سجلت مدن ولاية سكيكدة، استجابة نسبية و متفاوتة لإجراءات الحجر المنزلي الجزئي، في إطار التدابير الوقائية لمجابهة فيروس كورونا، بينما كان ارتداء الكمامة شبه منعدم، كما هو الحال لمبدأ التباعد الاجتماعي، في حين كانت استجابة التجار لنظام المناوبة واسعة.
و بعاصمة الولاية، كانت الحركة صبيحة يومي العيد، حسب الأصداء التي وصلتنا، متفاوتة من حي لآخر، من خلال خروج المواطنين لاقتناء بعض المستلزمات و المواد الغذائية و بعض العائلات رفقة أولادها لشراء لعب الأطفال التي تباع ببعض المحلات التجارية و على الأرصفة، لاسيما بالشوارع الرئيسية لوسط المدينة، التي كانت بها حركة كثيفة نوعا ما، لتبدأ في التناقص بداية من منتصف النهار و بعد الواحدة زوالا، سجلنا خلوا للشوارع و التزام كلي للمواطنين بإجراءات الحجر، باستثناء بعض الشباب الذين يفضلون البقاء أمام منازلهم.
أما بمدينة الحروش، فكانت الحركة بها كثيفة، لاسيما في الفترة الصباحية التي سجلت خلالها حركية تجول المواطنين و كذا المركبات، بما لا يختلف عما كانت عليه خلال أعياد السنوات الفارطة، لاسيما بالشارع الرئيسي بشير بوقادوم، أين تنتشر محلات المواد الغذائية و المخابز و كذا طاولات بيع لعب الأطفال، الذين كان حضورهم قويا رفقة أولياءهم.
كما عرفت الحديقة العمومية، توافدا لافتا للمواطنين و خاصة من فئة الشباب و المراهقين، سواء في الصبيحة أو حتى في توقيت بداية الحجر الجزئي، بحيث يقصدونها لقضاء أوقات مريحة تحت ظلال الأشجار، بينما غابت مظاهر احتفال الأطفال و تجولهم بالأحصنة كما كانوا في السنوات الفارطة.
و تطرح قضية عدم غلق السلطات المحلية للحدائق العمومية بهذه المدينة و بقائها مفتوحة أمام المواطنين، الكثير من علامات الاستفهام، رغم أنها مصنفة ضمن الأماكن التي تستقطب الجمهور و التي يجب غلقها ضمن تدابير الوقائية من جائحة كورونا التي جاءت في قرار والي الولاية الصادر في شهر مارس.
و ما يلفت الانتباه خلال يومي العيد، هو أن المواطنين يحجمون عن ارتداء الكمامات و نادرا ما تجد مواطنا يرتدي كمامة، رغم أن السلطات الولائية و المحلية، قامت بتوزيع الآلاف من الكمامات مجانا على المواطنين، بالموازاة مع الإقبال على شرائها من عند الصيدليات، لكن الواقع يظهر أن ثقافة ارتداء المواطن للكمامة ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، لم تترسخ في ذهنياتهم، كما هو الحال لمبدأ التباعد الاجتماعي الذي لم يحترم بصفة مطلقة.
أما بخصوص احترام التجار لنظام المناوبة، فقد كانت واسعة على مستوى جميع بلديات الولاية الـ 38، باستثناء تسجيل نقص طفيف في بعض المواد، مثل الخبز و الحليب و كذا انقطاع مياه الشرب في اليوم الأول من العيد، على غرار بلديات سكيكدة، حمادي كرومة، فلقلة الحدائق، الحروش و ضواحيها.
من جهتها مصالح الأمن، حرصت يومي العيد على ضمان مراقبة مدى التزام المواطنين بإجراءات الحجر الجزئي، من خلال القيام بدوريات على مستوى الشوارع و الأحياء و علمنا بأنه تم تسجيل العديد من المخالفات، سواء للمواطنين راجلين أو على متن مركبات. كمال واسطة