حذّر البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي أمس من مغبة التراخي في الالتزام بتدابير الحجر الصحي من قبل المواطنين الذين خرجوا في الأيام الأخيرة لاقتناء لوازم رمضان، وتجمعوا بالأسواق ونقاط البيع الفوضوية والفضاءات التجارية المختلفة، رغم استمرار حالة التأهب لمكافحة فيروس كورونا.
وأبدى البروفيسور خياطي في تصريح "للنصر" قلقه من عودة الحياة إلى طبيعتها تقريبا في بعض المدن والمناطق، في ظرف جد حساس تمر به البلاد، بسبب تفشي فيروس كورونا، وما تبع ذلك من إجراءات مشددة اتخذتها الدولة لكبح العدوى والتحكم في الوضع، من بينها غلق المدارس والجامعات والإدارات ومؤسسات اقتصادية إلى حين استقرار المعطيات الخاصة بانتشار الفيروس، متسائلا عن كيفية تجاهل بعض المواطنين لكل هذه التدابير والخروج للتسوق واقتناء لوازم رمضان في حين أن الحياة لم تعد إلى طبيعتها بعد.
ودعا المصدر إلى ضرورة العودة إلى الحملات التحسيسية المكثفة من قبل وسائل الإعلام والجمعيات والنشطاء في هذا المجال لرفع درجة الوعي لدى المواطنين، ولشرح طبيعة الوضع الذي نعيشه، قائلا إننا نمر بمرحلة جد حساسة بسبب الخشية من أن تتحول العدوى بفيروس كورونا إلى وضعية وبائية يصعب التحكم فيها، قائلا إن ما يقوم به بعض الأفراد من تجاهل لإمكانية تنقل الفيروس عبر الاحتكاك والتجمع والتواصل الاجتماعي ستكون له عواقب وخيمة إن لم يتم العودة مجددا إلى احترام الحجر الصحي، وتفادي الخروج من البيت إلا للضرورة، على غرار ما تم الالتزام به في الأيام الأولى لظهور الفيروس، و انتشاره على مستوى ولاية البليدة.
وأضاف رئيس هيئة فورام أن عدم فرض الحجر الصحي بنسبة 100 بالمائة خلال فترة الصبيحة، وتأخير حظر التجول إلى الثالثة زوالا بالعاصمة وولايات عدة، وإلى السابعة مساء بباقي المناطق، لا ينبغي أن يكون فرصة أو حجة لخرق توصيات المختصين، ونصح المتحدث المواطنين الذين تدفعهم الضرورة للتسوق بتطبيق الإجراءات الوقائية، وهي وضع الكمامات واستعمال السائل المعقم لتنظيف اليدين، والأهم من كل ذلك الالتزام بالتباعد الاجتماعي، أي الدخول بالتناوب إلى المحلات والفضاءات التجارية لعدم التقاط العدوى.
وتجدر الإشارة في هذا السياق أن المدن الكبرى من بينها العاصمة، تعرف منذ بداية هذا الأسبوع حركة كثيفة خلال فترة الصبيحة على مستوى عديد المحاور بسبب خروج الأسر للتسوق تحضيرا لشهر رمضان، ولاقتناء المواد الغذائية وباقي المستلزمات التي تدخل في تحضير مائدة رمضان، وتعرف بعض الطرقات اكتظاظا في حركة المرور، في صورة تغاير تماما حالة السكون التي ميزت بداية تطبيق الحجر الصحي، ما أثار مخاوف مختصين من أن تتطور هذه السلوكات لتتحول إلى ممارسات يومية، في وقت اضطرت فيه الحكومة إلى تمديد فترة الحجر الصحي إلى غاية نهاية الشهر الجاري للسيطرة التامة على فيروس كورنا.
ونصح في هذا السياق البروفيسور مصطفى خياطي أصحاب المحلات والفضاءات التجارية باعتماد إجراءات صحية كما هو معمول به في دول عدة، بتوفير السائل المعقم عند مدخل المتجر، وتنظيم الزبائن للحيلولة دون تجمع أعداد كبيرة في نفس الوقت، وإلزامهم باحترام مسافة الأمان، مؤكدا بأن وضعية الجزائر من حيث انتشار فيروس كورونا مطمئنة إلى غاية الآن، فهي تحتل مرتبة وسطى مقارنة بدول تفشى فيها المرض بشكل واسع.
وأضاف المصدر بأن التحكم في الأرقام الحالية المتعلقة بتطور الفيروس سيقودنا تدريجيا إلى الخروج من الأزمة، وسيساعد في رفع الحجر الصحي بصفة تدريجية وبمستويات مختلفة بحسب الوضعية الصحية لمختلف الولايات، لأن رفع الحجر بالعاصمة مثلا لن يكون بنفس المستوى مقارنة بولايات أخرى سجلت حالات محدودة.
كما توقع المتحدث أن تعود الحياة إلى طبيعتها ابتداء من نهاية شهر ماي المقبل، أي بعد العيد، باستئناف مختلف الأنشطة التي تم توقيفها لدواعي صحية، شريطة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتحلي بالوعي، وعدم التراخي في تطبيق توصيات المختصين والأطباء المجندين لمجابهة المرض، سيما في ظل ظهور تحذيرات من تسجيل موجة جديدة لفيروس كورنا.
لطيفة بلحاج