طالبت مصالح مديرية الغابات بتزويدها بطائرات دون طيار لتعزيز الحراسة على الغابات ووضع حد للحرائق المتعمدة، ومواجهة نقص وسائل إخماد النيران وكذا العجز في عدد الأعوان، لا سيما بعد ارتفاع عدد الحرائق المسجلة يوميا إلى 38 حريقا.
أكد رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات رشيد بن عبد الله «للنصر» أن تدعيم الحراسة هو الحل الأنجع لمواجهة الحرائق المتعمدة التي أتلفت مساحات معتبرة من الغابات والأدغال، مناشدا السلطات بتزويد مصالح مديرية الغابات بطائرات دون طيار لتوسيع مجال الحراسة ليشمل كافة المساحات الغابية، بما يمكن من الكشف الفوري عن أي حريق يمكن ان ينشب وسط الأحراش والأدغال التي يصعب الوصول إليها، إلى جانب فضح الأطراف التي تتعمد إشعال النيران، بغرض الإضرار بالطبيعة والمتاجرة بالفحم تزامنا مع إحياء مناسبة عيد الأضحى.
وأفاد رشيد بن عبد الله أن الحرائق التي سجلتها مصالحه ما بين الفاتح جوان و31 جويلية الماضيين، تسببت في إتلاف ما بين 20 إلى 25 من الغابات إلى جانب مساحات معتبرة من الأحراش والأدغال، وأن ولاية تيزي وزو تعد من أكثر المناطق تضررا بتسجيل 174 حريقا تسبب في إتلاف 1377 هكتارا من المساحات الخضراء، ثم تيسمسيلت بـ 34 حريقا أدى إلى إتلاف 1160 هكتارا من الغابات والأحراش، وبعدها عين الدفلى ب 53 حريقا نجم عنها إتلاف 1012 هكتارا من المساحات الخضراء، ثم بجاية التي أتلفت بها الحرائق مساحة 645 هكتارا من الغابات، وكذا ولاية تيبازة التي سجلت 83 حريقا أدى إلى إتلاف 405 هكتارات من المساحات الخضراء أغلبها عبارة عن غابات وأدغال.
واشتكى المصدر من قلة الوسائل المخصصة لمواجهة الحرائق على مستوى مديرية الغابات، مما يستوجب ضرورة تعزيز حراسة الغابات بوسائل عصرية، منها تدعيم مصالحه بطائرات دون طيار للسيطرة على انتشار الحرائق، على غرار ما هو معمول به في بلدان مجاورة، في ظل محدودية وسائل الوقاية، كما نصح المتحدث قاطني الغابات بوضع شريط وقائي بمحيط سكناتهم لحمايتها من الحرائق، عن طريق نزع الحشائش على امتداد مسافة 5 امتار على الأقل، موضحا أن أعوان الغابات المقدر عددهم بحوالي 5 آلاف عون زائد الأعوان الموسميين لا يمكنهم مراقبة 4 ملايين هكتار من المساحات الغابية عبر الوطن، مما يتطلب ضرورة مشاركة قاطني هذه المناطق في حماية الثروة الغابية والحيوانية. وأرجع المسؤول بمديرية الغابات معظم الحرائق التي تندلع يوميا إلى العامل البشري، وأعطى على سبيل المثال الحريق المهول الذي شهدته مؤخرا ولاية البليدة الذي اندلع في حدود الساعة الثانية صباحا، وتسبب في وفاة رضيعة، دون ان ينفي مساهمة درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها جل مناطق البلاد في انتشار رقعة الحرائق، مؤكدا بأن الضبطية القضائية تقوم بالتحقيق في أسباب الحرائق، في حين تحرص مديرية الغابات على إيداع محضر ضد مجهول لدى مصالح الدرك والأمن الوطنيين كلما تعلق الأمر بحرائق تتسبب فيها أيادي البشر. ويعد الأسبوع الماضي وفق السيد بن عبد الله من الفترات التي شهدت اكبر عدد من الحرائق بمعدل 38 حريقا يوميا، وبمجموع 262 حريقا تسبب في إتلاف مساحة 1900 هكتار من الأدغال والغابات والأحراش، معظمها تسبب فيها الإنسان، وساهمت مديرية الغابات بفضل وسائل التدخل السريع في السيطرة على انتشار الحرائق عبر المساحات الواسعة، إلى جانب الحماية المدنية التي لجأت مؤخرا إلى استغلال الطائرات الخامدة للنيران بجبل الوحش بقسنطينة، علما ان إخماد الحرائق يعود إلى مصالح الحماية المدنية، في حين تكمن مهمة مديرية الغابات في الحراسة والمراقبة والتدخل الأولي والسريع، إلى حين وصول أعوان الحماية المدنية المختصين في إخماد النيران باعتماد وسائل مخصصة لهذا الغرض.
لطيفة بلحاج