شهدت المناطق النائية بولاية البليدة إقبالا كبيرا للناخبين على الاستفتاء الخاص بتعديل الدستور، مقارنة مع المدن الكبرى والمناطق الحضرية التي كان الإقبال فيها محتشما في ساعات الصباح، قبل أن تعرف مكاتب الاقتراع زيادة نسبية في ساعات المساء، حيث بلغت نسبة المشاركة 36 .22بالمئة عند الخامسة وقدرت النسبة النهائية بـ28.61 ، والملاحظ أن البروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كورونا، تم تطبيقه بصرامة.
سجلت بلدية حمام ملوان والتي تعد من المناطق النائية بولاية البليدة، أكبر نسبة مشاركة، وذلك بـ 53,92بالمائة على الساعة الثانية بعد الزوال، في حين قدرت النسبة الولائية في نفس الساعة بـ 14.94 بالمائة، ثم جاءت بلدية بوقرة المحاذية لحمام ملوان في المرتبة الثانية بـ 41,89بالمائة، وبلدية صوحان إحدى البلديات الجبلية بالولاية بنسبة 39,89بالمائة، وبلدية الشريعة بـ 29،51 بالمائة.
بالمقابل كان الإقبال بالمناطق الحضرية ضعيفا في ساعات الصباح، حيث لم تسجل بعض البلديات سوى 4 بالمائة على الحادية عشرة صباحا، قبل أن تعرف زيادة نسبية في ساعات المساء وتراوحت ما بين 10 و20 بالمائة بأغلب المناطق الحضرية.
و يرى بعض المواطنين أن ارتفاع نسبة المشاركة بالمناطق النائية مقارنة بالمناطق الحضرية وتجاوز نسبة المشاركة 50 بالمائة في الساعة الثانية بعد الزوال ببعض المناطق النائية، يعود حسبهم لارتباط موعد الاستفتاء مع ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، بحيث أن المواطنين بالمناطق النائية وخاصة الأسرة الثورية من المجاهدين وأبناء الشهداء الأكثر اهتماما بتاريخ الثورة، ولا تزال الاحتفالات المخلدة للثورة ضمن أهم أولوياتهم، خاصة وأن هذه المناطق لا تزال شاهدة على بطولات الثوار في محاربة الاستعمار الفرنسي، وشاهدة على العديد من الجرائم الاستعمارية، وتزامن الاستفتاء على الدستور مع هذه الذكرى العظيمة لاندلاع الثورة، كان دافعا للمواطنين بهذه المناطق للتوجه إلى صناديق الاقتراع أملا في جزائر جديدة تمحي صور الماضي وتحقق الرقي و التقدم.
ونفس المشاهد عرفتها المناطق الحضرية في ساعات الصباح، بحيث بالرغم من الاقبال الذي لم يكن معتبرا مقارنة مع المناطق النائية، إلا أن أغلب الفئات التي أقبلت على صناديق الاقتراع، ممن تحدثنا اليهم اعتبروا تزامن الحدث الانتخابي مع الحدث الثوري بمثابة نصر آخر للجزائر بالنسبة لمعظمهم، على غرار سيدة بمركز العربي التبسي، التي قالت بأن ذكرى أول نوفمبر كان لها الأثر البالغ في توجهها لمركز الاقتراع واعتبرت هذا اليوم بمثابة ثورة جديدة للجزائر للانتصار على مخلفات الماضي والأمل في جزائر جديدة عصرية ومتطورة، وفي السياق ذاته يذكر شاب بمركز براكني أن الانتخاب في هذا اليوم العظيم المتزامن مع اندلاع ثورة التحرير هو استمرار لرسالة الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل البلد.
عرفت كل مراكز الانتخاب بولاية البليدة تطبيقا صارما للبرتوكول الصحي، حيث تم توزيع الكمامات الواقية بمداخل المراكز، كما تم توفير المعقمات، وألزم مؤطري المكاتب باستعمال القفازات، ويذكر في هذا الإطار رئيس السلطة الولائية المستقلة لتنظيم الانتخابات محمد الشريف سيدي موسى، بأن البرتوكول الصحي كان ضمن الأولويات في عملية التصويت، مشيرا إلى تنظيم دورات تكونية للمؤطرين وتوزيع على المندوبيات البلدية أقراصا مضغوطة حول تطبيق البرتوكول الصحي، كما تم تنظيم محاكاة لعملية التصويت وفق البرتوكول الصحي لضمان تصويت عادي ووقاية الناخبين من عدوى فيروس كورونا، وفي السياق ذاته أوضح رئيس السلطة عدم تسجل أي خروقات في عملية التصويت والأجواء كانت عادية.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الهيئة الناخبة بولاية البليدة قدر بـ 706143ناخبا، في حين قدر عدد المؤطرين بـ 12915 يتوزعون على272مركز اقتراع و1845 مكتب تصويت.
نورالدين ع