أكد، أمس، وزير الطاقة محمد عرقاب، لدى إشرافه على الدخول المدرسي بولاية تبسة، عزم السلطات المركزية على ربط الإبتدائيات بالطاقة الشمسية، وأوضح بأن قرابة 400 مدرسة عبر الوطن، مزودة حاليا بهذه التكنولوجيا، و هو رقم قال إنه مرشح للإرتفاع بحكم البرنامج الذي تجسده وزارة الداخلية، و الذي يمس ابتدائية عن كل بلدية، كما كشف أن قدرات الجزائر من الطاقة الشمسية تصل إلى 3 آلاف ساعة في السنة.
وأشار الوزير لدى معاينته لإحدى الابتدائيات المزودة بالطاقة الشمسية، إلى أن مجلس الحكومة كان قد تبنى هذه الرؤية، بعد تقديم دائرته الوزارية لعرض خاص بالبرنامج الوطني للطاقات المتجددة، منوها في الوقت نفسه، بقرار إنشاء محافظة للطاقات المتجددة، وهو الذي سيسمح لهذه المنشأة، باستخلاص الإستراتيجية الوطنية في هذا المجال و المضي قدما نحو هذه الطاقة البديلة والمرافقة للبيئة.
و استدل الوزير بقدرات الجزائر التي تمتلك طاقة شمسية تتجاوز 3000 ساعة في السنة، مما يؤهلها لأن تكون أكثر أنواع الطاقات المتوفرة بالبلاد، كما عرج على الآليات المعتمدة حاليا لتوسيع دائرة الإستفادة منها، على غرار إنشاء محطات شمسية كبرى، ومراكز أخرى صغيرة أو محلية، كتلك الموجودة ببعض الإبتدائيات، كما شدد على أن الجزائر عازمة على الذهاب بعيدا في هذا المسعى وتدعيمه، من خلال إنجاز محطات كبرى أخرى.
و أكد عرقاب أن بلادنا تتوفر في الوقت الراهن على محطة كبرى بالجلفة هي الوحيدة لإنتاج الطاقة الشمسية، وذلك بطاقة 60 ميغاوات، مضيفا أنه سيتم في المستقبل استحداث محطات أخرى، بطاقات تتراوح بين 100 و150 ميغاوات، وهذا وفق برنامج أقرته وزارة الطاقة.
و استنادا للوزير فإنه سيتم قبل نهاية العام الجاري، تنصيب محافظة الطاقات المتجددة التي ستعهد لها مهمة متابعة هذا الملف، بالاستعانة بالخبراء والمختصين، حيث تراهن الجزائر على التركيبة البشرية لهذه المحافظة، لبعث سياسات و استراتيجيات شاملة، غايتها تقليص الاعتماد التام على الغاز الطبيعي، وتحويل الكميات المتوفرة منه لاستعمالات أخرى أكثر نجاعة، كاستغلاله مثلا في الصناعة البيتروكيماوية، وفي الوقت ذاته مضاعفة كميات التصدير، قصد رفع المداخيل الوطنية من العملة الصعبة.
وفي سياق آخر و ردا على سؤال عن مصير مشروع مركب الفوسفات «بلاد الحدبة»، أوضح عرقاب بأنه مشروع طموح تتشارك في إنجازه 5 ولايات، بينها تبسة وبعض المدن الساحلية، حيث سيسمح في حال تجسيده برفع قدرات الإنتاج في هذه المادة، و كذا المداخيل الوطنية، مؤكدا بأن سوناطراك والشريك الأجنبي، يحضران حاليا له وبأنه سيعلن عن انطلاقته، بعد استكمال الدراسات التقنية و الجدوى الاقتصادية منه.
و قد أشرف وزير الطاقة على الافتتاح الرسمي للدخول المدرسي بولاية تبسة، انطلاقا من ابتدائية الشهيد أحمد شاوش محمد البشير، وهي المؤسسة الوحيدة المزودة بالطاقة الشمسية بهذا الطور بالولاية، كما عاين الوحدة الممونة للطاقة الشمسية للمؤسسة بمعدل 15 كيلواط، المحطة الثانية للمركز الطبي البيداغوجي للمعوقين ذهنيا.
الجموعي ساكر
