وزير التـربية يحـذر من محـاولات المسـاس بالمـدرسة الجـزائرية
انتقد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أمس ما وصفه بالسموم التي تبثها مواقع التواصل الاجتماعي للمساس باستقرار المدرسة الجزائرية، التي لديها المناعة الكافية لمواجهة هذه المحاولات، داعيا الأساتذة للعمل على وحدة واستقرار القطاع وفي ظل هذا الظرف الذي تعيشه البلاد.
وقال الوزير في رده على الدعوات إلى الإضراب عبر الوسائط الاجتماعية التي تستهدف أساتذة التعليم الابتدائي، إن ما يتم نشره عبر هذه المواقع هي سموم تستهدف استقرار المدرسة، التي لديها المناعة الكافية كي تضمن استقرارها واستمرارها، مشيدا بدرجة الوعي والروح الوطنية ومستوى الأخلاق التي يتحلى بها الأساتذة، مما يجعلهم أقوياء في التصدي لهذه الحملات، بالحرص الدائم والمسؤول على مصلحة المدرسة، ومن خلفها المصلحة الكبرى للوطن.
وأكد بلعابد اهتمامه بالانشغالات والمطالب التي يرفعها الأساتذة، من بينها ما يتعلق بالجانب البيداغوجي والتنظيمي، هي بصدد إعادة النظر فيها، وحيما تكون الحلول ممكنة سيتم اتخاذ الإجراءات الملائمة بسرعة ومهنية، بالتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين للقطاع.
وأضاف الوزير في تصريح صحفي أدلى به على هامش مشاركته في حفل نظمته ثانوية العقيد لطفي بالعاصمة بمناسبة إحياء ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، بأن وزارته تدرك جيدا حجم المسؤولية الملقاة على اساتذة الطور الابتدائي، وقال عن الشعارات التي تم رفعها خلال الإضرابات التي تنظم كل أيام اثنين إنها بريئة وعفوية، وأن المطالب التي تمت إثارتها يتم التكفل بها في إطار العمل والتعاون الذي يجمع ما بين الوصاية والنقابات الممثلة لعمال القطاع.
وأوضح المصدر بأن نقابات التربية الوطنية المقدر عددها ب 15 تنظيما، أظهرت دائما درجة من المسؤولية والوعي في معالجة وتسوية اللوائح المطلبية، في ظل ظرف جد حساس تمر به البلاد، مجددا التأكيد على أن وزارته بصدد إعادة النظر في كافة الملفات المطروحة من قبل عمال وموظفي قطاع التربية، وذلك دون انتظار أن يتم رفعها مجددا عبر الحركات الاحتجاجية والإضرابات.
ولم يخف عبد الحكيم بلعابد أن بعض الملفات ذات الطابع الاجتماعي والمهني تتطلب بعض الوقت لمعالجتها، كما تستدعي تسوية مطالب أخرى وضع إطار تنظيمي مع الجهات المعنية بهدف تحسين الظروف المعيشية للأستاذ، الذي أوكلت إليه مهمة تربية النشء والقيام بدور فعال في الحفاظ على تماسك الأمة ووحدتها.
واستغل بلعابد المناسبة لوجه رسالة إلى أساتذة التربية الوطنية، قائلا إنكم ستسجلون برؤوس مرفوعة وبقلوب مفتوحة مواقف وطنية مشرفة، مثلما فعلتم دوما، مدونين بذلك في السجل الحافل بالوطنية والاستجابة لنداء الوطن، بالانحياز إلى مصلحة الوطن، عن طريق رص الصفوف والعمل على ضمان الطمأنينة والسكينة و الاستقرار.
وأضاف المسؤول الأول على قطاع التربية الوطنية بأن الجزائر اليوم هي بأمس الحاجة لالتفاف الجميع من أجل إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبناء جمهورية جديدة، مؤكدا بان الرسالة النبيلة التي يحملها الأستاذ وقوته المعنوية وقداسته، سيسجل موقفا تاريخيا وسينأى بنفسه عن كل النداءات والخطوات المغرضة التي تريد الزج بالمدرسة إلى الشأن السياسي.
وبشأن مضمون البرامج الدراسية المعتمدة لدى مختلف الأطوار التعليمية، قال الوزير إن الثورة المظفرة والاستقلال المجيد والهوية الوطنية هي عناصر أساسية مدرجة كلها في المقرر الدراسي بإلحاح، وفي كل المراجع التربية والكتب، مع الحرص على أن يكون هذا البعد من أولى الأبعاد الموجودة في النظام التربوي.
لطيفة بلحاج
