تعرف المناطق الغابية الجبلية بولاية باتنة، توافدا كبيرا للعائلات والأشخاص، منذ بداية جائحة كورونا وإلزامية الحجر الصحي للتصدي لانتشار الوباء.
حيث وجد مواطنون في المناطق السياحية الجبلية، ملجأ و متنفسا لهم، بعيدا عن التجمعات السكنية للترويح عن أنفسهم، بدل البقاء ماكثين في منازلهم، غير أن بعض المواقع الغابية أصبحت تعج بالمواطنين، لدرجة لا تتوافق مع إجراءات السلامة والوقاية من انتشار الفيروس، الأمر الذي جعل محافظة الغابات، تحسس بخطر التجمعات و عدم الالتزام بشروط الوقاية في هذه الفضاءات الطبيعية.
توافد المواطنين على المناطق الجبلية بشكل كبير، بات يثير المخاوف، وسط دعوات للالتزام بإجراءات الوقاية، خاصة ما تعلق بالتباعد الاجتماعي، لتفادي انتقال عدوى الفيروس وقد تحولت مواقع سياحية جبلية، إلى قبلات تستقطب الآلاف من المواطنين، في مشاهد لحشود بشرية غزت هذه المناطق، على غرار منطقة كوندورسي بالحظيرة الوطنية بلزمة، التي تعج بالوافدين عليها، خاصة في أيام نهاية الأسبوع، حيث أن المكان الطبيعي السياحي، أصبح يكتظ بالمواطنين، الذين احتلوا غابات المنطقة بشكل غير معهود، لدرجة أن طول الطريق بكوندورسي، تحول إلى حظيرة لركن المركبات.
و تحولت الغابات المتاخمة لمدينة باتنة كلها، إلى قبلة للعائلات للتنفيس، في ظل استمرار جائحة كورونا، على غرار الغابات المترامية على جانب الطريق الاجتنابي عند المخرج الشمالي لمدينة باتنة والذي تحول إلى مضمار لممارسة رياضة الركض، فضلا عن تفضيله من طرف العائلات للنزهة وقد تحول المكان أيضا إلى قبلة تعج بالمواطنين، الذين لا يأبه الكثير منهم لإجراءات السلامة و الوقاية، نظرا لعدم الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
و من بين المناطق أيضا التي تستقطب العائلات و تحولت إلى قبلات سياحية، الغابات المترامية على الطريق الولائي الرابط بين بلديتي المعذر و عيون العصافير، حيث وجدت الكثير من العائلات في المكان متنفسا، خاصة بعد إعادة تأهيل الطريق الذي كانت وضعيته متدهورة قبل سنوات و كان المكان يثير المخاوف لانعدام الأمن، قبل أن يتحول إلى قبلة سياحية خاصة في ظل جائحة كورونا.
و تستقطب أيضا الغابات بمرتفعات شليا، المواطنين الهاروبين من منازلهم، بعد أن وجدوا في المناطق الغابية مكانا للترويح عن النفس و تطبيق الحجر الصحي وسط الطبيعة.
وفي سياق متصل، أكد محافظ الغابات لولاية باتنة، على تحذيرات مصالحه من مغبة عدم احترام إجراءات الوقاية بالغابات، ظنا أن الفيروس قد لا ينتقل بين الأشخاص بالهروب إلى المناطق الجبلية و نظرا للتوافد الكبير للعائلات على الغابات بشكل لافت للانتباه و على شكل حشود لا تحترم إجراءات الوقاية، فقد عمدت مصالح الغابات حسب المحافظ، لتحسيس المواطنين بضرورة التقيد بتدابير الوقاية، خاصة ما تعلق بالتباعد الاجتماعي و كذا الحفاظ على الغابات من خطر الحرائق و على نظافتها.
و كشف محافظ الغابات لولاية باتنة لـ»النصر»، عن مساهمة فرقه في إطار مكافحة فيروس كورونا، بالتنسيق مع مصالح أخرى، منها مديرية الفلاحة و مديرية النشاط الاجتماعي في عمليات تضامنية لتوزيع مواد المؤونة الغذائية بالمناطق النائية، منها دشرة أولاد موسى التاريخية ببلدية إشمول و منطقة الوضحة بذات البلدية و بقرى بلدية تالخمت.
و أشار المسؤول، إلى تجنيد كافة الفرق للمساهمة في عمليات تعقيم الفضاءات العمومية، كاشفا عن تنظيم عملية مشتركة مع صندوق التعاضد الفلاحي، لتوزيع مواد تعقيم و مساعدات على الفلاحين.
يـاسين عبوبو
