حرمت نقائص في الدراسة الخاصة بمشروع إنجاز مئتي حاوية مدفونة وهوائية، بلديةَ قسنطينة من استغلالها رغم الانتهاء من أشغالها، حيث كلفت حوالي خمسين مليار سنتيم، كما لم تصل بعد الشاحنة ذات الرافعة الثانية الخاصة بالعملية، في وقت تتعرض فيه هذه الحاويات للتخريب ويرمي فيها مواطنون عشوائيا أشياء مختلفة مثل الملابس القديمة وأخشاب الأشجار.
وذكر مدير البيئة لولاية قسنطينة، أرزقي بوطريق، في تصريح للنصر، أن مدينة قسنطينة كانت رائدة وهي الأولى من استفادت من هذا النوع من الحاويات في إطار مشروع خاص بالمديرية، مضيفا أن الحاويات الهوائية والمدفونة تتطلب شاحنات خاصة تسمى «الشاحنات ذات الرافعة»، مشيرا إلى أنه كان مفترضا إحضار شاحنتين من أجل المشروع، لكن استوردت واحدة فقط، وتأخرت الثانية إلى اليوم بسبب تشديد إجراءات الاستيراد.
وتحدث المدير عن سوء استغلال الحاويات، في حين أوضح أن الدراسة تضمنت نقائص تمثلت في سوء التوزيع، حيث كان ينبغي بحسبه، أن توزع على نقاط قريبة ضمن تجمع عمراني واحد أو تجمعين قريبين من بعضهما حتى تسهل مهمة الشاحنة، لكنها وزعت في كل مكان من المدينة حتى بات من غير الممكن على شاحنتين اثنتين القيام بالمهمة كاملة، مضيفا أنه «حتى لو وُفرت ثلاث شاحنات فلن تكفي للقيام بالمهمة».
وأشار نفس المصدر إلى وجود مشكلة أخرى تتمثل في حجم الشاحنات الكبيرة، بحيث لا يمكنها المرور عبر مسالك بعض الأحياء التي توجد فيها الحاويات، منبها إلى أن مشكلة التعامل مع الأعطاب ستظهر أيضا لأن نظام الشاحنات معقد. وأضاف مدير البيئة أنه يمكن إيجاد بعض الحلول للحاويات الهوائية بعد إحضار الشاحنة الثانية، في حين قال إن الشاحنة ذات الرافعة توفر على مؤسسات جمع القمامة، العمال، حيث يكفي فيها سائق واحد ليقوم بكامل المهمة عن طريق النظام المعلوماتي داخلها، الذي يسهل له رفع النفايات منها.
وأوضح محدثنا أن الشاحنة ذات الرافعة توفر على مصالح البلدية الكثير من العناء، بحيث تستوعب كمية تصل إلى عشرين طنا، وهي تمثل ثلاث مرات الكمية التي تستوعبها الشاحنة العادية، لذلك فإنها «تقلل من عدد المناوبات وتخفض منسوب التلوث المترتب عن شاحنات القمامة العادية». وذكر المسؤول أن المشروع منجز في الوقت الحالي، وستنسق مصالح مديريته مع مؤسسة «بروبكو» لبلدية قسنطينة من أجل الشروع في استغلال الحاويات الهوائية بمجرد جلب الشاحنة الثانية، فيما سيتم النظر في أمر المدفونة منها.
وقمنا بجولة عبر مدينة قسنطينة لمعاينة الحاويات المدفونة عبر عدة أحياء، على غرار سيدي مبروك وحي عبد السلام دقسي و5 جويلية، حيث لاحظنا أن أغلبها قد حولت إلى حاويات لرمي القمامة المنزلية من طرف المواطنين إلى أن امتلأت عن آخرها حتى صارت البعض منها لا تفتح، بينما يرمي آخرون بداخلها الملابس القديمة والأغراض المنزلية المهملة، التي يفترض أنها غير مخصصة لها، بينما تعرضت بعض هذه الحاويات للحرق والإتلاف في عدد من الأحياء، كما حول محيط البعض منها إلى مكبات للنفايات ونقاط للرمي العشوائي. سامي.ح