سارت مجريات الاستفتاء على الدستور أمس بالعاصمة في أجواء جد عادية وهادئة، ميزها التنظيم المحكم بمراكز التصويت وحرص واضح على احترام الشروط الوقائية من قبل المؤطرين، من خلال توفير الكمامات والسائل المطهر، فيما شهدت مختلف عديد محاور الولاية حضورا أمنيا مكثفا لا سيما بالبريد المركزي.
شهدت العديد من شوارع وأحياء العاصمة حركة نسبية أمس، لا سيما بوسط العاصمة على غرار شوارع ديدوش مراد وسيدي محمد وبلوزداد بئر مراد رايس، وأبقت العديد من المحلات التجارية على أبوابها مفتوحة، في ظل تواجد أمني واضح لحفظ النظام العام تنفيذا للمخطط الذي وضعته المديرية العام للأمن الوطني لضمان السير الحسن للاستفتاء على الدستور، وفق ما وقفت عليه «النصر» من خلال جولة ميدانية قادتها إلى أهم أحياء العاصمة.
وما ميز الاستفتاء على الدستور التدابير الوقائية الواضحة التي التزمت بها كافة المراكز التي حطت بها «النصر»، عبر وضع طاولة عند مدخل كل مركز تحتوي على علبة للأقنعة الواقية وبخاخة خاصة بالسائل المطهر، فيما تولى مؤطرون توزيع الأقنعة على الناخبين الذين توافدوا على المراكز منذ الصبيحة، كما تم توزيع السائل المعقم والمناديل الورقية على مكاتب الاقتراع لاستعمالها من قبل المؤطرين والناخبين بعد لمس الأوراق والأظرفة والأقلام وغيرها من الوسائل التي توضع بهذه المكاتب.
وكانت أول محطة نزلت بها النصر مركز التصويت «عون حميد» بجنان سفاري ببلدية بئر خادم، حيث تم وضع عند مدخله الوسائل الوقائية التي وفرتها المصالح البلدية، وهو ما لاحظناه في عين المكان، كما تم تكليف عون من البلدية لتعقيم المركز كل ساعتين، وفق ما أكدته رئيسة المركز السيدة « بلخوان ليلى»، مضيفة بأن وسائل التعقيم والكمامات تم توفيرها بكميات كافية بحسب عدد المسجلين في المركز البالغ 3550 مسجلا، مما سمح باستقبال كافة الناخبين بالكمامات والمعقمات للوقاية من فيروس كورونا.
كما حرصت المراكز على معالجة الوضعيات العالقة بالنسبة للناخبين الذين لم يعثروا على أسمائهم في القوائم الموضوعة على مستواها، عبر إرسالهم إلى مكتب خاص يشرف عليه أعوان مختصون في مجال الإعلام الآلي للاطلاع على القائمة الانتخابية التي تمت مراجعتها وتحيينها تحت إشراف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، ليمنح الناخب ورقة تحمل اسمه ولقبه ورقم تسجيله وختم المركز ليتوجه مجددا إلى المكتب للإدلاء بصوته.
وتعد المشاركة في الاستفتاء واجبا وطنيا لا يمكن التخلي عنه، وفرصة للدفاع عن مصالح الأمة والحفاظ على استمرار الدولة، بالنسبة للناخبين الذين رفضوا تفويت هذا الموعد، من بينهم السيدة «عمارية» التي قصدت مركز جنان سفاري بصبحة حفيدتها، مؤكدة وهي تهم بمغادرة المكان بأنها لم تتخلف يوما عن المواعيد الانتخابية لأجل مستقبل أبنائها وأبناء كل الوطن.
وببلوزداد وبالمركز الانتخابي «أحمد سكوتوري» كانت كل الظروف مهيأة لاستقبال الناخبين في أحسن الظروف، عبر وضع الكمامات والسائل المعقم عند البوابة، وتوزيع المؤطرين بشكل متناسق ومنسجم للتكفل بكل من يقصد المركز، وتوجيههم إلى المكاتب حيث توجد أسماؤهم، في حين يتم العودة في كل مرة إلى خلية الإعلام الآلي للبحث عن أسماء الناخبين غير المتضمنة في القوائم الموزعة على المكاتب، حسبما أوضحه رئيس المركز السيد سعد الدين مهدي، الذي واجه مشكلة في الصبيحة بسبب عدم التحاق كافة المؤطرين بمناصبهم، مما اضطره للاستعانة بالمستخلفين لسد الشغور.
وأكد المتحدث بأن كافة الوسائل تم تسخيرها لإنجاح الموعد، وانه على مستوى المركز الذي يرأسه لم يواجه أي عراقيل أو صعوبات تذكر، بحيث توافد الناخبون في أحسن الظروف للإدلاء بأصواتهم، علما أن المركز يقع في أكثر الأحياء الشعبية حركية وكثافة، ومع ذلك فإن النظام والأجواء الهادئة كانتا السمتين الطاغيتين على المكان، وخلال تجوالنا بالمركز صادفنا الشاب «متناني عباس» الذي كان يسارع للإدلاء بصوته، قائلا إن المشاركة تخدم الصالح العام، ومستقبل الأجيال، وبحسبه فإنه على كل مواطن أن يعبر عن أرائه بحرية، منتقدا ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن حرق مكاتب وتخريب بعض المراكز، قائلا ان حرية التعبير مكفولة للجميع.
ورغم التواجد الأمني المكثف بالبريد المركزي وعلى طول شارع ديدوش مراد وصولا إلى الجامعة المركزية، لم تتوقف حركة المرور، وكذا النقل العمومي الحضري، كما تواصل النشاط التجاري فيما يخص المقاهي والمحلات والمطاعم ومحلات الأكل السريع بصورة عادية، في وقت فضل تجار آخرون غلق المحلات والتريث إلى غاية انتهاء هذا الموعد، الذي يستحوذ عادة على اهتمام وانشغال عامة المواطنين، وأكثر ما ميز نهار أمس الانسيابية في حركة مختلف الطرقات، لا سيما تلك المعروفة بالازدحام بفضل الحضور الأمني المكثف، وكذا تراجع عدد الوافدين على العاصمة من خارج الولاية.
وبمركز «ابن الرشيق» بسيدي محمد «ميسونيي» التقينا بمسنة قطعت مسافة لا بأس بها لأداء الواجب الانتخابي، لكنها لم تعثر على اسمها بالقائمة الانتخابية، ولما تقربنا من رئيسة المركز السيدة «مستوي هاجر» أكدت لنا بأنها تطوعت شخصيا ودفعت تكاليف سيارة الأجرة للسيدة لتصل إلى بلدية حيدرة حيث يوجد اسمها، غير أنها لم تتمكن من المشاركة في الاستفتاء لأسباب لم توضحها المعنية.
نفس الأجواء عاشتها أمس عديد أحياء العاصمة المعروفة بحركيتها وحيويتها، فكل الأنظار كانت منصبة على مجريات العملية وما ستسفر عنه من نتائج، والجميع يأمل في الوصول إلى بر الأمان.
لطيفة بلحاج