استنكرت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ما صدر عن بعض الجهات التي شكّكت في قدرتها على حماية وصيانة أصوات الناخبين ودعت رئيس الجمهورية للتدخل، واعتبرت السلطة ذلك دعوة مبطنة لزرع الفوضى والتشكيك، مؤكدة مرة أخرى تعهدها والتزامها بتحمّل مسؤولياتها بكل أمانة، ونزاهتها في الداخل والخارج.
في سياق الترقب الذي يعيشه الجميع في انتظار الكشف عن النتائج الخاصة بالانتخابات التشريعية التي جرت يوم السبت الماضي، ذكّرت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بأنها أوفت بما تعهدت والتزمت به وفقا للدستور والقانون العضوي للانتخابات بتوفير كل شروط النجاح والضمان التي مكنت الشعب من الانتخاب والاختيار، وقد نال ذلك رضا الذين تقدموا للانتخابات من أحزاب وقوائم مستقلة.
واستنكرت السلطة في بيان لها بعض التصريحات والبيانات الصادرة عن بعض الجهات – في إشارة إلى تصريح، عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم أول أمس الذي ادعى فيه تقدم حركته في النتائج في جميع الولايات والذي دعا فيه رئيس الجمهورية إلى تحمل المسؤولية - مشيرة أن هذه الجهات ألفت مثل هذه الممارسات التي "لا أساس لها من الصدق والمصداقية" وتصريحها بأن السلطة غير قادرة على صيانة وحماية أصوات الناخبين و دعوتها رئيس الجمهورية لتحمل المسؤولية بعبارات تحمل التهديد والوعيد- يضيف البيان.
واعتبرت هيئة محمد شرفي أن مثل هذه التصريحات تمس بالتزام السلطة المستقلة ونزاهتها التي يشهد لها في الداخل والخارج، وتمس بأخلاق الدولة وبناء الجمهورية الجديدة، وهي " دعوة مبطنة لزرع الفوضى والتشكيك".
و في هذا الإطار وأمام جميع القوائم جددت السلطة الوطنية للانتخابات في بيانها التزامها بتحمل مسؤوليتها وبأنها أهل للأمانة وقادرة على تحمل هذه المسؤولية أمام الله والتاريخ و الشهداء والوطن بكل شفافية.
كما ذكرت السلطة في هذا الصدد باللقاء والحوار الذي جمعها بالأحزاب السياسية والقوائم المستقلة والذي أفضى إلى التوقيع على ميثاق أخلاقيات الممارسة الانتخابية، وكلهم ثقة في السلطة ومسارها في إرساء قواعد الديمقراطية الانتخابية بعد أن أثبتت جدارتها ومصداقيتها في الانتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر 2019، و في الاستفتاء على الدستور.
واليوم –يضيف بيان السلطة- فهي بنفس الثقة والعزيمة لتجسيد قوانين الجمهورية المنصوص عليها في القانون العضوي للانتخابات، وتوجهت بالمناسبة بتحية تقدير للشعب الذي عبر عن رأيه الانتخابي في جو سلمي تميز بالديمقراطية واحترام البروتوكول الصحي الوقائي الذي أعد لهذا الاستحقاق.
كما وجهت أيضا بتحية خاصة للأحزاب السياسية والقوام المستقلة التي راهنت على وطنيتها والتزامها بميثاق أخلاقيات الحملة الانتخابية الذي وقعته مع السلطة.
وللتذكير فقد قال محمد شرفي في تصريح له مساء يوم الاقتراع إن الإعلان عن النتائج النهائية الخاصة بالانتخابات لن يكون قبل 96 ساعة من ذلك التوقيت، وهذا بالنظر لتعقد عملية فرز الأصوات هذه المرة وفقا لنظام الانتخابات الجديد، إذ يتم الفرز على مرحلتين، الأولى تخص الأصوات المحصل عليها من قبل كل قائمة، والمرحلة الثانية تخص الأصوات المحصل عليها من قبل كل مرشح في كل قائمة.
ومعلوم أن القانون يمنح السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات صلاحية إعلان النتائج الأولية للانتخابات لها وحدها، وهي بالتالي المصدر الوحيد في إعطاء المعلومات الخاصة بالاقتراع، أما ما يصرح به قادة بعض الأحزاب السياسية من أن أحزابهم تصدرت النتائج في العديد من الولايات فقد اعتبرته السلطة في بيانها سالف الذكر من قبيل الدعوة لزرع الفوضى والتشكيك في قدرتها على حماية أصوات الناخبين.
إلياس -ب