نفت السلطة الوطنية للانتخابات أمس تسجيل تجاوزات أو خروقات منذ بداية الحملة الانتخابية للاستفتاء على الدستور، حيث شرعت الأحزاب السياسية والجمعيات والشخصيات المعنية بتنشيط الحملة في التحسيس بأهمية المشاركة في هذا الموعد الانتخابي الهام، للتأسيس لجزائر جديدة.
وأبدت السلطة على لسان أحد أعضائها القياديين البروفيسور بقاط بركاني ارتياحها لمجريات الحملة الانتخابية التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي على مستوى كافة ولايات الوطن، مؤكدا في تصريح «للنصر» عدم تسجيل أي خروقات أو تجاوزات من قبل السلطة الوطنية، بفضل التزام منشطي الحملة الانتخابية بخطاب مسؤول يرمي إلى الحفاظ على مصلحة البلاد ولم شمل وضمان وحدة الوطن من اجل مرحلة جديدة، عبر التشجيع على المشاركة.
وأكد بركاني بأن المقر المركزي للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ما يزال لحد الآن يشهد توافدا من قبل جمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية الراغبة في تنشيط الحملة الانتخابية للاستفتاء على الدستور، من أجل تحسيس الرأي العام بأهمية هذا الموعد الانتخابي وبضرورة انخراط كافة أفراد المجتمع في إعادة بناء مؤسسات الدولة، وإحداث القطيعة مع الماضي.
وأوضح المصدر بأن المشاركة بقوة في الاستفتاء يعد رهانا أساسيا بالنسبة لهذه الهيئة، التي تحرص على الالتزام الصارم بمبدأ الحياد، وعدم التأثير على خيارات وقناعات الناخبين وتوجهاتهم، لذلك التزمت منذ انطلاق الحملة بالتأكيد على أهمية التحسيس بالمشاركة في هذه العملية السياسية الهامة، لمحاربة ظاهرة العزوف عن الصناديق الانتخابية، معربا عن ارتياحه للجو الهادئ الذي تجري في ظله الحملة رغم الظرف الصحي الاستثنائي، مؤكدا بأن الاستفتاء سيمر بدوره في نفس الظروف الحسنة، ولن تطرح أي إشكالات تذكر، بفضل التحضير الجيد لهذا الموعد الانتخابي.
وأضاف عضو السلطة المستقلة بأن من بين ما يشغل هذه الهيئة هي الظروف التي سيجري في ظلها الاستفتاء على الدستور، لإنجاح الموعد عبر تسخير الوسائل المادية والبشرية، وتكوين مؤطري المراكز الانتخابية، علما أن السلطة جندت أزيد من نصف مليون مؤطر لتنظيم الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور، معظمهم من خريجي الجامعات ونسبة هامة منهم مختصون في الإعلام الآلي سيتم الاستعانة بهم لمعالجة الحالات الطارئة التي قد تحدث على مستوى مراكز الانتخاب، دون الحاجة للاستعانة بالإدارة وذلك تجسيدا لمبدأ استقلالية إجراءات تحضير كافة المواعيد الانتخابية.
كما تحرص السلطة وفق المصدر، على دراسة ملفات الأطراف المشاركة في تنشيط الحملة، لا سيما الجمعيات، إذ يشترط في كل جمعية معنية بالترويج لمشروع تعديل الدستور وشرح بنوده ومستجداته ان تكون حاصلة على الاعتماد وممثلة ومؤطرة على المستوى القاعدي، حفاظا على مصداقية الحملة الانتخابية التي يعول عليها كثيرا من قبل السلطة الوطنية المستقلة في إقناع الهيئة الناخبة بالتنقل بكثافة يوم الفاتح من نوفمبر القادم المصادف لذكرى اندلاع الثورة التحريرية، إلى المكاتب الانتخابية للإدلاء بالأصوات والمشاركة في رسم مستقبل البلاد وإحداث القطيعة مع الماضي.
وتعد هذه النقطة من بين محاور البرنامج الانتخابي لمنشطي الحملة الانتخابية للاستفتاء على الدستور من شخصيات وأحزاب سياسية وجمعيات، فقد التقى جميعهم عند التحذير من مغبة الانسياق وراء الخطابات السلبية المشككة في كل مسعى يهدف إلى تحقيق التغيير الفعلي، ومحاربة الفساد والبيروقراطية ونهب مقدرات الأمة، منبهين إلى التحديات التي تواجه البلاد من أجل إعادة بناء الاقتصاد الوطني وتحسين المستوى المعيشي للأفراد والحفاظ عل الامن والاستقرار ووحدة التراب الوطني.
وتوقع في هذا السياق البروفيسور بقاط بركاني أن يكون الموعد الانتخابي عرسا حقيقيا، آملا أن تلج من خلاله الجزائر عهدا جديدا وأن يكون فاتحة لتجاوز الظرف الصحي الحساس، مؤكدا أيضا بأن البروتوكول الصحي الذي وضع لتأطير الحملة الانتخابية والاستفتاء من الناحية الصحية، يعد من الأكثر تشددا وصرامة، ومن أثقل البروتوكولات على الإطلاق، يسهر كل طرف على مستواه لاحترامه وتطبيقه حرفيا.
لطيفة بلحاج