لسنا جمعية خيرية يلجأ إلينا لتوزيع قفة رمضان وفي عمليات الترحيل
أكدت سعيدة بن حبيلس أمس أن الهلال الأحمر الجزائري يمثل الذراع الأمني والإنساني للدولة، وضامنا للأمن والاستقرار خاصة بالمناطق الجنوبية والحدودية، داعية رئيس الجمهورية لمد هذه الهيئة بالوسائل والإمكانات لتستعيد دورها الريادي، بعد أن تحوّلت في عهد النظام السابق إلى جمعية خيرية.
وأبدت سعيدة بن حبيلس في تصريح "للنصر" عدم رضاها عن الظروف التي تحيط بعمل ونشاط الهلال الأحمر الجزائري، بسبب الصعوبات والمشاكل التي واجهها في عهد النظام السابق، وعدم استفادته من أي دعم مادي منذ سنة 2014، وهو العام الذي استلمت فيه المتحدثة رئاسة هذه الهيئة، وكانت تشبه إلى حد ما الجمعية الخيرية وفق تعبيرها ، بسبب ضعف الوسائل وتراجع الدور الريادي للهلال الأحمر في المجال التضامني، مذكرة بتاريخ الهلال الأحمر الجزائري الذي أنشئ سنة 56 وكان من بين القرارات التي خرج بها مؤتمر الصومام، من أجل إيصال معاناة الشعب الجزائر إلى المنظمات والهيئات الدولية.
وهو على خلاف الجمعيات الخيرية، تم استحداثه بموجب مرسوم رئاسي ويضم 7 قطاعات وزارية، من بينها وزارة الدفاع الوطني والداخلية والصحة والمالية.
وأوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أن هذه الهيئة تعمل على تحقيق التلاحم الاجتماعي، لذلك تقوم مؤخرا بتركيز أهم جهودها على المناطق الحدودية وأقصى الجنوب، كاشفة في هذا السياق عن القيام بتهيئة 16 بئرا بفضل إعانة تقدم بها الصليب الأحمر الصيني بقيمة 1 مليار سنتيم، تم استغلالها في تجهيز هذه الآبار التي يستعملها البدو الرحل، بمحركات تشتغل بالطاقة الشمسية، بعد أن كانت تعتمد على الطرق التقليدية في جلب الماء، وتتواجد هذه الآبار بمناطق عدة من بينها 5 آبار بتمنراست وتين زواتين وأبلس، و5 آبار أخرى عبر مناطق ولاية أدرار، وأخرى في كل من البيض بأولاد سيدي الشيخ، وبغرداية بالضبط بالمنيعة وكذا بورقلة وتقرت.
وشددت بن حبيلس على أن الهلال الأحمر ليس بجمعية خيرية يلجأ إليها خلال عمليات الترحيل وفي توزيع قفة رمضان على المعوزين، بل هو الذراع الأمني والإنساني للدولة، يعمل على نشر ثقافة التضامن والتآخي بين أفراد المجتمع، بفضل نشاطه الذي يصل إلى أبعد نقطة في التراب الوطني، وإلى المناطق المعزولة والمنسية، وهو يتجنب الأساليب المهينة في توزيع المساعدات، لأن المتطوعين في صفوف هذه الهيئة يحرصون على ربط علاقات تآخي ومودة مع المحرومين، ويتقاسمون معهم الطعام والشراب، ثم يقدمون لهم الإعانات مقابل الضيافة التي يحظون بها حيثما حلوا.
كما يقوم حاليا الهلال الأحمر بالتكفل بالأسر الجزائرية التي كانت تقيم بكيدال شمال المالي، قبل أن تستقر بتين زواتين منذ العام 2012، دون أن تلقى التفاتة من السلطات المحلية، من خلال جمع أزيد من 30 طنا من المساعدات الإنسانية، من بينها أغذية وأفرشة وألبسة وأدوية وأدوات وحقائب مدرسية وخيام، وسيتم إرفاق هذه المساعدات كما هو معمول به من طرف الهلال الأحمر، بفرق طبية وذلك تنفيذا للاستراتيجية التي وضعها الهلال الأحمر، بمنح الأولوية للمناطق الجنوبية والحدودية والهضاب العليا، لتعزيز التماسك والوحدة الوطنية وضمان الأمن والاستقرار، لا سيما خلال الظروف السياسية غير المستقرة التي عرفتها الجزائر منذ أزيد من سنة.
الوضع الاجتماعي يتطلب مضاعفة الجهود التضامنية
وبخصوص تقييم الوضع الاجتماعي للبلاد، جراء الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد وسوء التسيير الذي طبع السنوات الأخيرة، أفادت بن حبيلس بأن هيئتها سجلت وفق دراسة تقييمية، تنامي ظاهرة الفقر والتسول والآفات الاجتماعية الناجمة عن تدهور المستوى المعيشي كالدعارة، مناشدة السلطات لتمكين الهلال الأحمر من الدعم اللازم للتحرك من أجل الدفاع عن كرامة الجزائري، مؤكدة بأنها سبق وأن نبهت إلى أخطار امتداد عمر الأزمة السياسية، وما قد ينجم عنها من مأساة إنسانية، التي تعد بوابة للتدخل الأجنبي، على غرار ما وقع في بلدان عدة عاشت مراحل من عدم الاستقرار.
وأضافت بن حبيلس بأنها وجهت نداء من أجل التوصل إلى حل سياسي، كما تعهدت بمرافقة كافة الجهود التي تصب في تحقيق هذا الهدف، عن طريق العمل التضامني من أجل الحفاظ على التلاحم المجتمعي، بتكثيف العمل على مستوى أقصى الجنوب والمناطق المنسية والمعزولة، مؤكدة بأنها تعلق آمالا كبيرة على برنامج رئيس الجمهورية، لأنه كلما تحسن الوضع السياسي تعززت معه الوحدة الوطنية والاستقرار الأمني.
وكشفت المتحدثة عن التحضير لانعقاد الجمعية العامة للهلال الأحمر الجزائري، في إطار المساعي الرامية إلى تمكين الهيئة من استرجاع دورها التاريخي والتضامني، وستختتم بإصدار بيان سيتم رفعه إلى رئيس الجمهورية والوزير الأول المقبل، من أجل تعزيز التعاون والتنسيق مع السلطات العليا للبلاد، لتنفيذ البرامج المكثفة للهلال الأحمر، وجددت بن حبيلس التأكيد على أن الهيئة التي ترأسها ليست جمعية خيرية يتم الاستعانة بخدماتها لإنجاح عمليات الترحيل أو لمنح قفة رمضان بطريقة مهينة على الفقراء والمعوزين، مذكرة بأنها أول من دعت إلى استبدال المساعدات الغذائية خلال شهر رمضان بمنحة مالية، وهو ما تم العمل به بعد جملة من الانتقادات تلقاها الهلال الأحمر.
وبالموازاة مع ذلك سهر الهلال الأحمر الجزائري على توزيع المساعدات على المناطق المتضررة من التقلبات الجوية، فضلا عن التكفل بتنقل المرضى من المناطق البعيدة نحو المدن الكبرى، وتعد هذه المهام من بين العمل المستمر للهلال الأحمر، مستعينا في ذلك بالهبات والمساعدات التي يجود بها الخيّرون.
لطيفة بلحاج