رفض الوزير الأول، عبد العزيز جراد، الإهانة التي تعرّضت لها معلمة في مدرسة ابتدائية، من قبل والي ولاية وهران، عندما قدمت له شكاوى بشأن نقص الوسائل والإمكانات في المدرسة التي تعمل فيها، ووصف سلوك الحاكم بأنه ممارسات قديمة، كما أعرب بدوره وزير الداخلية والجماعات المحلية، كمال بلجود عن رفضه “القاطع” لإهانة المعلم, داعيا كافة المسؤولين التابعين لقطاعه للترفع عن هذه الممارسات.
أبدى الوزير الأول، عبد العزيز جراد، رفضه للإهانة التي تعرّضت لها معلمة في مدرسة ابتدائية بولاية وهران، من قبل والي الولاية ومحيطه، بعد تقديمها شكاوى بشأن نقص الوسائل والإمكانات في المدرسة التي تعمل فيها، وهي الشكاوى التي لم ترق لوالي الولاية الذي تحجج بكون طاولات الأقسام ليست من العهد الاستعماري كما جاء على لسان المعلمة.
وكتب جراد تغريدة على تويتر، جاء فيها: «أرفض رفضاً قاطعاً إهانة المعلم وهو يدافع عن مستقبل أبنائنا. تحية شكر وتقدير للمعلمة السيدة سيديا مرابط، من مدرسة بن زرجب بوهران، التي فضحت الممارسات القديمة. سيتم تحديث أثاث المدارس القديمة على مستوى الوطن، المجد لكلّ المخلصين لجزائرنا الغالية».
بدوره أعرب وزير الداخلية كمال بلجود، الخميس، عن رفضه القاطع لإهانة المعلم وهو يدافع عن مستقبل أبنائنا داعيا في نفس الوقت كل المسؤولين في قطاعه للترفع عن هذه الممارسات. وخلال اجتماع مع كوادر القطاع، تطرق وزير الداخلية للحادثة التي وقعت بوهران، قائلا:"بكل صراحة الأستاذة المحترمة تكلمت بعفوية وبقلب مفتوح وقالت حقيقة عن مدرستها التي قضت فيها أكثر من 32 سنة و قالت هذا الشيء أمام المسؤول الأول للولاية".
وأضاف بلجود بأن الوالي لاحظ ميدانيا وضعية الطاولات وكان من الأجدر عليه أن يتخذ إجراءات لتغييرها أو يعطي تعليمة صارمة لتغييرها. وواصل ذات المتحدث: “إنني كوزير الداخلية أرفض إهانة المعلم وهو يدافع عن مستقبل أبنائنا وتحية شكر للمعلمة التي فضحت الممارسات القديمة ونقول لها “واصلي عملكي”، وسيتم وضع برنامج لتحديث الطاولات عبر مختلف ولايات الوطن.”
وبدأت الحادثة بحوار بين والي ولاية وهران ومعلمة مدرسة بن زرجب، اشتكت الأخيرة فيه من غياب الوسائل ونقص الطاولات وقدمها، وقالت إنّها قضت ورفيقاتها المعلمات الليلة الماضية في المدرسة لتنظيفها وتعقيمها، وأنّ المدرسة حصلت على مساعدة من ولي تلميذ، تكفّل بتنظيف المراحيض وجلب المياه، وأنّ الطاولات تعود إلى العهد الاستعماري. إلّا أنّ الوالي رفض هذا التوصيف»، وهو ما قابلة الوالي بالتجاهل وأدار ظهره للمعلمة، قبل أن يتنقل معها إلى أحد الأقسام وهناك اكتشف الجميع الحالة المزرية للطاولات، لكن الوالي راح يركز على عبارة «طاولات من عهد الاستعمار»، وقالت المعلمة للصحافيين لاحقاً إنّها تعرّضت بعد ذلك للإهانة أيضاً من قبل مدير التشريفات في الولاية، الذي طلب منها السكوت.وقد أثارت قضية معلمة ابتدائية بن زرجب بوهران، ردود أفعال غاضبة، حيث أعربت النقابة الوطنية لعمّال التربية والتكوين في بيان لها عن استنكارها الشديد للأسلوب الذي عوملت به المعلمة. «نعتبر الاعتداء على كرامة زميلتنا أمام تلامذتها هو اعتداء على مهنة التعليم في الجزائر، كما نطالب السلطات العليا في البلاد بإصدار القرارات الرادعة لمثل هذه السلوكيات الاستعراضية أمام الكاميرات، والاعتذار الرسمي والعلني لزميلتنا المعلمة».
والي وهران يستقبل المعلمة سيديا مرابط
وبعد الحادثة، استقبل والي وهران، الخميس، المعلمة سيديا مرابط من المدرسة الابتدائية “بن زرجب” لعاصمة الولاية إثر الحادثة التي وقعت خلال طرحها أمام ذات المسؤول لنقائص تخص هذه المدرسة بمناسبة الدخول المدرسي، حسبما علم لدى مصالح الولاية.
وأشارت المعلمة مرابط عقب استقبالها من طرف والي ولاية وهران أن المدرسة الابتدائية وأساتذتها ستحظى بالتفاتة في سياق التكفل بانشغالاتها مع العلم أنه جرى اليوم تجديد طاولات وكراسي المدرسة المذكورة. وأبرزت نفس المعلمة أنها لم تكن تقصد من وراء استعمال عبارة “العهد الاستعماري” أثناء طرحها لانشغالات المؤسسة التربوية "أي إهانة بل كانت تعبير مجازي من أجل إبراز حالة وقدم الأثاث". كما عبرت عن تشكراتها لكل من تضامن معها إثر هذه الحادثة من أستاذة وجمعيات وأولياء التلاميذ معبرة عن أمنيتها في أن تكون المدرسة الابتدائية وإطاراتها محل اهتمام من أجل مصلحة التلاميذ.
ع سمير