى منصب الرئاسة إثر فوزه في انتخابات مهمة في تاريخ البلاد.
وكان الباجي قايد السبسي المعروف بنزعته الليبرالية تولى الرئاسة في تونس، في ديسمبر عام 2014، بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية، جرت بعد الإطاحة بحكم زين العابدين بن علي عام 2011، حيث تغلب حينها على منافسه المعارض لحكم بن علي لفترة طويلة، منصف المرزوقي، في انتخابات شهدت تنافسا ديمقراطيا كبيرا بين مختلف المترشحين وتياراتهم السياسية.
إ -ب