أعاق أمس، عشرات المواطنين عمليات التعقيم التي تشرف عليها ولاية قسنطينة، بتواجدهم في شكل مجموعات بمختلف الأحياء و الزوايا بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، فيما فتح تجار ورشات بناء بواجهات محلاتهم و وضع آخرون أغراضا على أرصفة، ما جعل أعوان النظافة يجدون صعوبة في أداء مهامهم.
و أشرفت ولاية قسنطينة بالتنسيق مع المقاطعة الإدارية علي منجلي على عملية تعقيم بعض الأحياء، وذلك بمشاركة مؤسسات «سياكو» و «ايغيفام» و الردم التقني ومصالح الحماية المدنية، حيث توجهت إلى حي «كوسيدار» ليكون أول نقطة تستفيد من التعقيم، على اعتبار أنه يعرف حركية كبيرة لكثرة المحلات التجارية ومحطات سيارات الأجرة.
وعند الوصول إلى الحي وجد سائقو شاحنات التعقيم صعوبة بالغة في الركن بالقرب من الأماكن المستهدفة للرش، بسبب ركن مواطنين لسياراتهم على حواف الطرقات وبشكل فوضوي، كما لاحظنا تواجد عشرات الأشخاص في شكل مجموعات بمختلف الزوايا، رغم التحذيرات والنصائح المقدمة بتفادي التجمع والوقوف على مسافات قصيرة، خاصة وأن عدد الوفيات والمصابين بفيروس كورونا في تصاعد مستمر منذ أيام.
وشرعت الفرق المشاركة في عملية التعقيم في عملها، إلا أن الأعوان وجدوا صعوبات أخرى نتيجة تواجد مواطنين في مختلف الأماكن، سواء بالطريق الرئيسي أو داخل المجمعات السكنية، حيث لم يحركوا ساكنا رغم البدء في عمليات التعقيم، كما رفض البعض منهم التحول من أمكنتهم وأصروا على الجلوس في فضاءات عامة، وتحديدا بالقرب من محطة سيارات الأجرة العاملة على خط محطة كوسيدار- وسط مدينة قسنطينة.
وتدخلت مصالح الأمن بحي كوسيدار من أجل تنظيم عملية التعقيم، ليواصل أعوان النظافة تطهير الأماكن التي تعرف توافدا عليها وخاصة بالقرب من المحلات التجارية، إلا أنهم اصطدموا بقيام تجار بفتح ورشات على مستوى واجهات المحلات، حيث وضعوا براميل وسلالم ودعامات خشبية صلبة تستعمل في الوقوف عليها أثناء الترميم، كما قام آخرون بإخراج عدة تجهيزات و وسائل من محلاتهم من أجل وضع حاجز لتسهيل مهمة البيع عن بعد، فيما ترك أصحاب مطاعم طاولات الشواء وسط الأرصفة ما جعل مهمة التعقيم تأخذ وقتا أطول.
بعد ذلك تحولت الفرق إلى الوحدة الجوارية 4 ومنها إلى الوحدتين 17 و19، على أن تتواصل العمليات وفق برنامج يمس كل الوحدات الجوارية في علي منجلي، وقد استحسنت المديرة العامة للمؤسسة الولائية لصيانة الطرق والإنارة العمومية، بلمعطي كريمة، مبادرة بعض التجار والمواطنين في وحدات جوارية، بعد مساهمتهم في عمليات التعقيم بموادهم الخاصة، كما دعت بقية المواطنين لتسهيل مهمة مختلف المصالح المشاركة في عمليات التنظيف من خلال المكوث في بيوتهم أثناءها، قصد فتح المجال الأكثر أمام أعوان النظافة، موضحة أن تجاوبهم سيزيد من نجاعة التدخلات.
و أضافت المتحدثة أن حي كوسيدار استفاد سابقا من التعقيم، إلا أنه يعرف توافدا كبيرا من المواطنين كما يعد شارعا رئيسيا وبالتالي فضلت مصالحها إعادة تعقيمه مرة أخرى، موضحة أن العمليات انطلقت يوم 16 مارس الماضي بتعليمات من والي قسنطينة، ومست عدة وحدات جوارية، حيث ركزت على الإدارات العمومية التي تعرف إقبالا للمواطنين على غرار المندوبيات البلدية ومؤسسة «سياكو» و وكالات سونلغاز وكذا المراكز التجارية والأسواق، وأكدت بلمعطي أن كل الوحدات ستستفيد من التعقيم، موضحة أن السلطات وفرت جميع الإمكانيات المادية والبشرية من أجل محاربة وباء كورونا.
حاتم/ب
