أكد كريم يونس رئيس الهيئة الوطنية للوساطة والحوار أمس أن الهيئة لا تجبر أي أحد على الحوار، لكنها ترفض بشدة عرقلة هذا المسعى، وحرمان الآخرين من اختيار هذا النهج للخروج من المأزق السياسي، قائلا إن من يريد حرق البلاد، عليه تحمل مسؤولية ذلك.
ووجه كريم يونس أمس خطابا شديد اللهجة للأطراف التي تسعى حسبه إلى عرقلة مسار الحوار الذي أطلقته الهيئة الوطنية للوساطة و الحوار، قائلا في كلمة ألقاها خلال افتتاح لقاء ضم فواعل في الحراك الشعبي قدموا من عدة ولايات، حذر فيها من مغبة إفساد الجهود التي تهدف إلى إيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، مؤكدا أن الهيئة الوطنية للوساطة والحوار لا تجبر أي شخص أو طرف كان على الحوار، وأن من يرفض الانضمام إلى هذا المسار والعيش في جو مكهرب هو حر في ذلك، دون أن يكون له الحق في منع الآخرين من اختيار نهج الحوار، كمسلك حضاري لتجاوز المأزق السياسي.
وخاطب كريم يونس الأصوات الرافضة لعمل الهيئة، الرامي إلى تنظيم انتخابات رئاسية شفافة و نزيهة، قائلا:» لا يحق لكم حرمان أي شخص من اختيار الحوار لإصلاح الوضع العام للبلاد»، مجددا التأكيد على حرية الآخرين في عدم المشاركة في اللقاءات اليومية التي تنظمها هيئة الوساطة و الحوار، قائلا:» من لا يريد المشاركة في الحوار هو حر، ومن يريد حرق البلاد هو مسؤول عن ذلك، ولا يحق له جر الآخرين معه»، موضحا أن هدف الهيئة هو إيصال البلاد إلى بر الأمان، وتجاوز المأزق السياسي الذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج عصيبة لا قدر الله، سيتحملها الشعب وحده.
وفي نظر المتحدث فإن لا أحد يملك وحده الحقيقة، وإنما يتقاسمها ويصنعها الجميع، مشيدا بشباب الحراك الذين جاءوا أمس إلى مقر الهيئة للمشاركة في جلسات الحوار، ضمن لجنة الشباب والمجتمع المدني، آملا في ان يخرج الجميع بحلول ناجعة.
وشارك في لقاء أمس شباب ناشطون في الحراك وآخرون يمثلون المجتمع المدني قدموا من ولايات باتنة وخنشلة والطارف و تبسة، وبحسب ما صرح به «للنصر» الناشط في الحراك «رفيق خليف» من ولاية باتنة، فإنهم قرروا طواعية التوجه إلى مقر الهيئة الوطنية للوساطة والحوار لتقديم وجهات نظرهم ومقترحاتهم للخروج من الأزمة، خاصة ما تعلق بإنشاء هيئة وطنية مستقلة للتحضير للانتخابات الرئاسية ومراقبتها والإشراف عليها و تأطيرها، إلى غاية الإعلان عن النتائج. و أكد المصدر أن الممثلين عن الحراك الذين توجهوا إلى مقر الهيئة، يتفقون على رفض المرحلة الانتقالية، لأنها ستسمح وفق رأيه، للفاسدين بالتكيف مع الوضع الجديد، وهيكلة أنفسهم والعودة إلى المشهد السياسي.
الهيئة الوطنية للوساطة والحوار تقرر النزول إلى الميدان
وبالموازاة مع اللقاءات اليومية التي تنظمها هيئة الوساطة والحوار مع ممثلين عن التنظيمات النقابية والأحزاب السياسية والمجتمع المدني وناشطين في الحراك، سيتم الشروع مع نهاية الأسبوع الجاري في تنظيم خرجات ميدانية إلى الولايات، بالنظر إلى استحالة استقبال كافة من يرغبون كافة من يرغبون في المشاركة في الحوار.
وكشف في هذا الصدد رئيس اللجنة الإعلامية للهيئة « جمال كركادن» في تصريح خص به «النصر» عن برنامج عمل مكثف تم تسطيره من طرف الهيئة التي دعمت مؤخرا تشكيلتها، بتنصيب المجلس الاستشاري الذي يضم 40 عضوا، ويتضمن النزول إلى الولايات لمخاطبة الشعب والاستماع إلى مقترحاته أرائه بهدف توسيع مجال الاستشارة.
وبحسب السيد كركادن، فإن الهيئة ستتوجه أولا إلى ممثلي المجتمع المدني، كي ينظموا أنفسهم في أطر معينة، قبل أن ينتقل أعضاؤها إلى الولايات للاستماع إلى الآراء والمقترحات المختلفة التي يتم تداولها في الحراك الشعبي، ليتم طرحها للنقاش في اللقاء الوطني المزمع تنظيمه قبل نهاية العام الجاري، كاشفا عن استبدال تسمية «الندوة الوطنية» باللقاء الوطني، الذي سيجمع كافة الأطياف والتوجهات السياسية، في إطار أخوي دون إقصاء.
لطيفة بلحاج