أكد، أمس، رئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد من تيزي وزو، على أهمية الحوار الحقيقي لحل القضايا الوطنية، مشيرا إلى أن الانتقاد إيجابي ولكن هناك حلولا يجب اقتراحها، محذرا من الاستماع إلى أبواق الفتنة وإلى الأصوات التي تبعث بسمومها من الخارج لضرب استقرار و وحدة الجزائريين.
وقال عبد العزيز بلعيد، خلال تجمع شعبي بدار الثقافة مولود معمري، إنه يجب اقتراح الحلول و"نأتي بالبديل ولكن إذا كنا ننتقد من أجل تحريك المواطنين وخلط الأوراق وإثارة المشاكل فلن نبني ما نكسره"، مؤكدا أن الجزائر اليوم بحاجة إلى أشخاص يقومون بالصلح ويزرعون المحبة والتسامح لأنه بهذه الطريقة "سنحل مشاكلنا في المستقبل القريب".
وأضاف رئيس جبهة المستقبل، أن حزبه منذ تأسيسه في سنة 2012 يسير في السكة الصحيحة، وفي كثير من الأحيان يأتي بالاقتراحات لحل المشاكل المطروحة، ولذلك فإنهم سيذهبون إلى الانتخابات التشريعية وكلهم أمل أن ينتخب الشعب الجزائري و يشارك الشباب في بناء الوطن، لأن الحل ليس في المسيرات أو الإضرابات أو التعنت والسب والشتم والكراهية، بل في الذهاب إلى بناء مؤسسات قوية وانتخاب رجال ونساء يكونون في مستوى هذه المؤسسات.
و أكد بلعيد أن الجزائر الجديدة بحاجة إلى الجميع والديمقراطية لن تبنى في سنة أو سنتين، مشيرا إلى أن جبهة المستقبل أول حزب تحدث عن الجمهورية الجديدة منذ تأسيسه كما ناضل من أجل تحقيقها، مؤكدا أن هناك خطوات بدأت تتجسد على أرض الواقع وحزبه سيواصل النضال إلى غاية بناء مؤسسات حقيقية شرعية وبناء قوانين حقيقية و دولة الحق والقانون، وقال إن هذا لن يتمكن من تحقيقه سوى أبناء الوطن ولا يجب انتظار الأجانب.
ولدى حديثه عن منطقة القبائل، أكد عبد العزيز بلعيد أن هذه المنطقة دفعت ضريبة كبيرة أثناء الحرب التحريرية وبعد الاستقلال، مضيفا أن منطقة القبائل هي القلب النابض للجزائر فعلى شبابها ونسائها وشيوخها ومثقفيها أن يقفوا في صف واحد ولا يتركوا الأقلية تسلط عليهم، مؤكدا أن التشريعيات مهمة، وقال إنه في تاريخ 22 فيفري 2019 خرج جميع الشعب الجزائري وقضى على مرحلة الفساد واليوم سندخل مرحلة جديدة.
وفي ذات السياق، أوضح أنه لا يوجد هناك اتفاق بعد الإطاحة بالعهدة الخامسة في الساحة السياسية وهذا الشيء طبيعي جدا، فحتى بعد الاستقلال لم يكن هناك أيضا اتفاق، وهذا ليس بسبب أن هناك أشخاصا يحبون الجزائر وآخرون يكرهونها بل لأن كل واحد لديه طريقته الخاصة وكل واحد يرى سير الجزائر ببرنامج مختلف وكل واحد يحب الجزائر بطريقته ولكن هذا لا يعني أننا أعداء أو سندخل في معركة. وشدّد عبد العزيز بلعيد على الوحدة الوطنية ونبذ العنصرية، مشيرا إلى أن عمالقة منطقة القبائل الذين فجروا الثورة التحريرية أمثال كريم بلقاسم وعبان رمضان والعقيد عميروش وأوعمران وغيرهم لم يستشهدوا من أجل منطقة معينة أو حي معين أو مدينة معينة، بل رفعوا السلاح ضد فرنسا لأنهم أرادوا أن يحرروا الجزائر بأكملها، داعيا إلى عدم الاستماع إلى الأبواق التي تنادي بتقسيم منطقة القبائل عن الجزائر، وقال " كلنا ننتمي إلى الجزائر، نعتز بأمازيغيتنا ونعمل على ترقيتها لأنها جزء من شخصيتنا كما نعتز بديننا وبثقافتنا، نحن شركاء في هذه البلاد وعلى كل واحد منا أن يحافظ على كل شبر منها، وإذا أردنا أن نحقق الازدهار والرقي يجب على كل واحد أن يحافظ على وحدة شعبنا".
مذكرا في ذات السياق بنضال وأفكار الزعيم التاريخي لحزب الأفافاس الراحل حسين آيت أحمد، حيث قال بأن هذا الرجل ناضل في حزب الشعب و فجر الثورة التحريرية وبعد الاستقلال لم يتفق مع إخوانه ولكنه لم يتكلم أبدا عن تقسيم الجزائر حتى في صراعاته مع النظام وكان يتحدث عن الجزائر بكل حدودها ومساحتها، مضيفا بأن هذا هو الدرس الذي من المفروض أن يحفظه جيل اليوم وعليه أن يعرف بأن الجزائر موحدة بشعبها وبعاداتها وبتقاليدها وبثقافتها المختلفة وأن الشعب أخرج فرنسا الاستعمارية لأنه كان متماسكا مع بعضه البعض، وعلينا، مثل ما قال، أن نتحد من أجل بلادنا لبناء اقتصاد وطني قوي، وعلينا أن ننبذ كل أشكال العنف والكراهية بين بعضنا البعض ونضع حدا لكل الاختلافات.
سامية إخليف