أكد وزير الطاقة محمد عرقاب، أول أمس الخميس، بالعاصمة، أن الشركة الوطنية للمحروقات «سوناطراك» تعمل حاليا على تكييف استراتيجيتها التسويقية في مجال الغاز مع متطلبات المنافسة المتزايدة في السوق العالمي، معلنا بأن قطاعه برمج إنجاز ثلاثة مصافي جديدة في كل من حاسي مسعود وبسكرة و تيارت، بقدرة 5 ملايين طن لكل منها.
وأوضح السيد عرقاب في تصريحات صحفية على هامش جلسة علنية بمجلس الأمة مخصصة للرد على الأسئلة الشفوية بأن «سوناطراك تغير من استراتيجيتها التجارية» في ظل التحولات التي يعرفها السوق العالمي، وأضاف بالقول: «عدة دول تقوم الآن بضخ كميات كبيرة خاصة مع تطور الانتاج في مجال الغاز الصخري وتمييع الغاز، العالم يتغير ونحن أيضا نتغير».
وفي هذا السياق، أكد بأن الجزائر ستظل «الممون المفضل» لأوروبا خاصة وأنها تملك ميزة خطوط الأنابيب التي تضمن الربط المباشر مع الزبائن، ومع أن خطوط الأنابيب تمثل جزءا من الاستراتيجية قصيرة المدى، إلا أنه يجب استغلال هذه الميزة التي لا تملكها عدة دول منتجة من أجل التحضير للانتقال الطاقوي الذي تسعى إليه البلاد، حسبما أفاد به الوزير.
وتابع قائلا «لازلنا نصدر كميات كبيرة إلى أوروبا ولدينا شراكات مجدية ونعمل على الحفاظ على زبائننا والتفاوض معهم بمنطق المصلحة المشتركة». وحول الاجتماع المرتقب الأسبوع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وشركائها المنتجين غير الأعضاء، أوضح الوزير أنه سيخصص لتقييم التزامات كل طرف باتفاق الخفض ومواصلة هذا التعاون الذي أعطى ثماره. وفي هذا الإطار، لفت إلى وجود إشارات إيجابية بخصوص مدى تطبيق حصص الخفض المتفق عليها بالنسبة لكل الدول في اطار مجموعة «أوبك+» والتي تعززت أيضا بتخفيضات طوعية من روسيا والسعودية والامارات والكويت وهو ما كان له «نتائج جد إيجابية تجسدت مؤخرا في انتعاش الأسعار».
وأكد بأنه كما كان متوقعا، فإن رفع الحجر الصحي في عدة دول في آسيا وأوروبا إلى جانب التطبيق الصارم لاتفاق الخفض ( 9،7 مليون برميل يوميا لشهري ماي وجوان) ساهما بشكل كبير في عودة الأسعار إلى المنحى التصاعدي، حسب الوزير، ويتوقع عرقاب تواصل هذا الانتعاش بالتوازي مع العودة التدريجية للأنشطة الاقتصادية لاسيما في قطاع النقل.
وذكر عرقاب خلال الجلسة، بأن قطاع الطاقة برمج إنجاز ثلاثة مصافي جديدة في كل من حاسي مسعود وبسكرة و تيارت، بقدرة 5 ملايين طن لكل منها، مؤكد أنه تم الانتهاء من الدراسات التقنية والهندسية وتهيئة الأراضي المخصصة لها في نهاية 2017.
وسيتم إنجاز هذه المصافي، ضمن مخطط للحكومة للفترة 2021-2024 والرامي إلى تأمين الإمدادات الوطنية من الوقود على المديين المتوسط والبعيد، وكذا رفع قدرات البلاد في النشاطات التحويلية ذات القيمة المضافة، بالإضافة إلى القضاء على الاستيراد في هذا المجال، وتم الشروع فعليا في إنجاز مصفاة حاسي مسعود بورقلة والتي ينتظر منها تلبية احتياجات منطقة الجنوب من الوقود لاسيما من «الديزل» والذي يتم جلبه من مصفاة سكيكدة وهو ما سيسمح بتوفير مصاريف النقل والتوزيع.
أما مصفاة تيارت فستعرف الانطلاقة الفعلية للأشغال بها في 2022، حسب وزير الطاقة الذي أكد بأن هذه الولاية ستستفيد من مشاريع أخرى في إطار برنامج التحول الطاقوي لاسيما ما يتعلق بالطاقة الشمسية، وفضلا عن مشاريع المصافي، فتم أيضا تشكيل فوج عمل من الخبراء على مستوى وزارة الطاقة بهدف دراسة خصائص الوقود بغرض الرفع من قدرات إنتاج المصافي الحالية دون اللجوء إلى تكرير لكميات إضافية للنفط الخام، وهو ما يسمح بالحفاظ على عائدات التصدير والتخفيف من عجز ميزانية المدفوعات، حسب السيد عرقاب.
ولفت الوزير إلى أن الاستهلاك المحلي للوقود عرف ارتفاعا كبيرا حيث انتقل من 5.6 مليون طن في سنة 2000 إلى14.4 مليون طن في 2019 بمعدل نمو سنوي بلغ5.1 بالمائة خلال هذه الفترة، وهو ما دفع بالبلاد إلى استيراد الوقود من الخارج، ولمواجهة الطلب المحلي المتزايد، تم تأهيل مصافي الجزائر وسكيكدة وأرزيو، مما سمح بتغطية الطلب المحلي الحالي بشكل شبه كلي بالنسبة للبنزين وبمعدل 84 بالمائة بالنسبة للديازال.
وفي رده على سؤال آخر حول توظيف سكان الجنوب في منشآت مجمع سوناطراك في هذه المنطقة، أكد الوزير أن سوناطراك وفروعها لديها مخطط سنوي ينفذ مع احترام القوانين السارية ومشاركة الوكالة الوطنية للتشغيل مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ المساواة وضمان الكفاءات المطلوبة لتحقيق المردودية المستهدفة، وبخصوص مسابقة توظيف 450 عاملا في ولاية الاغواط بعنوان سنة 2019،أوضح أن 279 عاملا قد تم توظيفهم فعلا بينما سيتم إعادة المسابقة بالنسبة لمناصب العمل المتبقية بالتنسيق مع الوالي.
ق.و/واج