تباينت نسبة الاستجابة للإضراب الذي دعت إليه نقابة الأنباف أمس، والمؤيد للاحتجاج الذي ينظمه كل أيام الاثنين أساتذة التعليم الابتدائي، وكانت أعلى نسبة مسجلة بولاية بسكرة، التي قاطع فيها أغلب أساتذة الطور الابتدائي العمل، احتجاجا على تدني ظروف العمل والضغط الذي يعانونه بشكل يومي بسبب كثرة الأعباء، وفق ما أكده العضو القيادي في التنظيم بلعيدي مبارك في اتصال مع «النصر».
ووصف المصدر إضراب أمس باليوم الاحتجاجي الإنذاري الذي حمل شعار «كلنا أساتذة التعليم الابتدائي»، قائلا إن الهدف منه إظهار معاناة أساتذة هذا الطور أمام الرأي العام، بسبب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والضغط الرهيب الذي يعيشونه يوميا، جراء ظروف العمل الصعبة وكثرة المسؤوليات المسندة إلى أستاذ التعليم الابتدائي خلافا لأساتذة الطورين المتوسط والثانوي.
وأضاف الأستاذ بلعيدي مبارك أن الهدف من الاحتجاج إشعار الوزارة بالمعاناة التي يشعر بها الأساتذة في الطور الابتدائي، مؤكدا بان المطالب المرفوعة هي قديمة وليست بالجديدة، ناضلوا لأجلها سنوات عدة دون أن تستجيب لها الوزارة، معتقدا بأن ما يقوم به أستاذ التعليم الابتدائي من مهام يومية أضحت تثقل كاهله، فإلى جانب المهمة البيداغوجية التي تعد من صميم رسالته النبيلة التي يؤديها، يؤدي الأستاذ دور الحارس في المطعم والساحة ويرافق التلميذ إلى دورات المياه.
كما يلزم أساتذة هذا الطور بتدريس جميع المواد العلمية والأدبية، إلى جانب الرسم والموسيقى والتربية البدنية أو الرياضة، في ظل شبه انعدام لوسائل العمل، في حين يطالب المحتجون بإعادة النظر في جميع هذه المهام، بجعل الأستاذ يكتفي بالتأطير البيداغوجي، مع إسناد باقي المسؤوليات إلى مختصين في المجال، مع ضرورة تخصيص أساتذة للمواد العلمية وآخرين للمواد الأدبية، وتوظيف مشرفين تربويين لحراسة التلاميذ وقت الاستراحة وفي المطاعم، وكذا فتح مناصب مالية لتوظيف أساتذة مختصين في الأنشطة.
كما يصر المحتجون على ضرورة توحيد التصنيف بما يجعلهم يتساوون من حيث الأجر القاعدي مع أساتذة الطورين المتوسط والثانوي، باعتبارهم يحملون نفس الشهادات العلمية، كما يرفع الأساتذة مطلب إعادة إقرار التقاعد النسبي ودون شرط السن، مع توفير ظروف العمل الملائمة، كتخصيص قاعة للأساتذة على غرار مؤسسات التعليم الثانوي والمتوسط، للقيام بتحضير الدروس وتصحيح الامتحانات.
ويشعر أساتذة الطور الابتدائي، حسب مسعود عمراوي المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتعليم بنوع من الإجحاف، بسبب كثرة المسؤوليات الملقاة عليهم، في حين أنهم لا يتقاضون نفس الأجور مع أساتذة التعليم الثانوي والمتوسط، مع أنهم يحملون نفس المؤهلات العلمية، قائلا إن إضراب أمس موجه إلى المترشحين للانتخابات الرئاسية القادمة للأخذ بعين الاعتبار انشغالات هذه الفئة والتكفل بها، معتقدا بأن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال وليس من صلاحياتهم معالجة مطالب الجبهة الاجتماعية.
وشدد المصدر على ضرورة إسناد المدارس الابتدائية لوزارة التربية الوطنية بدل المجالس المحلية المنتخبة، لتحسين ظروف تسييرها، مع تزويدها بالوسائل والإمكانات لمساعدة الأستاذ على القيام بواجبه على أكمل وجه، في حين أضاف الأستاذ بلعيدي مبارك بأن الحركة الاحتجاجية سيتم تقييمها من قبل جمعيات عامة، لاتخاذ الإجراءات الممكن اتخاذها لاحقا، غير مستبعد التصعيد في حال لم تبادر وزارة التربية الوطنية لفتح باب الحوار.
لطيفة بلحاج