صنفت بلدية البوني، أكبر بؤرة للوباء في ولاية عنابة، بتسجيل أغلب حالات الإصابة في الفترة الأخيرة بها، كونها ذات خصوصية في شهر رمضان، حيث تستقطب العنابيين من مختلف الأحياء و البلديات للتسوق، بسبب وجود مساحات كبرى لعرض و بيع المواد الغذائية و كذا سوق بوزعرورة لبيع الخضر و الفواكه و كذا اللحوم.
و في جولة للنصر، أمس، بسوق البوني المتواجد بمحيط « الكور»، كانت الأزقة تعج بالمواطنين، إلى جانب عرض السلع على الأرصفة والطريق العام، مستغلين غلق الشرطة للمنافذ في وجه حركة المرور، حيث لاحظنا مئات الأشخاص يتحركون في مساحة صغيرة، دون ارتدائهم للكمامات باستثناء عدد قليل جدا و كانت الطوابير أمام المقصبات و محلات بيع الخضر و الفواكه و كذا المواد الغذائية و غيرها من المحلات، بحيث لم يؤد قرار غلق المحلات التجارية، إلى التقليل من خروج المواطنين بالبوني، كونها مركز التسوق بالنسبة للمواد الاستهلاكية المختلفة، عكس وسط مدينة عنابة المختص في تجارة الألبسة و القماش و التجهيزات الكهرومنزلية و غيرها من لوازم البيت.
و في هذا الشأن، دعا فاعلون لوضع إجراءات خاصة بمدينة البوني، كونها تحولت إلى بؤرة للوباء، نتيجة للحركية الكبيرة التي تعرفها، من الصباح إلى غاية أذان الإفطار، حتى الأحياء السكنية على غرار 900 مسكن، التي يخرج بها مواطنون ليلا للسهر في الخارج و يتم بيع حتى الشاي، رغم الدوريات التحسيسية التي تقوم بها مصالح الشرطة.
و حسب مصدر أمني للنصر، فقد وضعت خطة جديدة للتحسيس أكثر بالنسبة للتجارة و كذا المواطنين، انطلقت أمس من وسط المدينة، بتشكيل فرقة مختلطة بين الشرطة الدرك الوطني و الحماية المدنية، بمشاركة مصالح البلدية، حيث تم استهداف أماكن التسوق على غرار سوق الحطاب و السوق المغطى، كما وقفت ذات المصالح، على مدى التزام التجار المعنيين بتعليق النشاط، حيث بلغ عدد المحلات المعنية بالغلق في كامل تراب الولاية، 10 آلاف تاجر يزاولون أنشطة الحلاقة، بيع المرطبات و الحلويات التقليدية، الألبسة و الأحذية، الأدوات و الأواني المنزلية، التجهيزات الكهرومنزلية و كذا تجارة الأقمشة و الخياطة و المنسوجات و مستحضرات التجميل.
و كانت الاستجابة كلية حسب ما وقفت عليه النصر، بعد دخول القرار حيز التطبيق، منتصف نهار أول أمس، بعد تسجيل عدم التزام مواطنين و تجار على حد سواء، بإجراءات السلامة و الوقاية من تفشي فيروس كورونا .
و وفقا لمصادرنا، فقد ارتكزت الخطة الجديدة، على توحيد جهود التحسيس، لاستهداف أكبر عدد ممكن من التجار و المواطنين و كافة شرائح المجتمع، للوقاية من فيروس كورونا، لاسيما مع الشهر الفضيل، حيث انطلقت العملية من مدينة عنابة، على أن تكون مدينة البوني المحطة الثانية، لحث المواطنين أكثر على ضرورة التقيد بالتدابير الاحترازية المتخذة للوقاية من فيروس كورونا، منها الالتزام بالمسافة الصحية و هذا لتفادي الازدحام .
و كان والي الوالي في تصريح، أول أمس، قد ربط ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في عنابة إلى 81 حالة، بعدم احترام المواطنين لإجراءات الوقائية، بعد فتح المحلات التجارية، حيث سُجلت 17 إصابة جديدة دفعة واحدة، أول أمس، فيما ينتظر مع إصدار قرار غلق المحلات التجارية في الأنشطة المذكورة، تقليص حركة المواطنين.
كما كشف والي عنابة، عن قرار جديد لغلق عدد من محطات الوقود بوسط المدينة التابعة للدولة، بهدف خفض حركة السير بعاصمة الولاية. و حتى أصحاب سيارات الأجرة عادوا للعمل رغم عدم صدور قرار برفع المنع، مما ساعد المواطنين على الخروج و التنقل.
حسين دريدح